سورية

دربت عناصر من «أحرار الشام» و«النصرة» … «ملحمة» للمقاولات العسكرية.. شركة إرهابية لخدمات القتال والتدريب

| وكالات

آخر إبداعات الإرهاب التي بدأت تظهر في سورية بالترافق مع خساراته المتتالية على يد الجيش العربي السوري، كانت مع شركة «ملحمة التكتيكية» الخاصة للاستشارات والمقاولات العسكرية الجهادية والتي تعتبر الأولى من نوعها في العالم، وترى أفرادها يدافعون عن الخنادق، ويقتحمون المباني، ويقفون أمام ألواح الدراسة البيضاء ليعطوا دروساً تكتيكية؛ وهم مدججين بالسلاح ومجهزين بالسترات الواقية والخوذ الباليستية.
وتقوم «ملحمة» حسب مجلة «فورين بوليسي» الأميركية بتسويق معاركها على منصات الإنترنت، وأدى تسويقها المستمر إلى عوائد مثمرة. إذ إن برامج القتال والتدريب الفائقة أصبحت ذائعة الصيت بين «الجهاديين» في سورية ومتابعيهم في كل مكان.
قائد المجموعة، الذي يبلغ من العمر 24 عاماً، من أوزبكستان، يحمل اسم «أبي رفيق». ولا تتوافر عنه أي معلومات، سوى أنه يتنقل بسرعة بين الحسابات الشخصية على الشبكات الاجتماعية باستخدام أسماءٍ ومعلوماتٍ وهمية.
وفي كل فيديو وصورةٍ منشورةٍ على الإنترنت، يظهر مُرتدياً قناعاً أو وشاحاً لتغطية وجهه من الأنف إلى الأسفل، ولا يظهر منه سوى عينيه، وشعره المتشابك الطويل والحالك السواد. ويتحدث الروسية بطلاقة، لكن بلكنةٍ أوزبكية بسيطة.
منذ إطلاقها في أيار 2016، أصبحت تجارة «ملحمة» رائجةً في سورية، إذ تم التعاقد معها على القتال وتقديم الاستشارات التدريبية والحربية لجماعاتٍ مثل جبهة النصرة (فتح الشام حالياً) الإرهابية، و«الحزب الإسلامي التركستاني».
وبالترافق مع الانتكاسات الأخيرة للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في سورية، زاد الطلب على خدمات «ملحمة» الاستشارية، وذلك وفق ما نقلت «فورين بوليسي» عن «أبي رفيق»، خلال لقاءٍ أجري عبر تطبيق الرسائل الفورية «تيليجرام».
وفي تشرين الثاني الماضي، وضعت المجموعة إعلان توظيف على «فيس بوك» تبحث فيه عن مدربين ذوي خبرةٍ قتالية للانضمام إلى المجموعة. كما أوضح الإعلان تفصيلاً أن المدربين سيحصلون على مزايا، مثل إجازةٍ سنوية، ويوم راحة من الجهاد كل أسبوع.
وصرح أبو رفيق للمجلة بأنه انتقل في شبابه من أوزبكستان إلى روسيا، حيث كوّن أسرته، وانضم إلى واحدةٍ من أفضل الوحدات العسكرية التابعة للحكومة الروسية، وهي مجموعة من القوات المحمولة جواً وتُدعى اختصاراً «في دي في»، على حد قوله.
وفي عام 2013، ترك أبو رفيق روسيا متجهاً إلى سورية، ولم ينتم إلى تنظيم بعينه، بل ظل مستقلاً يتنقل بين التنظيمات المختلفة، حتى أسس «ملحمة» عام 2016.
وخلال عام 2016، قامت عناصر «ملحمة» بتدريب تنظيمات، مثل «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«النصرة»، على القتال في المناطق الحضرية، بغرض دعم معركتهم ضد الجيش العربي السوري في حلب.
ويقوم موظفو «ملحمة» من وقتٍ لآخر بالعمل كقواتٍ خاصة لمصلحة مختلف الجماعات الجهادية. ففي أيلول 2016، شاركت الشركة مع «التركستاني» لمساعدته في التصدي لهجوم الجيش السوري على جنوبي حلب، وفقاً لتصريحات ناشطٍ معارض على درايةٍ بالمجموعة، حسب «فورين بوليسي».
وتقوم «ملحمة» على سبيل المثال بتصنيع ملحقات رشاش «بي كي»، وهو رشاش شهير متعدد الأغراض روسي الصنع، بطلقاتٍ من عيار 7.62 ملم.
كما تقوم المجموعة بالإعلان عن خدماتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، و«يوتيوب»، و«تويتر»، والشبكة الاجتماعية الروسية «فكونتاكتي»، رغم أن حسابها على ذلك الموقع تم إيقافه.
أما حساب المجموعة على موقع «إنستغرام» فسيمنحك شعوراً بأنه يقدم منتجات إحدى شركات السلاح الكبرى. إذ يحتوي الحساب على لقطاتٍ فنية معدلة للأسلحة والمقاتلين، تم التقاطها من مختلف الزوايا، وتدخل فيها تصميمات شعار «ملحمة» عالي الجودة.
وينظم مدربو المجموعة حصصاً تدريبيةً على شبكة الإنترنت، تشمل مواضيع مثل الإسعافات الأولية في المعركة، واستخدام الأسلحة مثل «آر بي جي 7»، واستخدام إشارات اليد في حرب المناطق الحضرية، ومقدمات عن كيفية عمل الكمائن، وذلك حينما يتعذر تقديم المساعدة والاستشارات وجهاً لوجه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن