الجيش يسترد سوق الجبس من «تحرير الشام» جنوب غرب حلب ويقترب من دير حافر
| حلب- الوطن
حقق الجيش العربي السوري أمس إنجازاً نوعياً باسترداده أرض سوق الجبس ذات الموقع الحيوي في الجهة الجنوبية الغربية من حلب من «هيئة تحرير الشام»، التي شكلتها «جبهة النصرة» من ميليشيات مسلحة في حين مد نفوذه على بلدة في ريف المحافظة الشرقي من قبضة تنظيم داعش الإرهابي مقترباً أكثر من بلدة دير حافر أهم معقل متبق للتنظيم بعد مدينة الباب.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش وبمؤازرة حلفائه سيطر على كامل أرض سوق الجبس إلى الغرب من ضاحية الأسد السكنية إثر اشتباكات عنيفة مع «النصرة» وميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» وغيرها من الميليشيات المندمجة معها في «هيئة تحرير الشام» استخدم خلالها الجيش الوسائط النارية المناسبة.
وقال المصدر: إن سلاح الجو في الجيش شن ضربات مركزة على مواقع ومراكز المجموعات الإرهابية في منطقتي الراشدين 4 و5 وأرض سوق الجبس ومهد نارياً بشكل مكثف قبل أن يقتحم الأخيرة بوحدات من النخبة أرغمت الإرهابيين على الانسحاب نحو الخطوط الخلفية بعد مقتل وجرح العشرات منهم.
وأضاف: إن الجيش واصل تقدمه باتجاه منطقة الراشدين الخامسة غرب سوق الجبس وسيطر على مساحات منها فيما لا تزال الاشتباكات الضارية جارية حتى تحرير الخبر مساء أمس بعد أن استقدم المسلحون تعزيزات إضافية من بلدات خان العسل والمنصورة وخان طومان والزربة والتي استهدفتها غارات الطيران الحربي في طريقها إلى أرض المعركة.
وتحدثت تنسيقيات المسلحين عن وقوع أكثر من 30 قتيلاً في صفوف المسلحين معظمهم من «النصرة» التي تفرض هيمنتها على المنطقة بعد أن طردت مسلحي ميليشيا «جيش الفتح» منها خلال المعارك التي دارت معها الشهر الفائت في أرياف إدلب وفي ريفي حلب الجنوبي والغربي.
وكان الجيش تمكن الأربعاء الماضي في بداية عمليته العسكرية من التقدم باتجاه جسر الرقة الواقع على طريق حلب دمشق على المحور الغربي لضاحية الأسد وسيطر عليه نارياً في مسعاه لتأمين الأحياء الغربية من حلب في وجه الخروقات التي لا يكل المسلحون عن تنفيذها بإطلاق القذائف المتفجرة على المدنيين الآمنين فيها.
وأمس أطلق المسلحون عشرات القذائف والصواريخ المتفجرة على مشروعي 3000 و1070 شقة السكنيين وجمعية تشرين وضاحية الأسد والحمدانية والتي تسببت بجرح أكثر من 10 مدنيين وإلحاق خسائر مادية كبيرة في الأبنية السكنية والمحال التجارية والسيارات.
كما أطلق المسلحون قذائف من الصالات الصناعية على جمعية الزهراء وحي الزهراء شمال غرب حلب لليوم الثاني على التوالي ورد الجيش بقصف مدفعي على مصادر النيران.
وتابع الجيش تقدمه أمس في ريف حلب الشرقي على حساب تنظيم داعش وأحكم سيطرته على بلدة المزبورة شمال بلدة تبارة ماضي محققاً نصراً جديداً على التنظيم الذي راح يفقد مناطق نفوذه الواحدة تلو الأخرى خلال عملية الجيش التي وضعته قاب قوسين من الوصول إلى بلدة دير حافر أهم معقل للتنظيم شرقي حلب.
وفي حال استطاع الجيش، الذي استعاد 30 قرية وبلدة من داعش، السيطرة على دير حافر فيتبقى أمامه بلدة مسكنة كمعقل أخير قبل منطقة الخفسة الواقعة على ضفاف بحيرة الأسد وتعد مصدر المياه الوحيد الذي تغذي محافظة حلب، وهي الهدف القريب للجيش من عمليته العسكرية الراهنة. وتمكن الجيش خلال الأسبوع الفائت من الهيمنة على رسم الكبير (العلكانة) شمال شرق مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي وعلى رسم الحرمل الإمام وتيارة ماضي (المعازة) وأبو جبار والمغارة ورسم الكما (العون) ورسم الكبير بعد أن مد نفوذه في الأسبوع الذي سبقه على بلدات المشرفة وبيجان وتل بيجان أهم معاقل التنظيم في الطريق إلى دير حافر.