سورية

قتال عنيف بين «الديمقراطية» و«درع الفرات» في ريف حلب .. أقل من 5 كلم المسافة بين الجيش ومنطقة الباب

| وكالات

حققت قوات الجيش العربي السوري أمس مزيداً من التقدم نحو منطقة الباب من المحور الجنوبي الشرقي للمدينة، لتقلص المسافة بينها وبين منطقة الباب لأقل من 5 كلم، على حين اندلع قتال عنيف بين «قوات سورية الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية والمدعومة من واشنطن وبين القوات التركية وميليشياتها في ريف حلب الشمالي، بالترافق مع وصول تعزيزات لطرفي الاشتباك.
في سياق متصل، تستمر الاشتباكات العنيفة بين «الديمقراطية» وداعش في إطار عملية «غضب الفرات» الهادفة إلى عزل التنظيم في الرقة، حيث تمكنت من إحراز تقدم بمحيط منطقة بئر فواز. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه وضمن سعيها المتواصل لتطويق منطقة الباب وسد آخر نوافذ تنظيم داعش المتبقية من هذه المنطقة الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، مع ريف حلب الشرقي ومحافظتي الرقة ودير الزور وبقية مناطق سيطرتها في سورية، واصل الجيش عمليته العسكرية التي باشرها في الـ17 من كانون الثاني الفائت.
وأشار إلى أنه تدور معارك عنيفة بين قوات الجيش والقوى الحليفة وبإسناد من المدفعية والدبابات من جانب، وعناصر تنظيم داعش من جانب آخر، عند الطريق الرئيسي بين منطقة الباب وبقية مناطق سيطرة التنظيم، تمكنت فيها قوات الجيش من استعادة السيطرة على قرية معيزيلة بعد سيطرتها على تلة الحوارة ومنطقة المجبل، محققة تقدماً أكبر نحو منطقة الباب من المحور الجنوبي الشرقي للمدينة، لتقلص المسافة بينها وبين منطقة الباب لأقل من 5 كلم.
وذكر المرصد أنه وبذلك تمكنت قوات الجيش كذلك من تعزيز حصارها على المنطقة آنفة الذكر، في محاولة لقطع الطرق الترابية المتبقية لانسحاب التنظيم، حيث بات من الصعب على التنظيم القيام بأي عملية انسحاب من الباب لكون معظم الطرق الترابية باتت مرصودة بشكل ناري من قوات الجيش والقوى الحليفة له من جهة، ومن قوات «درع الفرات» والقوات التركية من جهة أخرى، حيث فشلت الأخيرة في تثبيت سيطرتها على بلدة بزاعة التي تعد بوابة مدينة الباب الشرقية، وذلك على الرغم من دخولها البلدة مرتين متتاليتين إلا أن التنظيم دفع بمقاتليه لتنفيذ هجمات معاكسة أسفرت عن استعادة سيطرة التنظيم على بلدة بزاعة.
من جهتها نشرت صفحات على موقع «فيس بوك»، أن قوات الجيش سيطرت على قرية العويشة وتلتها وقرة المجبل وتلة الحوارة، كما تمكنت من قطع طريق إمداد التنظيم إلى مدينة تادف نارياً فقط.
أما في ريف حلب الجنوبي فقد جدد الجيش السوري قصفه على مواقع داعش وسط اشتباكات عنيفة في محور جبل الشبيث شرق بلدة خناصر بريف حلب الجنوبي الشرقي مترافقة مع قصف واستهدافات متبادلة بين الطرفين، وفق ما ذكرت «روسيا اليوم».
في الأثناء، اندلع قتال عنيف بين «قوات سورية الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية والمدعومة من الولايات المتحدة الأميركية من جانب والقوات التركية وميليشياتها من جانب آخر في ريف حلب الشمالي، بالترافق مع وصول تعزيزات لطرفي الاشتباك.
وذكر مدير المرصد، رامي عبد الرحمن وفق ما نقل عنه موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، أمس، أن «الهدوء الحذر عاد ليسود مناطق سيطرة الديمقراطية والواقعة على تماس مع مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية ومواقع القوات التركية الداعمة لعملية درع الفرات بريف حلب الشمالي»، مؤكداً أن هذا الهدوء جاء «بعد اشتباكات ليلية دارت بوتيرة عنيفة بين الديمقراطية من جانب، ومقاتلين من الفصائل والقوات التركية من جانب آخر».
وترافقت الاشتباكات مع قصف مكثف من القوات التركية منذ الساعات الأخيرة من ليل الإثنين وحتى فجر أمس، استهدفت مواقع لـ«الديمقراطية» ومناطق سيطرتها، في الشيخ عيسى وتل رفعت ومرعناز ومنغ وعين دقنة.
من جانبها استهدفت «الديمقراطية»، آليات وتمركزات للقوات التركية ميليشياتها، ما أسفر عن إعطاب آلية لها، بينما وردت «معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الجانبين».
وأشار المرصد إلى وصول تعزيزات للقوات التركية إلى الأراضي السورية، لتعزيز قواتها اللاشرعية في سورية، وتوسيع نطاق سيطرتها، كما تصاعدت الاشتباكات بعد منتصف ليل الإثنين الثلاثاء، إثر استقدام «الديمقراطية» أيضاً لتعزيزات عسكرية عاجلة إلى محاور القتال بالريف الشمالي لحلب.
هذا، وأعلن الجيش التركي، أمس، تحييد 21 عنصراً من تنظيم داعش، شمالي سورية، في إطار عملية «درع الفرات». وأشار بيان صادر عن الجيش التركي حول العملية في يومها الـ168، وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، إلى استهداف 138 هدفاً للتنظيم، بواسطة المدفعية، فضلاً عن قصف سلاح الجو التركي 65 هدفاً في مدينة الباب، وبلدة بزاعة، بريف حلب.
وذكر البيان، أن «القصف المدفعي استهدف مباني مبيت، ومواقع دفاعية، ومقار، وأسلحة وعربات تابعة لداعش».
ولفت إلى أن القصف الجوي أدى إلى «تدمير 65 مبنى يستخدمه التنظيم بغرض المبيت، إضافة إلى عربة مسلحة».
وفي محافظة الرقة ذكر المرصد المعارض أنه «هزَّت أصوات انفجارات» مناطق في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي للرقة، ناجمة عن القصف المتبادل بين «الديمقراطية» من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، بالترافق مع «استمرار الاشتباكات العنيفة» بين الطرفين، في محيط منطقة سوسا ومحاور في محيط وقرب قرى أخرى، «إثر محاولات متواصلة» من الديمقراطية المدعمة بطائرات «التحالف الدولي»، تحقيق تقدم في المنطقة، والسيطرة على مزيد من المناطق بغية تحقيق هدف حملة «غضب الفرات» في عزل مدينة الرقة عن ريفها، تمهيداً للسيطرة عليها، وطرد التنظيم من معقله في سورية.
وحسب المرصد فقد «دارت اشتباكات» في محور سويدية كبيرة بريف الطبقة الشمالي، الواقعة غرب مدينة الرقة، بين «الديمقراطية» من جانب، وداعش من جانب آخر، إثر هجوم نفذه الأخير على المنطقة، و«معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية»، كما تتواصل الاشتباكات في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي، بين «الديمقراطية» والتنظيم، وتتركز الاشتباكات في محيط منطقة بئر فواز أو ما يعرف بمنطقة مشرافة، التي «تقدمت إليها الديمقراطية وتمكنت من السيطرة عليها، والاستيلاء على كميات من الأسلحة والذخيرة».
وأعلنت «الديمقراطية» في الرابع من شباط الجاري، عن بدء المرحلة الثالثة من حملة «غضب الفرات» للسيطرة على الريف الشرقي للرقة، حيث تسعى العملية إلى عزل مدينة الرقة عن أريافها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن