الجيش واصل تقدمه في ريف حمص الشرقي ويقترب من مدينة تدمر… وداعش أشعل آبار «جحار» الغازية … الحكومة تؤكد استعدادها لمبادلة سجناء بمخطوفين.. وهدوء «حذر» في الغوطة الشرقية.. و«جيش التحرير» ينخرط في المعارك
| دمشق – سامر ضاحي – وكالات – حمص – نبال إبراهيم
رافق الهدوء الحذر الذي ساد جبهات الجهة الجنوبية الشرقية من غوطة دمشق الشرقية انخراط «جيش التحرير الفلسطيني»، في تلك الجبهات إلى جانب الجيش العربي السوري الذي واصل توسيع رقعة سيطرته بريف حمص الشرقي متقدماً نحو مدينة تدمر، على حساب تنظيم داعش الإرهابي الذي أشعل آبار حقل جحار الغازي.
وأكد مصدر ميداني في الغوطة الشرقية مساء أمس لـ«الوطن»، أن الهدوء ساد أمس الجبهات الشرقية والجنوبية الشرقية من غوطة دمشق الشرقية، واصفاً هذا الهدوء بـ«الحذر»، ومتوقعاً عودة المعارك في أي لحظة تعود فيها الميليشيات في الغوطة الشرقية لخرق اتفاق وقف إطلاق النار. وأشار المصدر إلى استعداد الحكومة السورية لمبادلة معتقلين من السجون مع مختطفين لدى الميليشيات، ورجح أن تكون الميليشيات تعيد النظر وتتشاور في الأمر قبل الإقدام على خرق جديد قد يلغي هذا الاستعداد.
وكان مصدر رسمي سوري أكد وفقاً لوكالة «سانا» أن «حكومة الجمهورية العربية السورية على استعداد وبشكل مستمر وخاصة في إطار الجهود المبذولة لاجتماع أستانا المقبل لمبادلة مسجونين لديها بمختطفين لدى المجموعات الإرهابية رجالاً ونساءً وأطفالاً، مدنيين وعسكريين»، وأضاف المصدر لـ«الوطن»: «لا تنسى أن هناك آلاف المخطوفين لدى الميليشيات المسلحة في الغوطة الشرقية وخاصة في (مدينة) دوما».
وحول خطط الجيش القادمة، أكد المصدر، أن لا تراجع عن استعادة بلدة النشابية حالياً، وإن كانت الخطط لاستعادتها تم تعديلها، كاشفاً عن انخراط قوات «جيش التحرير الفلسطيني» في القتال إلى جانب الجيش في بعض النقاط هناك.
ونفى المصدر ما ذكره «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن «اشتباكات دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في محور بلدتي جسرين والمحمدية بالغوطة الشرقية، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين» مؤكداً أن يوم أمس لم يشهد أي إطلاق نار هناك.
وذكر المرصد أيضاً أن « قذيفتي هاون سقطتا على مناطق في حي تشرين بأطراف العاصمة، ولم ترد أنباء عن إصابات».
والجدير بالذكر أن الجيش بدأ في 4 الشهر الجاري العمل بمعبر آمن في مخيم الوافدين لخروج المدنيين والمسلحين ممن يرغبون بتسوية أوضاعهم من غوطة دمشق الشرقية، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وذلك في إطار جهود الدولة لإنجاز المصالحات الوطنية، إلا أن المسلحين منعوا الأهالي من الخروج.
في ريف حمص الشرقي ذكرت مصادر ميدانية لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش والقوات المسلحة الرديفة وسعت أمس نطاق سيطرتها في منطقة البيارات الغربية وسيطرت على عدة نقاط ومساحات جديدة بالمنطقة بعد أن ثبتت وعززت مواقعها ونقاطها قرب مفرق البيضة الشرقية وعلى التلال المشرفة على طريق عام حمص – تدمر باتجاه البيارات وذلك بعد معارك عنيفة مع تنظيم داعش سقط خلالها عدد من مقاتليه قتلى ومصابين.
وبالترافق مع تقدم الجيش في البيارات الغربية استطاعت قوات عسكرية أخرى إحراز تقدم جزئي باتجاه منطقة حجار ومعمل حيان وتوسيع نطاق سيطرتها في ذلك المحور.
وبينت المصادر أن طلائع الجيش والقوات المسلحة باتت على بعد نحو 22 كم عن مدينة تدمر بعد التقدم والسيطرة على مساحات جديدة في ريف تدمر الغربي خلال اليومين الماضيين، على حين ذكر نشطاء معارضون على فيسبوك أن المسافة التي تفصل الجيش عن تدمر هي 20 كيلو متراً فقط.
إلى ذلك نفذ الطيران الحربي سلسلة غارات مركزة على مواقع ونقاط تنظيم داعش على طول خطوط المواجهات في البيارات وحقول جحار وحيان والمهر وبالريف الشرقي، كما طال القصف مناطق سيطرة التنظيم في مدينة تدمر وبمحيطها وعلى الطرق الزراعية الواصلة ما بين تدمر والسخنة ما أسفر عن تدمير عدد من العربات القتالية والحربية للتنظيم والتي كان بعضها مزوداً برشاشات ثقيلة وراجمات صواريخ إضافة لإيقاع أعداد من عناصر التنظيم بين قتيل ومصاب بعضهم من جنسيات غير سورية.
وعلى خطٍ موازٍ قال مصدر عسكري في مدينة حمص لـ«الوطن»: إن الجيش قصف أمس بنيران أسلحته الصاروخية والمدفعية الثقيلة مواقع ومعاقل لتنظيم فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل ما يسمى رجال اللـه وأحرار الشام في المزارع الغربية لمدينة الرستن وبلدتي الغنطو وكيسين وقرى تلدو وكفرلاها وبرج قاعي بمنطقة الحولة بريفي حمص الشمالي والشمالي الغربي ما أدى لتدمير تلك الأهداف بشكل كامل وإيقاع عدد من عناصر تلك التنظيمات الإرهابية بين قتيل وجريح إضافة لتدمير عدد من وسائطهم النارية. وحسبما أفادت مصادر مطلعة بالمحافظة لـ«الوطن»، فقد أقدم تنظيم داعش على إشعال آبار حقل جحار للغاز وإحراقها ما تسبب بارتفاع ألسنة اللهب عدة أمتار في السماء، وذلك بعد أقل من شهر على إقدام التنظيم على تفجير حقل حيان للغاز.
وفي إدلب ذكر المرصد المعارض، أن «رجلاً أصيب بجراح، جراء فتح الميليشيات الإرهابية لنيران قناصتها، على مناطق في بلدة الفوعة» بريف إدلب الشمالي الشرقي «كما انفجرت عبوة ناسفة شمال بلدة سراقب بريف ادلب الشرقي، ما أدى لأضرار مادية، كذلك سمع دوي انفجار بقرية التح في ريف إدلب الجنوبي، يعتقد أنه ناجم عن تفجير مفخخة استهدفت منطقة مدرسة في البلدة، ما أسفر عن سقوط جرحى، كما وردت معلومات عن أن من بين الجرحى مقاتلين من هيئة تحرير الشام، ورجحت مصادر أن يكون جند الأقصى فجروا المفخخة».
إلى دير الزور فقد وجهت وحدة من الجيش والقوات المسلحة ضربات مركزة على تجمعات داعش في المدينة، وسط أنباء عن تعزيزات للجيش قدمت من القامشلي وحماة.
وذكرت «سانا»، أن الضربات أسفرت عن القضاء على كامل مجموعة إرهابية من تنظيم «داعش» وتدمير مستودع ذخيرة وسيارة مركب عليها مدفع ثقيل قرب دوار غسان عبود، وأضافت: «أفادت مصادر أهلية بأن «تنظيم داعش الإرهابي قام بتصفية قائد عملية منطقة المقابر نتيجة إخفاق الهجوم والخسائر الكبيرة التي مني بها التنظيم».
نشطاء معارضون على فيسبوك تحدثوا على صفحاتهم أمس أن «قوات النظام تستقدم مزيدا من التعزيزات العسكرية من مطاري القامشلي وحماة، حيث سجل هبوط عدة مروحيات بالقرب من معسكر الطلائع واللواء الذي يحمي المطار».
جنوباً شن مقاتلو ما يسمى «أسود الشرقية» فجر أمس «هجوماً مباغتاً على تنظيم داعش في منطقة الساقية والكراع في منطقة الحماد قرب ريف السويداء، واستطاعوا السيطرة على منطقة الكراع والدياثة بالكامل وتم قتل 8 عناصر من التنظيم» وفقاً لنشطاء معارضين آخرين.