فريق الأزمة
| محمود الصالح
لعلنا بتنا اليوم بحاجة متزايدة أكثر من أي يوم آخر إلى تشكيل فريق لإدارة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في البلاد. لقد حققنا انتصارات لا مثيل لها في مواجهة الحرب الكونية التي تشنها قوى الظلام والاستكبار علينا. نعم انتصرنا بشكل صاعق سياسيا وعسكريا في مواجهة كل المشاريع والفنون التي وضعها أعداء سورية الأرض والإنسان. لكن للأسف ومن باب الصراحة نقول إننا فشلنا فشلاً ذريعاً في إدارة الأزمة التي تسببت فيها هذه الحرب الكونية في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي. فشلنا في وضع الخطط الواضحة والقابلة للتنفيذ في مواجهة وإدارة الأزمة، لأن الكثير من المعنيين في إدارة الملفات الاقتصادية والاجتماعية لم تكن لديهم الجرأة في مواجهة الأمور وتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية. وجزء من الفريق الحكومي كان يسعى إلى ترحيل هذه الملفات ليقينه التام أنه لن يستمر في هذا الفريق. هذه الصورة السلبية لأداء الفريق الحكومي انعكست بشكل كبير على حياة الناس من خلال ارتفاع جنوني في تكاليف المعيشة وتراجع مرعب في الخدمات الحكومية. اليوم نحن لا نعمل على جلد الذات كما يدعي البعض لكن نريد تعرية الفساد بكل صوره وأشكاله وأهدافه. عدم قدرة الفريق الحكومي على إدارة ملفات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية سمح بنمو طفيلية خطيرة جداً سميت « تجارة الأزمة» اليوم كثير من القرارات والإجراءات الحكومية تصب في مصلحة هذه الطفيلية، والمواطن الصامد الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل صمود هذا الوطن هو فقط من يدفع الثمن. هذا الحال لا يجوز أن يستمر تحت أي مبرر كان، ويجب العمل بشكل عاجل جداً على تأسيس فريق لإدارة الأزمة، والملفات كثيرة وتحتاج إلى معالجة فورية.