أوباما يبعث رسالة لإيران… وتوافق بين طهران والدول الست على مراحل الاتفاق النووي
بعث الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤخراً رسالة خاصة إلى القيادة الإيرانية بواسطة رئيس الوزراء العراقي حسب ما ذكرت صحيفة إيرانية أمس عشية المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق نووي، في وقت جرى التوافق بين إيران ودول خمسة زائد واحد على وضع مراحل للاتفاق النهائي حول ملفها النووي.
ونقلت صحيفة «همشهري» عن نائب قوله إن «أحد المسؤولين في دولة مجاورة» نقل رسالة أوباما إلى مسؤولين في طهران.
وأضافت: إن المسألة التي تم بحثها كانت المفاوضات النووية بين إيران والدول العظمى التي تقودها الولايات المتحدة من دون مزيد من التفاصيل عن فحواها.
وقالت الصحيفة إن حامل الرسالة كان رئيس وزراء العراق حيدر العبادي الذي التقى أوباما في الثامن من حزيران على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا.
وزار العبادي طهران في 17 الشهر الجاري حيث التقى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني.
ولم يكن هناك تأكيد رسمي فوري لهذه المعلومات التي نشرت عشية انتهاء مهلة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
ومع اقتراب موعد توقيع الاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني، وإجراء مفاوضات ماراثونية للوصول إلى صيغة مرضية لجميع الأطراف، جرى التوافق بين إيران ودول خمس زائد واحد على وضع مراحل للاتفاق كما يلي: تبني الاتفاق من قبل جميع الأطراف وهذا من المفترض أن يحدث خلال الأيام القادمة في حال الوصول إلى اتفاق.
مرحلة التطبيق العملي للاتفاق سيبدأ بمجرد إقراره داخلياً، عبر الكونغرس الأميركي ومجلس الشورى الإيراني، وقد جرى طرح هذه المرحلة بعد تمرير قانون كروكر في الولايات المتحدة والذي سمح للنواب بمراجعة والتصويت على الاتفاق النووي.
أمّا مدة هذه المرحلة فمرتبطة بالوقت الذي سيأخذه الكونغرس للموافقة على الاتفاق أو عدم الموافقة ومن ثم قرار الرئيس الأميركي استخدام الفيتو لتمريره، ربما يستغرق هذا الأمر نحو 52 يوماً وبمجرد أن يجري حسم الأمر تبدأ المرحلة الثالثة مع إعلان أن موعد تفعيل الاتفاق سيكون في اليوم كذا وكذا وبعدها تستلم إيران الدفة وتبدأ بتطبيق المطلوب منها على أن يكون هناك تزامن ذكي بين الخطوات الإيرانية والخطوات الغربية التي ستبدأ برفع العقوبات المفروضة من مجلس الأمن الدولي على إيران عبر قرار جديد يلغي القرارات السابقة.
وبالنسبة لإيران فإن مسألة الخطوات التقنية مكلفة جداً مالياً وزمنياً، لذا فهي لن تعمد إلى أي خطوة تقنية قبل التأكد من أن الولايات المتحدة تبنّت بشكل رسمي الاتفاق عبر الكونغرس أو من خلال قرار رئاسي.
وإيران تريد أن يكون هناك تزامن ذكي بين الخطوات الإيرانية والغربية تماماً كما حدث في اتفاق جنيف، والتزامن الذكي يكون باللعب على فرق التوقيت بين طهران وأوروبا وواشنطن.
من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس: إنه من المبكر القول ما إذا كانت المفاوضات الصعبة مع إيران للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي ستنجح.
بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه إذا توافرت الإرادة السياسية لدى الطرف الآخر خلال المفاوضات مع مجموعة خمسة زائد واحد فإن الوصول إلى الاتفاق الشامل حول الملف النووي الإيراني السلمي سيكون ممكنا تماما.
وقال ظريف في تصريح له لدى عودته إلى طهران أمس: «إننا واثقون من إرادتنا السياسية ونعلم أن إيران وقائد الثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية وسائر المسؤولين في البلاد يريدون جميعهم اتفاقاً مستديما ومفعما بالعزة»، مبيناً أن عودته إلى طهران من فيينا كانت مقررة من قبل. وقال ظريف: «إن المهم هو المحادثات السياسية التي أجريناها خلال هذين اليومين وصدرت التعليمات اللازمة لزملائنا في الوفد المفاوض للعمل على صياغة نص الاتفاق النووي وهو ما كان مقررا من قبل ليأتي الوزراء بعد ذلك للبحث في القضايا السياسية».
من جهته أقر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بوجود خلافات كبيرة بين القوى الكبرى وطهران في تفسير اتفاق الإطار المتعلق بالنووي الإيراني.
ومع اقتراب الموعد المحدد لإنجاز الاتفاق النووي، تكثفت اللقاءات في فندق «كوبورغ»، كما ارتفعت وتيرة الجدل السياسي في صالاته.
أصغر التفاصيل هنا غاية في الأهمية إلى درجة أن الوزير الإيراني قرر العودة إلى طهران للمشاورات مع قادة بلاده. وتواصلت المفاوضات في غياب ظريف، وعلى الرغم من الصعوبة الواضحة في مسار المحادثات، لا يزال التفاؤل الحذر يخيم على الأجواء.
ويشير بعض الخبراء إلى وجود عوامل أخرى تعيق الوصول إلى الاتفاق، وهي الضغط الاستثنائي، الذي تشعر به الوفود الغربية من قبل «إسرائيل»، وتصريحات وزير الخارجية البريطاني التي تشبه خطاب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تؤكد هذا الموقف.
وكان مسؤول إعلامي في فريق المفاوضين الإيرانيين أعلن في فيينا أول أمس أن المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة خمس زائد واحد ستستمر بعد المهلة المحددة في الثلاثين من حزيران الجاري، نظراً لوجود أعمال كثيرة لم تنجز حتى الآن وأنهم سيواصلون جولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي شامل وجيد، موضحاً في الوقت ذاته أنه لا توجد إرادة لتمديد المفاوضات لمدة أطول.
أ ف ب – الميادين – سانا – روسيا اليوم