في «جنيف 4» وفود للمعارضات.. ومقدسي: الظروف لم تساعد دي ميستورا على فرض ما وعد بفرضه .. منصة «القاهرة» تتلقى دعوة «كوفد مفاوض».. و«موسكو» تتحدث عن إمكانية العدول عن قرار عدم المشاركة
فيما يبدو كأنه إخفاق للمعارضات في تشكيل وفد موحد لها إلى الجولة الرابعة من محادثات جنيف، وأيضاً عدم تمكن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا من فرض «وفد موحد» لها، أعلن القيادي في «منصة القاهرة» جهاد مقدسي عن تلقي المنصة دعوة من دي ميستورا للمشاركة في الجولة «كوفد مفاوض باسم منصة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية»، وأكد مشاركتها.
على خط مواز، أعلن القيادي في «جبهة التغيير والتحرير» فاتح جاموس عن «إمكانية عدول الجبهة» عن قرارها بعدم المشاركة في «جنيف 4» إذا كانت لديها «قناعة بتنفيذ القرار 2254 وبندية عملية التوافق».
وفي تصريح لـ«الوطن» قال مقدسي: إن المنصة تلقت دعوة من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا للمشاركة في جولة مفاوضات جنيف القادمة في 23 الجاري «كوفد مفاوض باسم منصة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية»، معرباً عن أسفه بسبب «غياب باقي الأطراف الأساسية سواء منصات أم بعض الشخصيات السورية المحترمة في الشارع السوري»، وأضاف: «أعلم أن هذا سيؤثر على النتيجة المأمولة للمحادثات في جنيف».
وحول طبيعة الدعوة قال مقدسي: «لدينا حصة وفد بـ5 أعضاء» مشدداً على أن وفدهم «مستقل لوحده كمنصة».
ورداً على سؤال إن كانت الدعوة التي تلقتها المنصة تمثل إنهاء لما تحدث به دي ميستورا عن «وفد واحد للمعارضة» أجاب مقدسي: «لا أستطيع قول إنهاء للفكرة لكن يبدو أن الظروف لم تساعد دي ميستورا على فرض ما وعد بفرضه»، وأضاف: «من خلال الدعوات التي وصلتنا وبضوء إعلان وفد منصة موسكو اعتذاره فطبيعي أن جنيف 4 لا يوجد فيه توحيد للوفود».
وأكد مقدسي أن منصة القاهرة ستحضر في جنيف «احتراماً للعلاقة مع الأمم المتحدة ولكي لا نحمّل وزر إفشال أي مساع تهدف لوقف الحرب ببلادنا وإنجاز الحل السياسي العادل»، كاشفاً أن المنصة «ستساهم وتنسق مع الجميع حيث نستطيع، مع الأمل دوماً بتدارك حضور الجهات الغائبة وبأفضل صيغة ممكنة وهي الوفد الواحد بمرجعية بيان جنيف والقرار 2254».
وحول اعتذار وفد منصة موسكو عن المشاركة أعرب مقدسي عن أمله بأن تثمر الجهود الدولية بحضورهم، وأضاف: «ليس سراً أننا حاولنا مع المبعوث الدولي إمكانية تأجيل تاريخ الجولة ليكون هناك فرصة لبحث صيغ جديدة قد تؤمن حضور المنصات الثلاث الأساسية، ولا أعلم ربما يكون هناك تطورات في اللحظة الأخيرة».
وكشف القيادي في منصة القاهرة أن دي ميستورا «تواصل مع منصة موسكو وقدم لهم ذات العرض مثلنا (وفد مستقل وكامل الصلاحية وبمرجعية 2254) وارتأوا الاعتذار حتى اللحظة».
وحول جدول الأعمال في جنيف 4 شدد مقدسي على أن «مرجعية المفاوضات في مسار جنيف هي بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصِّلة بالنزاع السوري لاسيما القرار الأساسي 2254 الذي يتضمن خارطة طريق الحل السياسي»، معتبراً أن «من حق كل طرف أن يأتي وطبيعي أن يحضر ومعه رؤيته السياسية ولذلك هناك شيء اسمه طاولة المفاوضات، أما إطار الدعوة ومعاييرها فهو ما ذكرت أعلاه وليس الرؤى السياسية». وأعلنت قيادة «جبهة التغيير والتحرير» والتي يعتبر رئيس منصة موسكو قدري جميل أحد قياداتها أول من أمس في بيان عن عدم مشاركتها في «جنيف 4» بالشروط الحالية، احتجاجاً على سلوك دي ميستورا ومنحه امتيازات خاصة لـ«منصة الرياض»، وتمكينها من التحكم بـ«الوفد المعارض»، رغم خروجها في بيان 11 شباط عن القرار 2254، ورغم مواقفها المعروفة في الجولات السابقة، الأمر الذي يعني نسف كل الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي.
وفي تصريح لـ«الوطن» أعرب جاموس القيادي في الجبهة، والقيادي في «تيار طريق التغيير السلمي» أحد مكونات الجبهة، عن عدم تفاؤله بـ«جنيف 4»، وقال: «بالمعنى العقلي والمقاربة العقلية أنا غير متفائل فسوية التناقضات لا تزال عميقة وذات طابع صراعي». وإن كانت «منصة موسكو» تلقت دعوة أمس على غرار ما حصل مع «منصة القاهرة» قال جاموس: «منصة موسكو ترفض الاشتراك في مباحثات جنيف بالتغاضي عن قضية الدعوة».
وإن كانت هناك إمكانية لعدول «جبهة التغيير والتحرير» عن قرارها بعدم المشاركة، قال جاموس «بالطبع هناك إمكانية للعدول، وذلك بقدر قناعتنا بتنفيذ قرار 2254 وقناعتنا بندية عملية التوافق».
وحول تقييمه لتشكيلة «وفد المعارضة» إلى جنيف الذي أعلن عنه بعد اجتماع «معارضة الرياض» في العاصمة السعودية في 11 من الشهر الجاري قال جاموس: «في التركيبة والبنية هو مخالف للقرار 2254، وهو حصيلة عملية منهجية وفرض من طرف واحد. أعني هيئة الرياض».
واعتبر جاموس أن هذا الوفد «تغيب عنه المعايير العادلة ومعايير الوفد الواحد غير الموحد»، وأضاف «يحتاج الأمر لاتفاق حول طريقة ومنهجية التوافق لأطراف أنداد وكل هذا غائب».
وأعلن جميل أمين عام «حزب الإرادة الشعبية» أول من أمس، عدم مشاركة «منصة موسكو» في «جنيف 4»، وذلك في حوار مع قناة «روسيا اليوم»، اتهم فيه دي ميستورا بعدم التزامه بقرار مجلس الأمن 2254 حول تشكيل «وفد المعارضة»، كما اتهم وفد «منصة الرياض» المعارض بالخروج عن مضمون القرار.
ورأى أن محادثات جنيف المقررة في 23 شباط، لن تنجح بسبب تركيبة «وفد المعارضة» التي طرحها دي ميستورا.
وفي دمشق، اعتبر رئيس وفد «معارضة الداخل – مسار حميميم» اليان مسعد لـ«الوطن»، أن أية منصة وطنية معارضة وخصوصاً وفد «معارضة الداخل – مسار حميميم» يجب أن تتمثل في «جنيف 4» بموجب القرار 2254 «ولكن يتوجب أن ترفض «جنيف4» إن تأكدت بأن هناك نيات صادرة عن أي جهات إقليمية أو دولية للتلاعب على القرار 2254، أو حرفه عن مساره أو هيمنة وفد أي منصة على جنيف4».
وقال: «تأكد أن المهمة الرئيسة المنوطة بأتباع هيئة الرياض هي إفشال السياسة الروسية التي تقود الاتجاه العالمي الجديد لتنفيذ قرارات مجلس الأمن في سورية في جميع المجالات، وفي جميع المؤتمرات واللقاءات بما في ذلك جنيف 4 القادم».