الأولى

«أبو وائل» في ذمة اللـه

نعت صباح أمس رئاسة الجمهورية العربية السورية اللواء المتقاعد محمد ناصيف خير بيك الذي توفي أول من أمس بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 79 سنة.
محمد ناصيف خير بيك «أبو وائل» كان قد شغل عدة مناصب مهمة في الدولة السورية أهمها على الإطلاق كان ترؤسه للفرع الداخلي لمدة تجاوزت الخمسة والعشرين عاماً عمل خلالها على ترسيخ الأمن والاستقرار في سورية في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، وتصدى لمحاولات تنظيم الإخوان المسلمين مطلع الثمانينات للسعي بالاستيلاء على السلطة في سورية إضافة إلى دوره الكبير في لبنان والعراق وإيران التي كانت تربطه مع زعمائها علاقات صداقة مكنته من كسب ثقة كل من تعرف إليه، كما ترك بصماته البارزة على ملف العلاقات السورية الغربية.
لم يكن محمد ناصيف رجل أمن عادياً بل كان رجل دولة بامتياز حظي بثقة الرئيسين حافظ الأسد وبشار الأسد، ولم يعرف الراحة طوال فترة عمله وحتى اللحظات الأخيرة قبل رحيله، فقلما ذهب إلى منزله، حتى قيل إنه قد تزوج المكتب قبل أن يتزوج بعد تقاعده وينجب «وائل».
عرف عنه تواضعه وقلة ظهوره وذكاؤه الحاد وقدرته على قراءة التحولات السياسية في المنطقة العربية واستباقها، كانت تربطه علاقات صداقة بعدد كبير من رجال الدين من كل المذاهب إضافة إلى رجال الإعلام والسياسيين والمثقفين.
بعد خروجه من الفرع الداخلي تسلم ناصيف منصب معاون مدير إدارة المخابرات العامة قبل أن يتم تعيينه لاحقاً معاوناً لنائب رئيس الجمهورية، لكن أبو وائل كان أكبر من كل المناصب التي شغلها، كان رجل المهمات الصعبة ومهندس العلاقات السورية الإيرانية والسورية العراقية كما كان له موقع مميز في العلاقات السورية اللبنانية.
أصيب نتيجة عمله الدؤوب والمرهق بمرض عضال وكان يتعالج سنوياً في ألمانيا ويتغلب على مرضه ليعود بسرعة ويمارس عمله ومهامه إلى أن وضعته أوروبا على لائحة العقوبات ومنعته من التوجه إلى أي من بلدانها فكان الأطباء الألمان يزورونه بدل أن يزورهم.
تغلب أبو وائل على مرضه لسنوات إلى أن تغلب عليه المرض أول من أمس ففارق سورية التي طالما عشقها وقدس ترابها.
رحم اللـه أبا وائل فبخسارته خسرت سورية أحد رجالاتها المخلصين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن