بعد أكثر من شهر على حلّ مجلس المدينة بمرسوم .. مكتب تنفيذي جديد لمدينة بانياس.. تساؤلات عنه وتحديات أمامه فهل ينجح؟
| طرطوس- الوطن
بغض النظر عن رضا أو عدم رضا أكثرية أبناء مدينة بانياس والقرى المحيطة بها التابعة لمجلس مدينتها عن الأسماء التي تضمنها قرار وزير الإدارة المحلية والبيئة رقم 35 تاريخ 16/2/2017 القاضي بتعيين مكتب تنفيذي مؤقت للمدينة بعد أن تم حل مجلس المدينة بالمرسوم الجمهوري رقم /7/ تاريخ 12/1/2017.. وبغض النظر عن الكلام الذي وصلنا بحق البعض ممن تضمنهم القرار فقد أقسم هؤلاء اليمين القانونية أمام المحافظ وباشروا عملهم يوم أمس الإثنين وفق المادة الثانية من القرار التي تنص على ما يلي (يمارس المكتب التنفيذي المؤقت اختصاصات مجلس المدينة ومكتبه التنفيذي المحددة بقانون الإدارة المحلية الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 107 لعام 2011 وتعديلاته لحين إجراء انتخابات جديدة).
صحيح أن القرى المحيطة بالمدينة مثل(المرقب- العصيبة- طيرو- المنزلة- اللزلو- دير البشل- بلغونس- تلة- شافي روح…. إلخ)غير ممثلة في هذا المكتب رغم عدد سكانها الكبير، ورغم أن بعضها كانت تشكّل بلديات قبل ضمها إلى مجلس مدينة بانياس.. وصحيح أن بعض الأسماء ليسوا من مدينة بانياس والقرى التابعة لها.. وصحيح أن طريقة الاختيار والترشيح تشوبها الشوائب المعروفة لنا جميعاً.. لكن الصحيح أن هؤلاء في حال قيامهم بعملهم على أكمل وجه وبما يخدم مصالح سكان المدينة وجوارها ولا يخالف القانون النافذ سيكونون ممثلين حقيقيين للجميع وسيدخلون قلوب المواطنين الطيبين والفقراء والشرفاء الذين طالما عانوا واشتكوا من أكثرية القائمين على المجالس السابقة للمدينة لأسباب متعددة سبق أن كتبنا عنها عبر تقارير وتحقيقات صحفية كما سبق أن تناولتها تقارير تفتيشية معتمدة وتحقيقات إدارية متعددة.
رئيس مجلس المدينة الجديد محمد رسلان يتمتع بسمعة طيبة لجهة الأخلاق ونظافة اليد والتمسك بالقانون لكنه ليس خبيراً بعمل الإدارة المحلية فهو جاء من فرع التأمينات الاجتماعية بطرطوس حيث كان يشغل مهمة معاون مديرها ومن ثم فأمامه تحد أساسي في هذا المجال ولابد من مواجهة هذا التحدي والتغلب عليه كي ينجح في قيادة فريق العمل وتجاوز الخلل القائم قبل أن يورطه (المستشارون داخل المدينة)الذين يعرفون الخفايا والخبايا واللف والدوران على القوانين والأنظمة النافذة.. وفي هذا المجال أكد رسلان لـ«الوطن» في اتصال هاتفي معه أمس فور مباشرته مهمته أن توجّه المكتب في الفترة القادمة سيكون عبر التمسك بالقانون وتنفيذ الأعمال بالشكل الصحيح والسليم وإرضاء الناس في مدينة بانياس وخاصة أنها ممتعضة ومنزعجة من الممارسات السابقة.. مضيفاً إنه سيبدأ بعقد سلسلة اجتماعات مع رؤساء الأقسام والعاملين في المدينة للاطلاع على كل شؤون وشجون المدينة ومن ثم وضع خطة عمل مع برنامج تنفيذي لمعالجة المشكلات القائمة وتطوير الواقع لأننا نؤمن أن كل عمل غير مخطط له وغير جماعي سيبقى عملاً عشوائياً ولن ينجح.. وأعلن رسلان أنه متفائل بالفترة القادمة رغم الصعوبات والتحديات القائمة.
أما مؤنس أسامه عثمان الذي هاجم المجلس السابق كثيراً فقد صرح لـ«الوطن» أن المطلوب من المكتب الجديد تطوير ضابطة البناء في المدينة وتسوية المخالفات القائمة الممكن تسويتها ضمن الأصول وبشكل يتم من خلاله تأمين عائد مالي للمدينة بدل ما كان يذهب هذا العائد للقائمين عليها أو لقسم المخالفات أو المكتب التنفيذي.. وخاصة أن هناك عشرات المخالفات القائمة التي باتت أمراً واقعاً ولم تستفد منها المدينة بأي عائدات.
كما أن المطلوب من المكتب أيضاً الاهتمام بعمال النظافة والخدمات ورعايتهم وتأمين متطلبات عملهم والعمل بعقلية الفريق الواحد والابتعاد عن الصراعات الداخلية وإحداث مكتب للجرحى والمفقودين وذوي الشهداء وطرح الأملاك العامة للإشغالات أو للاستثمار أمام الجميع وليس لأشخاص محددين. وتمنى في النهاية من المواطنين مساعدة المكتب الجديد وتقديم أي معلومات أو شكاوى تتعلق بفساد قائم من أجل سرعة المعالجة.