أجهزة بملايين الليرات في مشفى صلخد بلا كوادر
| السويداء- عبير صيموعة
رغم مضي أشهر قليلة على وصوله إلى المشفى الوطني بعد نقله من الهيئة العامة لمشفى صلخد إلا أن جهاز التخطيط العصبي ونظرا لإبقائه سنوات وسنوات دون استثمار وتشغيل في مشفى صلخد تبين أن العمر الخدمي للجهاز قد شارف على الانتهاء دون تشغيله أصلا كما تبين بعد ما قام فريق الصيانة في مديرية صحة السويداء بأعمال الصيانة والإصلاح انتهاء العمر الزمني لبعض القطع فيه ما توجب بدء البحث عن قطع تبديل أخرى.
ولو عدنا بالبحث والتدقيق حول الأجهزة الطبية في الهيئة العامة لمشفى صلخد لتبين أن عدداً منها لا يعمل لعدم وجود كادر مختص ضمن المشفى من الأطباء لاستثمار تلك التجهيزات وأهمها جهاز التشريح المرضي وليبقى عمل المشفى مقتصراً في حالات كثيرة على استقبال الحالات الإسعافية وتحويل المرضى إلى المشفى الوطني في السويداء ما جعل من مشفى صلخد نقطة عبور للمرضى وخاصة مع ما يعانيه المشفى من نقص الأطباء وقلّة في الكادر الفني ليبقى لب الإشكالية في عدم وجود آلية عمل صحيحة لاستثمار تجهيزات المشفى. ما يدعو إلى إعادة النظر في تسمية مشفى صلخد بالهيئة العامة وفصلها عن مديرية الصحة لأن زوال صفة الهيئة بمرسوم كما جرى تسميتها بمرسوم يضمن الاستثمار الأمثل لتجهيزات ومعدات المشفى الطبية التي تساوي مئات الملايين والتي يفتقد المشفى الوطني لها رغم الضغط الكبير الذي يشهده المشفى والذي تتجاوز فيه نسبة الإشغال في كثير من الأشهر 140% إضافة إلى أن رفع صفة الهيئة يضمن تدخل مديرية الصحة برفد المشفى بأطباء من جميع الاختصاصات عن طريق العقود.
ولعل ما يستوقفنا في مشفى صلخد أنه في أي زيارة للمشفى وفي أي وقت لا يمكن أن تجد 10 إلى 15 سريراً تم إشغالها من المرضى على حين يحتوي المشفى على 136 سريراً إضافة إلى وجود نحو 260 ممرضاً وممرضة إضافة إلى ما يزيد على 29 طبيباً ولكن يبقى السؤال أين المرضى؟؟ واللافت أيضاً أن موازنة استثمار المشفى تتجاوز سنويا مئات الملايين لشراء التجهيزات والمعدات وصيانة المباني ليبقى السؤال المطروح من أهالي المنطقة لمن يتم شراء تلك المعدات والتجهيزات؟ كثير من أهالي مدينة صلخد وقراها أشاروا إلى عدم الثقة بوجود أطباء اختصاصيين أو مقيمين عند الحالات الإسعافية في المشفى الأمر الذي يدفعهم إلى نقل مرضاهم إلى المشفى الوطني مباشرة لأنهم على ثقة بوجود طبيب مناوب اختصاصي على أقل تقدير. ويشير بعض الأهالي إلى انتظارهم وعود محافظ السويداء عامر العشي التي قدمها في زيارته الأخيرة إلى الهيئة العامة لمشفى صلخد حيث أكد أنه ستتم متابعة موضوع نقص الأطباء الاختصاصيين في المشفى مع مديرية الصحة والوزارة لمعالجته؟ مؤكدين استهجان البعض من تصريحات مدير المشفى الدكتور عماد الجبرائيل الذي أكد الاستمرار بتقديم الخدمات للمواطنين في هذه الظروف الصعبة مع توافر أجهزة طبية حديثة رغم معرفته حق المعرفة بنقص في الكادر الطبي وفي معظم الاختصاصات إضافة إلى العناصر الفنية التي يمكن أن تعمل على تشغيل كثير من تلك الأجهزة واستثمارها على الوجه الأمثل.
ليبقى السؤال ما جدوى تسمية مشفى صلخد بالهيئة العامة وهو لا يقدم الخدمات الطبية المطلوبة ضمنه والتي كانت سببا في إحداثه؟.