أردوغان إلى الخليج: السيطرة على الباب مسألة وقت.. ولا ننوي البقاء في سورية
| وكالات
بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطمئناً إلى قدرة القوات التركية وحلفائها من الميليشيات السورية على طرد بقايا عناصر تنظيم داعش من مدينة الباب بريف حلب الشرقي، ليعيد مجدداً طرح مشروعه إقامة منطقة آمنة تمتد لأربعة إلى خمسة آلاف كيلومتر مربع في شمال سورية، وليؤكد أن حملة «درع الفرات» غير الشرعية التي أطلقتها أنقرة قبل 6 أشهر لن تتوقف حتى يندحر داعش عن مدينة الرقة. وخلال مؤتمر صحفي عقده بمطار «أتاتورك» الدولي بمدينة إسطنبول قبيل توجهه إلى البحرين، طالب أردوغان بأن تصبح ميليشيا «الجيش الحر» بمنزلة «الجيش الوطني» في سورية.
ومن ناحية أخرى، لفت إلى أن «مدينة الباب باتت محاصرة من جميع الجهات من قواتنا والجيش الحر اللذين وصلا إلى مركز المدينة، والسيطرة على المستشفى فيه هو الجزء الأهم». وتابع، حسبما نقلت عن وكالة الأناضول التركية، «بدأ مسلحو داعش بمغادرة مدينة الباب بالكامل، وأعتقد أن السيطرة عليها باتت وشيكة، والخطة تسير على ما يرام».
ورداً على سؤال حول مصير عملية «درع الفرات» بعد السيطرة على مدينة الباب، أوضح أن «العملية ستستمر، وأنّ السيطرة على الباب ليست الهدف النهائي بالنسبة لتركيا، إنما الهدف الرئيس يتمثل في تطهير الشمال السوري من عناصر داعش». وتابع: «مدينة الباب ليست المعقل الأساسي لتنظيم داعش، فالمعقل الرئيسي لهم محافظة الرقة، وعندما يتم تطهير الرقة من عناصره، تكون هذه المنطقة قد أخليت من الإرهاب».
وأردف أردوغان قائلاً: «الهدف النهائي لتركيا هو تطهير مساحة 5 آلاف كيلو متر مربع في الشمال السوري من الإرهابيين، ولا نهدف للبقاء في تلك المناطق». وعن مدينة منبج، قال: «هذه المدينة تخضع لاحتلال عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب (بيدا – يو. بي. كي) -الذراع السورية (لحزب العمال الكردستاني) «بي. كا. كا» الإرهابية في سورية، والوعود التي تلقيناها سابقاً هي أن تنسحب تلك العناصر من منبج عقب تحريرها من داعش، إلا أنهم لم ينسحبوا إلى الآن».
وأشار إلى أن تشكيل المنطقة الآمنة الخالية من الإرهاب «سيحول دون الهجرة من سورية، إضافة إلى عودة المقيمين في مخيماتنا إلى بلادهم». واستطرد مبيناً: أن تركيا تبذل جهوداً «لتأسيس مدن جديدة (في شمال سورية)، وأنا تبادلت هذه الأفكار مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقوات التحالف الدولي وعلى رأسها ألمانيا». ولفت إلى عدم إمكانية إقامة منطقة آمنة دون إعلان منطقة حظر جوي، وقال: إنه تم بحث هذا الأمر مع روسيا والولايات المتحدة.
وعن لقائه مع أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الذي زار تركيا أول من أمس، قال أردوغان: «متفقون مع غوتيريس على مبدأ تدريب وتأهيل المعارضة السورية المعتدلة، وإقامة مناطق حظر للطيران». وتابع: «هذا إضافة إلى إنشاء مناطق خالية من المنظمات الإرهابية، ويكفي أن يصدر قرار من مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص، ومن الممكن بعدها الانتقال إلى مرحلة التنفيذ».
وأشار إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت أحداثًا تعد بمنزلة نقطة تحول للقضية السورية، وأن بلاده تبذل جهوداً حثيثة لتحقيق تقدم في الحل السياسي ووقف نزيف الدماء في سورية في أسرع وقت ممكن. ولفت إلى أن بلاده تُجري مباحثات مكثفة مع جميع الأطراف بالمنطقة في إطار العدالة والشرعية من دون الإخلال بذكرى الشهداء السوريين. وأكد ثقته بأن الجهود التي تواصلها بلاده على مختلف المستويات بالتشاور مع أصدقائها «ستتمخض عنها نتائج جيدة في الوقت القريب».
وفيما يتعلق بأجندة الجولة الخليجية، قال أردوغان إنه سيقوم بزيارات رسمية إلى كل من مملكة البحرين، السعودية وقطر، برفقة عدد من الوزراء والنواب والمسؤولين. ولفت إلى أنه سيبحث مع الجانب السعودي خلال الزيارة، قضايا ثنائية وإقليمية، أهمها المستجدات الأخيرة في الأزمات المستمرة في سورية والعراق واليمن.