سورية

اعتبرت إعلان الملك الأردني «تسليح العشائر» تدخلاً سافراً غير مقبول…الخارجية: ما يجري في سورية وبلدان أخرى من إرهاب هو نتيجة لصمت المجتمع الدولي حيال الدول الراعية لهذه الظاهرة

أكدت سورية أنه إذا لم يتوحد المجتمع الدولي اليوم بكل قواه الخيرة ضد الإرهاب متمثلاً بتنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية فإن العالم سيكون عالم الفوضى والقتل وسفك الدماء، موضحةً أن تعرض عدد من المدن السورية لأعمال إرهابية كدرعا وعين العرب، والحسكة التي تتعرض لهجمات إرهابية ممنهجة يشنها تنظيم داعش على مرأى من طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إضافة إلى الأعمال الإرهابية التي وقعت مؤخراً في تونس والكويت والعراق وبلدان أخرى والتي تدينها سورية بشدة يأتي نتيجة طبيعية لصمت المجتمع الدولي حيال الدول الراعية والداعمة للإرهاب في سورية. كما اعتبرت إعلان الملك الأردني تسليح ما سماه «العشائر السورية والعراقية»، تدخلاً سافراً غير مقبول في الشؤون الداخلية للبلدين الشقيقين.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين وجهتهما إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن: إنه استمراراً للحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية منذ أكثر من أربع سنوات وبدعم مباشر وواضح من دول باتت معروفة للجميع مثل تركيا و«إسرائيل» والأردن والسعودية وقطر وفرنسا ودول غربية أخرى، تعرضت مجموعة من المدن السورية مؤخراً إلى هجمات إرهابية استهدفت السكان المدنيين ومؤسسات الدولة في كل من درعا والحسكة وعين العرب وغيرها من المدن والبلدات الآمنة. وأوضحت أن تعرض هذه المدن السورية للأعمال الإرهابية إضافة إلى الأعمال الإرهابية التي وقعت مؤخراً في تونس والكويت والعراق وفي بلدان أخرى والتي تدينها سورية بشدة، يأتي نتيجة طبيعية لصمت المجتمع الدولي حيال الدول الراعية والداعمة للإرهاب في سورية ونتيجة لعدم اتخاذه إجراءات رادعة بحق هذه الدول، كما تؤكد من جديد ما دأبت حكومة الجمهورية العربية السورية على التحذير منه مراراً وتكراراً بأن لا أحد بمنأى عن خطر الإرهاب الذي لا حدود له ولا دين ولا أخلاق.
وأوضحت الوزارة أن الأعمال الإرهابية الأخيرة تتزامن مع تصعيد التنظيمات الإرهابية المسلحة لجرائمها في أكثر من مدينة سورية بدعم مباشر من تركيا والأردن وإسرائيل والسعودية وقطر، مشيرةً إلى «شريط الفيديو الذي بثه الموقع الالكتروني لصحيفة جمهورييت التركية والذي يظهر إرهابيين أتراكاً يتفاخرون بعدوانهم واعتدائهم على مدينة عين العرب المدينة التي تعرضت يوم الخميس 25 حزيران 2015 لهجوم من قبل إرهابيين أجانب ينتمون لتنظيم داعش تسللوا إلى الأراضي السورية قادمين من تركيا ما أدى إلى استشهاد أكثر من 200 مدني سوري أغلبهم من النساء والأطفال وجرح العشرات، الأمر الذي يؤكد مجدداً دعم حكومة أردوغان الواضح لهذه الجماعات ولتنظيم داعش الإرهابي».
وبينت الخارجية في رسالتيها أن مدينة درعا تعرضت أيضاً إلى هجوم إرهابي من أكثر من محور ترافق مع إطلاق التنظيمات الإرهابية مئات القذائف على الأحياء السكنية الآمنة، ما أدى إلى استشهاد وجرح عشرات المدنيين وهذه المرة كان المهاجمون من عصابات «جبهة النصرة» و«جيش الفتح» معززين بالعتاد الثقيل والسلاح النوعي الإسرائيلي والذين تسللوا إلى الأراضي السورية قادمين من الأردن الذي يوفر لهم الملاذ والتدريب والتسليح بدعم من «إسرائيل» والسعودية.
وقالت: «تحدث الكثير من السوريين الذين عادوا من الأردن وكذلك وكالات الأنباء عن معسكرات تدريب لما تسميه الدول الداعمة للإرهاب «المعارضة المعتدلة المسلحة»، حيث أشار هؤلاء إلى تأمين السلطات الأردنية دورات تدريبية للإرهابيين السوريين بالتنسيق ما بين الأردن والسعودية في منطقة الأزرق الأردنية وفي قاعدة الملك عبد العزيز الجوية، ناهيك عن قيام «إسرائيل» بتقديم الدعم اللوجستي المباشر لهذه التنظيمات الإرهابية المسلحة بما في ذلك قيامها بنقل نحو ألفي إرهابي مصاب للعلاج في المشافي الإسرائيلية ومن ثم إعادتهم عبر خط وقف إطلاق النار لمتابعة أعمالهم الإرهابية في سورية في انتهاك صارخ لاتفاق فصل القوات بين الجانبين».
وأكدت الوزارة أن ما جرى في عين العرب ودرعا لا يمكن فصله عما يجري في مدينة الحسكة حالياً من تعرضها لهجمات إرهابية ممنهجة يشنها تنظيم داعش المدعوم بأعداد كبيرة من الإرهابيين الأجانب على مرأى من طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وترتكب مختلف أنواع الجرائم ما أدى إلى سقوط أعداد لا تزال تتزايد من الشهداء والجرحى ويتسبب بموجات متجددة من النزوح القسري الداخلي.
وأشارت إلى أن أحداثاً مختلفة يجمع بينها الإرهاب المقيت، وغرف عمليات بما في ذلك غرفة عمليات عمان سيئة الصيت، وغرفة في تركيا ويوجد فيها ضباط أردنيون وأتراك وفرنسيون وسعوديون وقطريون وبريطانيون وأميركيون وآخرون، تعطي الأوامر للعدوان على سورية وذبح أبنائها وتقوم بتنسيق هجمات الإرهابيين وتزودهم بالتعليمات والخطط الإجرامية.
لافتةً إلى أن بيان ممثل السعودية في مجلس حقوق الإنسان مؤخراً في جنيف تضمن تأكيد بلاده على استمرار تقديمها السلاح لدعم ما سماه «الأشقاء السوريين»، أما الملك الأردني فقد أعلن عن قراره بتسليح ما سماه «العشائر السورية والعراقية» في تدخل سافر غير مقبول في الشؤون الداخلية للبلدين الشقيقين.
واختتمت الوزارة رسالتيها بالقول: إن ما يسمى «الحرب المعلنة على الإرهاب» التي تفتقت بها أذهان البعض والمستمرة منذ قرابة السنة والتي تضم في صفوفها بعض الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية لم تحقق أي شيء يذكر من أهدافها المعلنة بل إنها سمحت لتنظيم داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الدائرة في فلكهما والمتحالفة معهما بالتمدد والتنقل والانتشار بحرية مطلقة لا في سورية والعراق فحسب بل في مصر وليبيا واليمن وبعض من دول إفريقية ومؤخراً في الكويت وتونس».
سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن