سورية

خامنئي يرد على ترامب … طهران تمد اليد للسعودية «شرط تغيير نهجها في سورية واليمن»

| وكالات

بعد أيام من حملة إعلامية مكثفة قادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنفسه ضد إيران واصفاً إياها بالدولة الإرهابية الأولى في العالم، شدد المرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي على أن سياسات الولايات المتحدة تجاه بلاده لم تتغير، لافتاً إلى اتباع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما سياسة مستترة معادية لإيران، على حين كشف ترامب الوجه الحقيقي لواشنطن.
وخلال لقائه أمس حشداً من قادة وكوادر القوة الجوية الإيرانية، أكد خامنئي أن الرئيس الأميركي السابق، كان وراء نشوء تنظيم داعش. وأضاف قائلاً: إن «أوباما أشعل الحرب في سورية والعراق، ودعم فتنة عام 2009 في إيران، وهو من جلب الحظر على الشعب الإيراني من دون أن يصل لمبتغاه» في إشارة إلى العقوبات التي تمكنت الإدارة الأميركية السابقة من إقناع مجلس الأمن الدولي بفرضها على إيران عام 2010.
ويتلاقى تأكيد خامنئي بشأن وقوف أوباما وراء تأسيس داعش مع اتهام ترامب خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركية، للرئيس السابق ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون (2009 – 2012)، بتأسيس هذا التنظيم المتطرف.
وأعرب خامنئي في أول خطبة له منذ تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، عن امتنانه لترامب لتأكيده ماتقوله طهران عن فساد الحكومة الأميركية.
وقال: «نحن ممتنون (لترامب) لجعل حياتنا سهلة لأنه كشف الوجه الحقيقي لأميركا». وأضاف: «خلال حملته الانتخابية، وبعد ذلك أكد ما كنا نقوله منذ أكثر من 30 عاماً، عن الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي والاجتماعي في نظام الحكم بالولايات المتحدة»، مؤكداً أن الشعب الإيراني «لا يهاب تهديدات ترامب تجاهه».
وبدوره، أكد النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري أن الشعب الإيراني لن يرضخ للتهديد، وتنبأ بأن تكون البلدان التي تتحدث مع الشعب الإيراني بلغة التهديد والوعيد هي «الخاسرة»، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، تابع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سياسة مد اليد نحو الرياض. وبعد وصول ترامب إلى السلطة، دعا ظريف السعودية إلى حوار بشأن سورية واليمن، يؤدي إلى حلحلة أزمتي هاتين الدولتين أسوةً بتسهيل أزمة الرئاسة في لبنان إثر حوار مشابه، على حد قوله.
وقبل أسابيع، حمل وزير الخارجية الكويتي إلى طهران رسالة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، تناولت العلاقات الخليجية الإيرانية.
وفي مقابلة مع صحيفة «إطلاعات» الإيرانية، تحدث ظريف عن «مبادرة إقليمية قدمت لإيران» في الأشهر الماضية، مؤكداً استعداد بلاده للحوار مع السعودية بشرط أن تغير نظرتها لقضايا المنطقة. وقال: «إذا توصلوا (السعوديين) إلى النتيجة القائلة إن تأجيج العنف في سورية واليمن لا يصب في مصلحتهم وأن تأجيج التطرف لا يصب في مصلحتهم.. فنحن مستعدون للحوار».
وأكد أن أمن المنطقة من المصالح الرئيسية لإيران، مشدداً على أن بلاده لا ترغب بتهديد استقرار المنطقة، ولم تسع أبداً إلى صراع مع دولها، وخصوصاً أن الخطر في أي بلد يهدد المنطقة بأكملها.
وأضاف: «عندما يقتنع جيراننا أننا بحاجة للتعاون المشترك، بالنظر إلى التاريخ والجغرافيا والمشتركات العديدة بين شعوبنا، والتهديدات المشتركة التي نواجهها، ستحظى المنطقة بشريك حقيقي مثل إيران»، مشيراً إلى أن بلاده رحبت بـ«الخطوات التي تمت خلال الأشهر الماضية من دول أخرى في المنطقة لحلحلة الأزمات». وتحدث بشكل خاص عن الرسالة التي أرسلها أمير الكويت أصالة عن نفسه ونيابة عن بقية حكام دول «مجلس التعاون الخليجي»، معرباً عن أمله في أن تكون نابعة عن «رغبة حقيقية» في التعاون مع طهران، وشدد على أن هذه الرغبة ستقابل بتفاعل حقيقي أيضاً من إيران «وفقاً للحقائق وبنظرة مستقبلية»، وبشرط أن «يُقرّ الجميع بأننا يجب أن نمضي نحو مستقبل مختلف». لكن المواقف الصادرة عن الرياض وأبو ظبي، تشي برغبة هاتين العاصمتين في ركوب موجة التصعيد الأميركي ضد إيران.
وذكرت «منظمة العدل والتنمية الإقليمية» الإيرانية أن السعودية تطالب إدارة ترامب، بتصنيف ميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق وحزب اللـه اللبناني وجماعة «أنصار الله» الحوثيين على لائحة «التنظيمات الإرهابية».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن بيان أصدرته المنظمة، أن «السعودية طلبت من ترامب ضرب إيران عسكرياً وإلغاء الاتفاق النووي»، مؤكداً أن الرياض تساوم الرئيس الأميركي الآن «بالنفط وأموال السعودية لتوجيه ضربة عسكرية لإيران»، وذكر أن المسؤولين السعوديين طلبوا من ترامب إرسال قوات أميركية إلى الخليج العربي وتوجيه ضربة عسكرية لإيران.
وحسب المنظمة فقد تم الاتفاق بين السعوديين وترامب على «إلغاء الاتفاق النووي الإيراني في مقابل أن يحصل ترامب على حصة أكبر للشركات الأميركية بالنفط السعودي، وأن تتنازل السعودية عن أموالها داخل الولايات المتحدة»، والتي تقدر بنحو 850 مليار دولار أميركي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن