ماذا سيطلب نتنياهو من ترامب وعهده الجديد؟
| تحسين الحلبي
لا أحد يشك أن اجتماع نتنياهو بالرئيس الأميركي ترامب سيشكل أهمية خاصة للسياسة الخارجية الإسرائيلية على المستوى الإقليمي ومستقبل الدور الوظيفي لإسرائيل في الاستراتيجية الأميركية للسنوات المقبلة.. فقد حرص نتنياهو على عقد اجتماع لمجلس الوزراء المصغر للشؤون الأمنية والإستراتيجية وحمل معه «سلة الطلبات الإسرائيلية» من الإدارة الأميركية وخطة التحرك الإسرائيلي في الموضوع الفلسطيني والإقليمي بزخم بعد أن أوقفت (نيكي هالي) مندوبة الولايات في الأمم المتحدة اختيار (سلام فياض) ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة في الأزمة الليبية خضوعاً لرغبة إسرائيل التي اعترضت وجعلت (هالي) ترفض هذا الترشيح بحجة أن فلسطين ليست دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
ولذلك أعلن مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة في يوم الجمعة الماضي أن «عهداً جديداً بدأ يطل على الأمم المتحدة» بعد أن عرقلت واشنطن تعيين (فياض) ممثلاً للأمم المتحدة في ليبيا لكن إسرائيل رغم هذا الدعم الأميركي لم تستطع الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي بالتنديد بعملية سقوط صواريخ على مدينة إيلات ولم تقبل دول أعضاء في مجلس الأمن الصيغة التي اقترحتها إسرائيل فقد رفضتها بوليفيا ومصر ولم تتمكن مندوبة واشنطن من النجاح في تحقيق رغبة إسرائيل فرفع مشروع القرار عن جدول العمل.
ومع ذلك يرى المحللون في إسرائيل أن نتنياهو سيحمل معه خطة ضد إيران لأنه وجد أن (ترامب) قام بتصعيد لهجة التهديد ضدها وسيحاول الابتعاد عن التركيز مع ترامب على مسألة (المفاوضات) مع السلطة الفلسطينية بهدف إعطاء هذا الموضوع دوراً هامشياً في مباحثاته مع إدارة ترامب… ويضيف المحللون في إسرائيل أن نتنياهو سيجد فرصة مؤاتية له لمناقشة «الدور الإسرائيلي» في الفكرة التي عرضها ترامب حول «إيجاد مناطق آمنة» في سورية لكي يحاول النفاذ من خلال هذا العنوان العريض باتجاه زيادة تقديم الدعم للمجموعات المسلحة التي تعمل قرب حدود الجولان المحتل وزيادة التنسيق الإسرائيلي معها واستغلالها ضد الجيش السوري وجمهور القرى السورية المتاخمة لتلك المنطقة الحدودية الضيقة.
وتقول المصادر الإسرائيلية إنه سيكون من الطبيعي أن يحمل نتنياهو معه لترامب مشروعاًَ يطلب فيه تشجيع عدد من دول النظام الرسمي العربي على زيادة الإعلان عن علاقاتها واتصالاتها بحكومته بهدف توظيف هذه الاتصالات في التمهيد للتطبيع الرسمي للعلاقات مع إسرائيل كمرحلة أولى يريد نتنياهو وليبيرمان وزير الدفاع الاستناد إليها في إنهاء مشروع الحل الداعي لوجود «دولة فلسطينية» في الضفة الغربية ونقل مكان هذه الدولة إلى قطاع غزة فقط.
وكانت صحيفة «هآريتس» قد نشرت في 24 من الشهر الماضي مشروعاً لتقسيم الأماكن المأهولة بالفلسطينيين في الضفة الغربية إلى سبعة كانتونات منعزلة عن بعضها بعضاً على شكل «إمارة» لكل كانتون وتسميتها الإمارات الفلسطينية بعد أن تتحول كل مدينة أو بلدة فيها إلى نظام (الكانتون) ويبدو أن خطة نتنياهو- ليبيرمان لحل النزاع ستعتمد الآن على قطاع غزة وحده ككيان قابل بموجب الرغبة الإسرائيلية إلى التحول لدولة بعد توسيع مساحته بالاستناد إلى تبادل للأراضي متعدد الأطراف ولا يقتصر على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وحدهما والقاسم المشترك بين كل هذه المشاريع الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية الحقوق الفلسطينية في الأراضي المحتلة هو أن إسرائيل تريد تنفيذها رسمياً بعد أن تقوم معظم الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل والتوقيع على اتفاقات سلام تتضمن موافقتها على هذه الحلول التي تعرضها على الفلسطينيين.
ولذلك يريد نتنياهو من ترامب المساهمة في هذا الحل وتوظيف الدور الأميركي لمصلحته في هذه الظروف التي توفر لواشنطن فرض ما ترغب على النظام الرسمي العربي وحلفائها فيه.