سورية

مجزرة جديدة للطيران التركي في الباب.. وداعش أظهر هشاشة مكاسب «الديمقراطية» .. الجيش يتقدم شرق تادف باتجاه الخفسة.. والمياه عادت ساعة واحدة إلى حلب بعد شهر

| حلب- الوطن – دمشق – الوطن – وكالات

واصل الجيش العربي السوري عمليته العسكرية الهادفة إلى تطهير كامل مساحة ريف حلب الشرقي من تنظيم «داعش» وحقق تقدماً جديداً في الجهة الشرقية من مدينة تادف في عملية قضم تدريجي تقوده في حال استمرارها إلى منطقة الخفسة حيث محضة ضخ المياه إلى حلب على ضفاف بحيرة الأسد.
في المقابل ارتكب الطيران التركي مجزرة جديدة في المدنية ذهب ضحيتها 17 مواطنا من عائلة واحدة، في حين أظهر هجوم مضاد شنه تنظيم داعش الإرهابي غربي الرقة هشاشة مكاسب «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح مصدر ميداني أن الجيش العربي السوري تمكن أمس من إحكام سيطرته على قرى المشرفة وبيجان وتل بيجان جنوب شرق مدينتي الباب وتادف اللتين يسيطر عليهما «داعش» إثر اشتباكات عنيفة مع التنظيم قتل وجرح خلالها العشرات من مسلحيه، وأكد أن الجيش لن يوقف عمليته العسكرية حتى تحرير جميع مناطق الريف الشرقي.
وبين المصدر أن الاشتباكات ما زالت مستمرة حتى مساء أمس مع مقاتلي داعش في المنطقة الواقعة إلى الشرق من تادف انطلاقاً من تل بيجان الذي سيطر عليه في مسعى لقضم مناطق جديدة في ظل تدهور معنويات التنظيم بعد خسارته أكثر من 7 قرى في غضون 48 ساعة، الأمر الذي يسمح بمزيد من التقدم وصولاً إلى منطقة الخفسة والقرى الواقعة على بحيرة الأسد التي تتجمع فيها مياه نهر الفرات.
وبدا أن الجيش السوري وحلفاءه بعد الوصول إلى مشارف تادف من جهة الجنوب استغل التخبط الحاصل في صفوف داعش ووجه وحداته إلى الشرق من المدينة إثر مد نفوذه إلى بلدة رسم السرحان جنوب شرق بلدة أبو طلطل التي وضعت أقدامه قرب تادف ومنها انطلق نحو قريتي أبو جبار ومغارة أبو جبار في الجهة الشرقية من عويشية وسرحان.
وبذلك، استغل الجيش الخاصرة الضعيفة للتنظيم بهدف الوصول إلى الخفسة لتأمين مياه الشرب إلى حلب على اعتبار المنطقة سهلية مفتوحة ولا تضم سوى قرى صغيرة بدل الانطلاق من مطار كويرس العسكري إلى بلدتي دير حافر ومسكنة اللتين تشكلان معقلين مهمين لـ«داعش» الذي توقع أن يبدأ الجيش عمليته نحوهما للوصول إلى الخفسة ففوجئ بخطة بديلة لم يكن يتوقعها.
إلى ذلك، عادت المياه تدريجياً ولمدة ساعة واحدة من مصادرها في منطقة الخفسة إلى محطة ضخ المياه في حي سليمان الحلبي في حلب ومنها إلى الأحياء المجاورة مثل الميدان قبل أن يتوقف ضخ المياه، التي غابت أكثر من شهر عن المدينة، ولأسباب غير معروفة.
وعلمت «الوطن» أن الهلال الأحمر العربي السوري كجهة أهلية وسيطة مع داعش باشرت اتصالاتها لمعرفة أسباب وقف التنظيم لضخ المياه إلى حلب بعد التوصل إلى اتفاق ضخت بموجبه المياه من محطة ضخ بلدة عين البيضة التي تقع تحت سيطرة الجيش السوري شمال مطار كويرس إلى مدينة الباب معقل التنظيم الرئيسي شرق حلب.
من جهتها ذكرت صحيفة «حرييت» التركية أن مسلحي اليمليشيات السورية المسلحة المدعومين بالقوات التركية يسيطرون على 40 بالمئة من مدينة الباب. لكن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اعتبر أن أولئك المسلحين انتزعوا السيطرة إلى حد بعيد على الباب من متشددي داعش. وأضاف متحدثا لأعضاء حزبه العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان «الباب باتت إلى حد بعيد تحت السيطرة. هدفنا هو منع فتح ممرات من أراض تسيطر عليها منظمات إرهابية إلى تركيا».
إلا أن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، فند التصريحات التركية، واصفاً إياها بـ«العارية من الصحة». ونقل المرصد عن مصادر من المليشيات المنضوية تحت لواء «درع الفرات»، تأكيدها أن «اجتياح مدينة الباب، لن يتم إلا بعد أن تقوم قوات النظام بإغلاق وتطبيق حصارها على كامل المنطقة جنوب المدينة».
وأوضح المرصد، أن المعارك في الأطراف والمداخل الشمالية والغربية لمدينة الباب، بين مسلحي داعش من طرف، والقوات التركية ومليشيات «درع الفرات» من طرف آخر، «متواصلة وسط تقدم للأخيرة في المنطقة»، مبيناً أن الاشتباكات ترافقت مع قصف جوي ومدفعي تركي، مع ذلك أكد أن داعش «لا يزال يسيطر على معظم المدينة».
وذكرت مصادر معارضة أخرى أن ميليشيات «درع الفرات» أحبطت عدة هجمات شنتها مجموعات تابعة لتنظيم داعش حاولت خلالها الأخيرة استعادة المواقع التي خسرتها خلال الأيام الخمس الماضية.
ونقلت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، وفقاً للموقع الالكترونية لقناة «روسيا اليوم»، عن مصادر عسكرية دبلوماسية روسية: أن موسكو وأنقرة اتفقتا على تحديد «خط فاصل» في منطقة الباب، لن تتخطاه قوات الجيش السوري والقوات التركية، ولن تقوم القوة الجو فضائية الروسية بتنفيذ ضرباتها هناك.
من جهتها، ذكرت «حرييت»، أن مسلحي المليشيات المنضوية تحت لواء عملية «درع الفرات» غير الشرعية التركية في شمال سورية أنشؤوا مع قوات الجيش السوري «ممراً أمنياً» لتجنب المواجهات بين الجانبين في المعركة لاستعادة مدينة الباب من تنظيم داعش، مشيرة إلى أن الممر تم انشاؤه في جنوب بلدة الباب ويتراوح عرضه بين 500 و1000 متر، وذلك جراء اتصالات متفرقة تمت بين الجانبين.
وأعلن الجيش التركي عن مقتل أحد جنوده وإصابة 4 آخرين باشتباكات مع مسلحي التنظيم بمدينة الباب، مؤكداً أن مقاتلاتهم الحربية دمرت 51 مبنى شمالي حلب «كان يتخذها التنظيم كمخابئ له في حين قصفت المدفعية نحو 143 هدفاً تابعاً له».
إلا أن نشطاء من مدينة الباب تحدثوا عن مجزرة ارتكبها الطيران التركي في الباب. ووثق النشطاء أسماء 17 ضحية لغارة شنتها طائرات تركية على أول الشارع الجديد في المدينة، وتبين أن جميعهم من عائلة واحدة.
ووقعت اشتباكات بين «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من طيران التحالف، وتنظيم داعش في بلدتي مليحان وأبو وحل بمحافظة الرقة، في حين أظهر هجوم مضاد شنه التنظيم غربي الرقة هشاشة مكاسب «الديمقراطية».
وبحسب ما جاء في بيان صادر عن داعش، فقد تمكن مسلحوه من انتزاع السيطرة ليل أول من أمس على قرى سويدية كبيرة، الوديان، بيوض وتركية، شمال مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، بعد هجوم على مواقع الديمقراطية أدى إلى مقتل 24 عنصراً من عناصرها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن