هل تعاني حمص أزمة هجوم أو خللاً بالتنفيذ؟
| حمص- هاني سكر
أنهى الكرامة أخيراً عقدته مع التسجيل بعد صيام دام 4 مباريات لكن رغم ذلك مازال الفريق يبحث عن انتصاره الثاني بالدوري هذا الموسم بعد أن أهدر العديد من النقاط التي كانت بالمتناول حاله حال الوثبة الذي أضاع فوزاً كان بين يديه أمام الحرية هذا الأسبوع.
توازن مفقود
الكرامة بدأ مشوار الدوري بصورة أوحت بشيء من عدم التوازن بالأداء ورغم الحصول على 5 نقاط من أول 3 مباريات إلا أن الفريق لم يكُن يسيطر على الملعب وكان التسرع يطغى معظم الأحيان على البدء بالهجوم، فنلاحظ أن اللاعب كان يسعى سريعاً للتخلص من الكرة بعد استلامها وهذا كان يقلل من فعالية الفريق، إضافة لعودة المهاجمين وانشغالهم بتحضير الهجمة مع الزملاء وهو ما كان يبعدهم أكثر عن مرمى الخصم، بعد ذلك بدأنا تدريجياً نشاهد تحسناً بمفاتيح صناعة لعب الكرامة بظل التحركات الخطرة ليوسف عرفة والخبير بلال المصري، لكن حتى بداية تبلور الحلول كانت أزمة الثنائي الهجومي بيطار وبوطة قد تحولت لنفسية فالابتعاد لكل هذا الوقت عن التسجيل حمّل اللاعبَين ضغطاً استثنائياً أوقفه البوطة حين سجل بمرمى الطليعة، وانفجر احتفالاً بالهدف واعداً ببداية جديدة تحت إشراف تامر اللوز الذي حضر مكان الحموية الذي يبدو أن رحلته مع الكرامة قد شارفت على النهاية رغم المؤازرة الجماهيرية ودعم الإدارة له.
الكرامة هذا الموسم زج بالعديد من الشبان أبناء النادي مثل حمد وزقريط وقدور والعايق وكتوب وحاكمي، ورغم توقف منافسات دوريات الفئات إلا أن بداية هؤلاء بالفريق الأول بدت جيدة وتعدت هذا الحد بالنسبة لحمد الذي كان ورقة الحموية الرابحة بضبط الوسط دفاعياً رفقة الخبير عدي عيد، ومن ثم لا يمكننا القول إن الكرامة يعاني من حيث العناصر لكنه عانى من إيجاد تركيبة هجومية تساعده على التسجيل، وحتى الآن يحتاج الفريق لإضافة لاعب سريع لهذه المنظومة إما ليلعب خلف المهاجمين بشكل حر أو لشغل مركز الجناح الأيمن، علماً أن اللوز يملك حالياً جناحاً سريعاً من أبناء النادي وهو أمين شبلي القادر على إفادة الفريق بسرعته كما من الممكن أن تتحسن الحال أكثر بعد عودة الغائب فهد عودة.
حال أفضل
على الطرف الآخر يقدم الوثبة مستوى فنياً مميزاً مقارنة بحال الدوري منذ بداية الموسم ويعود ذلك للعمل الكبير الذي يقوم به رافع خليل لتنظيم الفريق وتوضيح أدوار كل لاعب فبالعديد من المباريات نجد تغيراً تكتيكياً داخل اللقاء وهو ما ندرت مشاهدته محلياً، وخلال لقاء الحرية توجه المدرب لدفع الأظهرة للأمام كي يخنق خصمه ويجبره على اللعب ضمن مسافة صغيرة لا تتجاوز30-40 متراً لكن مرة أخرى لم يفُز الفريق بسبب إهدار لاعبيه لكم هائل من الفرص ولو دققنا مؤخراً نجد أن لاعبي الوسط والدفاع هم من يلعبون الدور التهديفي بالمباريات الأخيرة مع هدفين لكوسا ومثلهما ليوسف وهدف لكروما وآخر لمشلب المميز رفقة دعبول، فمازال الوثبة بحاجة للاعب قناص قادر على استغلال أنصاف الفرص فرغم خبرة منصور إلا أن إنهاءه للهجمات ليس بالمستوى المطلوب حالياً، أما بالخلف ورغم إهدار الفريق لعدة انتصارات كانت بالمتناول، وخاصة أمام الاتحاد، بسبب أخطاء فردية، لكن يمكن القول إن الوثبة يمضي بخلق حصنه الدفاعي المتين وهو ما ساعده على تحقيق 7 نقاط من آخر 3 مباريات بحمص إضافة إلى التوازن الموجود بالوسط بسبب العناصر الشابة التي اعتادت اللعب معاً مع قيادة حكيمة من خليل حتى الآن.
القادم أفضل
ما بين البداية الجديدة لمهاجم الكرامة السابق تامر اللوز الساعي لتحسين الحالة الهجومية لفريقه وخبرة خليل بقيادة كرة الوثبة يمكننا القول إن فرق حمص تحتاج للصبر من جمهورها فمشاريع الفرق الجديدة لا يمكن أن تنضج بسرعة لكنها حتى الآن تبشر بإمكانية رؤية نتائج صحيحة.