الأمم المتحدة شعرت بالحزن والصدمة بنبأ وفاته.. ومجلس الأمن كرمه .. بوتين: تشوركين كان رجلاً لم يعرف الهزيمة أبداً
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن مبعوث روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الذي توفي في نيويورك أول من أمس، كان أحد أبرز الدبلوماسيين في العالم وأنه تعامل مع مهامه ببراعة ولم يعرف الهزيمة أبداً، كما وصفه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه كان رفيق دربه، على حين عبّرت الأمم المتحدة عن شعورها بالحزن والصدمة لدى تلقيها نبأ الوفاة، وسط قيام مجلس الأمن الدولي بتكريمه. وقال بوتين في رسالة وجهها إلى زوجة الفقيد وأبنائه ونشرها موقع «الكرملين» الإلكتروني، أمس، حسب وكالة «سانا» للأنباء: «تفضلوا بقبول خالص تعازي في وفاة تشوركين الزوج والوالد، لقد كانت وفاته المبكرة خسارة كبرى لا يمكن تعويضها بالنسبة للسياسة الخارجية الروسية».
وأشار بوتين إلى أن تشوركين، ودون مبالغة، كان أحد أبرز الدبلوماسيين الذين يتمتعون بالاحترام الصادق من زملائه والنفوذ الهائل بين الشركاء الأجانب. وتابع بوتين: أنه «وعلى مدى أكثر من عشر سنوات وأحياناً في أكثر الظروف صعوبة ضغط تشوركين بحزم وبشكل منهجي للدفاع عن موقف روسيا في أهم القضايا العالمية والتي تطلبت جهوداً هائلة وتضحيات ذاتية كاملة ومهما كانت صعوبة المهمات فإنه تعامل معها ولم يعرف الهزيمة أبداً».
كما شدد بوتين على مهنية تشوركين وأشار إلى أن الوفاة المفاجئة له جعلت ألم فقدانه حاداً للغاية، واصفاً تشوركين بـ«الوطني الحقيقي».
وقال بوتين: «إن تشوركين كان أحد أبرز الدبلوماسيين وكان مهنياً على أعلى مستوى ورجلاً ذا ذكاء عال وطاقة استثنائية وجاذبية وإحساس نادر من الفكاهة».
بدوره أعرب لافروف في حديث أدلى به أمس، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن عميق أسفه على رحيل تشوركين، وقال: «لقد رحل فيتالي تشوركين وهو في محرسه خدمة للبلاد وقبل ساعات على ميلاده الـ65، ورافقني المسير منذ ربيع 1990، حيث شغل آنذاك منصب نائب وزير الخارجية، فيما كنت أنا مكلفاً بشؤون الأمم المتحدة، وهو يعنى بقضايا البلقان، حتى كلّف بتمثيل الرئيس الروسي للتسوية في يوغوسلافيا السابقة». وأضاف لافروف: «أمضى فيتالي تشوركين شباط بأكمله سنة 1994 في البوسنة والهرسك في أشد مراحل النزاع هناك، واستطاع إجبار المسؤولين في الأمم المتحدة على تحقيق نزيه في تفجير سوق سرايفو الذي حاولوا إلقاء جريمته على الصرب جزافاً». وأكد لافروف أن تشوركين سوف يبقى حاضراً إلى الأبد في ذاكرة وتاريخ الشعب الروسي والعلاقات الدولية.
ونقلت «سانا»، عن لافروف قبيل لقائه نظيرته السويدية مارغوت فالستروم في موسكو، أمس: «إن العمل المتواصل على خلق أسس عالم أكثر هدوءاً وأكثر أمناً وديمقراطية هو أفضل ما يمكن أن نتذكر به تشوركين»، مشيراً إلى أنه «من المهم أن تمتلك المهارة لحماية مصالح بلدك بحزم وتتجنب في الوقت نفسه الوقوع في مواجهات غير منضبطة والبحث عن إمكانية توحيد الجهود بين الدول على أساس توازن المصالح وهذا بالضبط ما كان يتميز به الفقيد».
بدورها قالت وزيرة الخارجية السويدية فالستروم: «أود أن أتقدم بالتعازي لوفاة مبعوث روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين ووفاة الكسندر كاداكين السفير السابق لدى أستوكهولم وكلاهما كانا من الدبلوماسيين المهرة وممثلين ممتازين لروسيا». ووضع لافروف ونظيرته السويدية الزهور على صورة تشوركين التي تم عرضها في دار استقبال في وزارة الخارجية الروسية في موسكو. وفي روسيا أكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف على صفحته على فيسبوك أن وفاة تشوركين شكلت خسارة كبيرة ليس فقط لعائلته ولجميع الذين عملوا معه أو تعرفوا على هذه الشخصية الفريدة، وإنما خسارة كبيرة لروسيا بأسرها مقدماً أصدق التعازي إلى عائلة الفقيد وزملائه.
من جانبها أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو أن تشوركين كان رجلاً فريداً وسيكون من الصعب إيجاد بديل له، بينما اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في حديث لوكالة «تاس» للأنباء أن تشوركين كان شخصاً لا يمكن تعويضه أو لأحد أن يحل مكانه كرمز للسياسة الخارجية الروسية وهو مثل صوت روسيا في مجلس الأمن الدولي والمحافل الدولية.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أول أمس وفاة الدبلوماسي البارز ومندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين وعبرت الوزارة في بيان عن تعازيها لأسرة تشوركين الذي توفي قبل إتمام عامه الخامس والستين.
بدوره عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في بيان له أول أمس عن الحزن والصدمة لنبأ الوفاة المفاجئة لتشوركين، وقال: «عدت إلى نيويورك قبل قليل وتلقيت بالصدمة والحزن نبأ وفاة المندوب الروسي الدائم والدبلوماسي البارز فيتالي تشوركين، وعلى الرغم من أننا لم نعمل معاً إلا قليلاً كنت أقدر عالياً إمكانية العمل معه وأثمن كل التثمين مساهمته في عمل الأمم المتحدة وأنا أقدم التعازي العميقة لعائلته وأقاربه وللحكومة والشعب الروسيين».
كما قدم أعضاء مجلس الأمن الدولي تعازيهم بوفاة تشوركين في بيان جاء فيه: «يقدم أعضاء المجلس تعازيهم العميقة لعائلة المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة وللحكومة والشعب الروسيين»، مضيفاً: إن «أعضاء المجلس يعلنون الحداد على تشوركين الذي أمضى أكثر من أربعين عاماً في السلك الدبلوماسي في روسيا». ووقف الدبلوماسيون في اجتماع بمجلس الأمن دقيقة صمت حداداً على تشوركين.