رسائل واضحة… لمن يريد أن يفهم
| ميسون يوسف
شهدت الأيام القليلة الماضية «هجوماً إعلامياً وسياسياً غربياً» على سورية طلبا للقاء الرئيس الأسد ومحاورته للوقوف على ما آل إليه الوضع في سورية بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الآونة الأخيرة، الانتصارات التي قلبت المشهد وغيرت الاتجاهات وفتحت الطريق إلى استنه بذهنية ومفاهيم جديدة تتصل بالأزمة السورية وطرق الخروج منها بعملية سياسية تناسب نتائجها التضحيات التي قدمها الشعب السوري صمودا ومواجهة.
وكعادته أكد الرئيس الأسد على مواقف سورية الثابتة فوجّه الرسائل الواضحة والقاطعة التي تنبثق عن وضوح رؤية وصلابة عزيمة فلم يتردد الرئيس في تحميل الغرب جزءا من مسؤولية القتل والدمار والنزوح والتهجير الذي حل بجزء من السوريين….. ورغم تعدد المواضيع التي تناولها الرئيس مع السياسيين والإعلام الغربي من بلجيكي وفرنسي وأميركي فإن أهم ما ينبغي التوقف عنده هو ما بينه الرئيس في المواضيع التالية:
1- المناطق الآمنة: كان الرئيس قاطعا أن سورية لا توافق على ما يتم تداوله أميركياً أو غربياً أو إقليمياً بالنسبة للمناطق الآمنة لأن لسورية مفهوما آخر للأمن ولمناطق الأمن… وهو هنا ربط الأمن بالاستقرار وربط الاستقرار بالقضاء على الإرهاب وبالتالي وبشكل علمي منطقي دعا الرئيس من يتنطع للقول بالمناطق الآمنة للانخراط في محاربة الإرهاب فيستعاد الاستقرار وتصبح سورية كلها منطقة آمنة.
2- الحل السياسي: هنا كان الرئيس واضحاً بأن سورية ليست لأحد وأنها لكل السوريين…. والسوريون هم من يختار ويقرر مصيرهم ويكون هذا بالحوار بينهم من دون أن يفرض عليهم شيء من الخارج مذكرا بأن هذا الموقف هو موقفه الأول والثابت منذ بداية العدوان الإرهابي على سورية… وفي إجابات الرئيس عن هذا الموضوع رد وإجابة عن مسائل كثيرة تداولها الإعلام في الآونة الأخيرة فيما يخص العملية السياسية.
3- محاربة الإرهاب: إن شغل سورية الشاغل اليوم هو محاربة الإرهاب وإن أي مساعدة أو تدخل يأتي من الخارج لمساعدة سورية يجب أن يتوجه اليوم لمحاربة الإرهاب الذي أفسد أمن السوريين ومعيشتهم ولكن الرئيس وضع هنا أسساً لمن يدعي من الخارج محاربة الإرهاب تبدأ بالتعاون مع الحكومة والشعب السوري لأنهم يملكون بلدهم وهم يعرفون كيف يواجهون الإرهاب وأثبتوا نجاحاً في هذا الشأن. ومن ثم إن أي ادعاء بمحاربة الإرهاب من دون التعاون والعمل الصادق مع الحكومة السورية يكون مضيعة للوقت وهدرا للجهد واستعراضا لا يجدي..
4- العلاقة مع الخارج: هنا كان الرئيس الأسد كعادته واضحا وحاسما حيث لفت الأوروبيين إلى أنهم ساروا في الاتجاه الخطأ وأنهم عزلوا أنفسهم، وصحيح أن سورية تضررت من مواقفهم العدائية إلا أنهم هم أيضاً تضرروا وإن أرادوا التصحيح فعليهم مراجعة تلك المواقف…… أما أميركا ومواقف ترامب فقد توقف الرئيس عندها لكنه ينتظر أقران القول بمحاربة الإرهاب بالفعل والذهاب إلى الميدان وبالتنسيق مع سورية طبعا والعمل مع سورية لمحاربة الإرهاب، عمل يبدأ بالعودة سياسيا حتى يثبت صدق الموقف كما فعلت روسيا التي اتخذت المواقف السياسية التي توحي بالثقة قبل أن تطلب سورية المساعدة العسكرية منها.
وفي الخلاصة كانت رسائل الرئيس الأسد واضحة وتتلخص بأن سورية ماضية قدما في السياسة الدفاعية التي انتهجتها ضد الإرهاب ومستمرة في مد اليد لكل صادق يريد المساعدة في الوقت التي سيبقى سيفها مشهورا على الإرهاب.