مداخلات ساخنة جداً لبياطرة طرطوس: مسالخ غير صحية.. تزايد الأمراض المشتركة.. تغييب للطبيب البيطري.. أعلاف مغشوشة مخلوطة بالخشب والأتربة.. والنقيب المركزي يرفع وتيرة الشكاوى
| طرطوس- الوطن
عرّى مؤتمر نقابة الأطباء البيطريين بطرطوس واقع الثروة الحيوانية بالمحافظة وقدم الأطباء مداخلات مهنية جوهرية تكشف الواقع السيئ للحوم والأمراض المشتركة ومشاكل التربية الحيوانية..
أبرز هذه المداخلات ما أكده رئيس دائرة الأمراض المشتركة بطرطوس د. أيمن علي حيث لفت إلى أن 10% من الكلاب في المحافظة شاردة في حين 90% منها مملوكة، وقد قامت الشعبة بإرسال الكتب إلى الوحدات الإدارية لإلزام أصحابها بالرعاية الصحية وضبطها، علماً أن لقاحاتها تكلف 800 ألف سنوياً، وبأنه طالب بتفعيل مفارز مكافحة الكلاب الشاردة التابعة للبلديات للعمل على مكافحتها ونشر التوعية الصحية بخصوص مرض الكلب، منوهاً إلى تعرض 4 مواطنين يومياً للعض أي بمعدل من 150-200 عضة شهرياً. كما لفتت المداخلات إلى مشكلة عدم مراقبة المسالخ بدقة ومهنية، حيث لا يتم تقديم تقارير شهرية من مسالخ المحافظة باستثناء مسلخ طرطوس، مؤكدين (الأطباء) أن عمل المسالخ والمناتف غير صحي، وأن الأوساخ تتراكم حولها وبقايا اللحوم يتم رميها في المكبات، ما يؤدي لتجمع الكلاب والقطط الشاردة حولها. ومن ناحية أخرى أكد الأطباء البيطريون أن هناك تزايداً ملحوظاً بالإصابة بمرض الحمى المالطية حيث وصل بمحافظة طرطوس إلى معدل 200 حالة سنوياً، وهي ناتجة عن سوء حفظ وعدم مراقبة منتجات الألبان والأجبان، والسياق نفسه أكدوا أن جميع اللحوم التي يتناولها المواطن غير صالحة للاستهلاك بسبب عدم توافر التبريد اللازم سواء نتيجة انقطاع الكهرباء المستمر وعدم وجود مولدات بديلة، مطالبين الحفظ بكميات قليلة وبطريقة صحية أفضل. كما تضمنت مداخلات مؤتمر النقابة تساؤلات عن سبب استبعاد الطبيب البيطري عن لجان ضبط الأغذية سواء لدى السياحة أو التموين أو غيرها لمراقبة نوعية اللحوم التي لا يكشف نوعيتها إلا الطبيب البيطري، الأمر الذي تسبب وفق ما أكدوا بزيادة الأمراض المحملة على الأغذية، حيث تقوم المطاعم بتبهير اللحوم التي يصعب بالتالي كشف نوعيتها.
بينما احتلت مشكلة الأعلاف حيزاً مهماً من المؤتمر سواء بالمطالبة بمراقبة الأنواع بشكل جيد أو توافرها، حيث أكد الأطباء البيطريون وجود الخشب والأتربة في العلف إضافة إلى الغش في البودرة وسوء النوعية، على الرغم من أسعارها الخيالية التي شكلت السبب الرئيسي في تراجع تربية الثروة الحيوانية، علماً أن اللجوء إلى بقايا المحاصيل ليس بالأمر الجيد كونه يزخر بالمواد الهرمونية. وبخصوص مشاكل المهنة كشف الأطباء البيطريون عن وجود تناقض بين قانوني إحداث النقابة وتنظيم المهنة في تحديد «الإشراف الصحي» وعدم الاكتفاء بالإشراف الفني الخاص بالمهندس الزراعي الذي يتعدى بتقريره نحو الجزء الصحي الخاص بالحيوانات بسبب تغييب الطبيب البيطري هنا عن اللجان.. مشيرين إلى أهمية إحداث كلية الطب البيطري بطرطوس.. نقيب الأطباء البيطريين د. سمير إسماعيل كشف عن وجود 1870 مرضاً مشتركاً في حين كانت لا تتجاوز 300 مرض وبمعظمها تنتقل من الحيوان وهي خطيرة جداً ومنها غير قابل للعلاج، مؤكداً أن الوقاية يمكن أن تكون خيراً من قنطار علاج، فالطبيب البشري الذي يداوي تبلغ تكاليف علاجه مئات الملايين، في حين يمكن للطبيب البيطري الوقاية من هذه الإصابات بأقل التكاليف.
متسائلاً هل من المعقول أن تعرض الأحذية بطريقة حضارية ومحترمة أكثر من اللحوم في واجهات المحلات!! مطالباً بالاهتمام أكثر بالثروة الحيوانية التي تشكل 38% من الدخل الزراعي وهي ليست بأفضل حالاتها، مؤكداً عدم وجود ملاك للأطباء البيطريين في الكثير من الوزارات المعنية بوجودهم، في الوقت الذي يفرز فيه الآلاف من المهندسين المدنيين والزراعيين كل عام. وأكد د. إسماعيل أن معمل الأدوية البيطرية الذي تقيمه النقابة سيقلع قريباً بعد أن يتم الانتهاء من تركيب الآلات، لافتاً إلى أن النقابة استطاعت إعادة الثقة مع المربين ببيعهم لقاحات ممتازة نافست منتجات القطاع الخاص، الأمر الذي أدى إلى محاربة النقابة من هؤلاء التجار. بدوره رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين بطرطوس د. عباس عباس اشتكى من تغييب الطبيب البيطري عن لجان السياحة والتموين في المحافظة، مؤكداً أن فرع النقابة جاهز لتلبية جميع احتياجات الطبيب البيطري والتعاون معه في كل أمر.