رياضة

هواة احتراف

مالك حمود : 

 

استوقفتني حزورة رمضانية قادتني لإسقاطها على حالنا الرياضي فحواها أن رجلاً يسكن في الطابق العاشر ويستقل المصعد يومياً لكنه ينزل في الطابق التاسع، ويكمل صعود الدرج إلى الطابق العاشر فلماذا؟ الجواب الطريف لأنه قصير ولا يمكنه أن يطول (كبسة) الطابق العاشر ما يضطره للضغط على (الكبسة) الأدنى على مبدأ ليس بالإمكان أكثر مما كان.
هذا الكلام ينطبق على رياضتنا واحترافها الرياضي الذي يؤرق تفكير العاملين فيها ومحترفيها الذي يبحثون عن المقومات الأساسية لحياة احترافية ملبية قادرة على تحقيق الراحة المادية والمعنوية الكفيلة بإطلاق العنان لكل مهارات الإبداع بأرض الملعب.
أقول هذا الكلام في وقت توضع فيه مسألة الاحتراف على طاولة بحث القيادة الرياضية التي شكلت لجنة لإعادة صياغة نظام جديد لاحترافنا الرياضي.
نقاط عديدة ومهمة تفرض نفسها على جدول أعمال اللجنة المطالبة بإعداد نظام احترافي يتلاءم مع ظروف المرحلة ويراعي ظروف الأندية ويسعى لتحسينها ودعمها لإمكانية تقديم الأفضل بما يضمن راحة الجميع.
نظام الاحتراف الجديد يجدر أن يبحث عن إمكانية الوصول إلى كل (كبسات المصعد) كي يتمكن الرياضي والمؤسسة الرياضية من الوصول إلى مبتغاهم، فليس معقولاً أن يكون اللاعب هو الحلقة الأضعف في رياضتنا ولا المدرب ولا الحكم ولا حتى النادي.
في الموسم قبل الماضي اتخذت القيادة الرياضية قراراً بتخفيض مستحقات اللاعبين إلى النصف تقريباً نظراً لصعوبة الوضع المادي للأندية فكان الحل على حساب اللاعب ليكون الحلقة الأضعف وهذا ما حصل مع لاعبي السلة، واليوم يأتي المكتب التنفيذي بقرار تخفيض تعويضات حكام السلة إلى النصف تقريباً من باب ضغط النفقات لتكون الحلول على حساب الحكام وماذا بعد؟! كنا نتمنى مساعدة الأندية المحتاجة للصرف على احترافها بدلا من البحث عن كبش فداء في الحلول، واليوم مع صياغة نظام جديد للاحتراف نأمل أن تراعى ظروف كل أطراف المعادلة، فاللاعب يجب أن يلقى كل متطلباته المنطقية، وكذلك المدرب الذي عندما يكون من دون عمل ليست هناك جهة تعوضه، والحكم أيضاً يجدر أن يحظى بالتعويض الذي يمكنه من الاستمرار بتثقيف نفسه والحفاظ على جاهزيته البدنية والمعنوية لتحمل ضغط المباريات. والأهم من هذا كله مدربو الفئات العمرية الذين يعيشون على الهامش في التعامل والإنصاف ولاسيما أنهم الأساس في العمل، وعندما تؤخذ هذه النقاط بالحسبان نكون قد وضعنا قدم رياضتنا على عتبة مصعد احترافها لعلها تصل إلى كل (الكبسات) المطلوبة لبلوغ كل الطوابق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن