أثقال وآمال
| مالك حمود
رغم أنها من أصعب الرياضات لاعتمادها على القوة والتكنيك الخاص في الحركة إلا أن ذلك لا ينفي كونها رياضة تعتمد على مهارة الأداء وفنية الحركة وتكتيكها الكفيل باستثمار القوة العضلية والجهد بالطريق الصحيح وتجنب الأذى.. ما يدفعني للحديث عن لعبة رفع الأثقال متابعتي لبعض منافسات بطولتها الأخيرة على مستوى الجمهورية للرجال والشباب، وما استوقفني من بعض الملاحظات لرياضة أحببتها منذ عشرات السنين، وما زادني في حبها ذلك الجيل الذهبي من الرباعين الذين كانوا يسيطرون على أوزان بطولات العرب وحتى على المستوى القاري.
كنت في منتهى السعادة وأنا أتابع الرباع الأسطوري في الأثقال السورية طلال نجار بطل العرب وآسيا والمتوسط، وواحد من أفضل عشرة رباعين في العالم في الثمانينيات.
النجار البطل الحديدي والتاريخي صار مدرباً ينجب أبطالاً، وحمص التي كانت تفخر برفد المنتخب الوطني بالعديد من الرباعين الأبطال كطلال نجار وفواز ناضرين وسالم عجوب وعبد المعين قطة وغيرهم الكثير هاهي تعود إلى واجهة المنافسة على مستوى القطر.
شيء إيجابي وجود هيئتي الجيش والإدارة المحلية في دائرة المنافسة على المقدمة مادمنا قد سبق ونادينا بأهمية تبني الهيئات لألعاب كهذه، لكن الأكثر إيجابية وجود حماة ضمن نطاق المنافسة وهي التي عودتنا على تخريج الرباعين الأفذاذ في العصر الحديث للأثقال السورية.. اهتمام الهيئات ودعمها لرياضة رفع الأثقال لم ولن ينفي جهد المحافظات الطامحة وفي مقدمتها حماة وحمص اللتان يمكن أن تكونا مصنعاً لإنتاج المواهب الواعدة بهذه اللعبة القوية، وبعدها يمكن أن يستمر الرباع في ناديه بمحافظته أو أن يكمل المشوار في الهيئات لأنها الأكثر مقدرة على تأمين متطلبات التطور وبلوغ المستوى الدولي من مختلف الجوانب المادية واللوجستية والغذائية والفنية والمعنوية.
رياضة رفع الأثقال لها خصوصيتها الفنية ومكانتها الخاصة بين الألعاب الرياضية لكونها من أهم مصادر الإنجازات للرياضة السورية، والتاريخ يشهد على الباقة الكبرى من الإنجازات التي حققتها على الصعيد الدولي، والاستمرار بدعمها يؤمن الحفاظ على واحد من أهم مصادر الإنجاز الدولي، لأنها رياضة الأثقال والآمال.