تضارب في الأنباء حول مساحة سيطرة «درع الفرات» على الباب … أنقرة ترى تغييراً طفيفاً في الموقف الأميركي من عملية الرقة
| وكالات
تضاربت الأنباء حول المساحة التي انتزعتها القوات التركية والميليشيات المتحالفة معها ضمن عملية «درع الفرات»، على حين اعتبرت أنقرة أن تغييراً طفيفاً طرأ على الموقف الأميركي تجاه عملية الرقة.
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الأزمات التي تواجهها سورية والعراق «تؤثر على العالم كله»، ورأى أن الدول الكبرى «فشلت» في امتحان مواجهة تلك الأزمات، داعياً إياها إلى البحث عن حل متوازن لمشاكل المنطقة. وشدد في كلمة له بحسب موقع «ترك برس» على أن الأزمات في سورية والعراق ستنتهي ولن يظل تأثيرها متواصلاً.
وأشار المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن إلى أن أردوغان قد يلتقي نظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش قمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» في أيار المقبل، مبيناً أن هناك تحضيرات لعقد لقاء آخر قبل ذلك الموعد. وبين أن بلاده بدأت حملة دبلوماسية خلال الأسبوعين الماضيين من أجل وضع خطة بالتعاون مع الجانب الأميركي لتطهير مدينة الرقة من تنظيم داعش، معتبراً أن انتزاع السيطرة على مدينة الباب مهم لطرد مسلحي التنظيم من معقله في الرقة.
وشدد كالن على أن الحديث عن عدم وجود بديل لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في القتال ضد تنظيم داعش «غير صحيح».
في غضون ذلك، أشار وزير الدفاع التركي فكري إيشيق إلى وجود تغير مُلاحظ في موقف إدارة ترامب تجاه عملية تحرير مدينة الرقة، وأضاف في مقابلة تلفزيونية إن «الإدارة الحالية تنصت باهتمام لآراء تركيا، ويساورها قلق وحيد بخصوص تكلفة تأخر العملية». لكن الوزير أشار إلى أن تأخر العملية «لن يسبب أي تكلفة، بل على العكس»، لافتاً إلى أن أنقرة «تعتبر تنفيذها (العملية) في وقتها الصحيح، ومع اللاعبين المناسبين سيمثل نجاحاً كبيراً لاستقرار المنطقة وقوات التحالف». وأكد إيشيق أن أنقرة أبلغت واشنطن منذ البداية أن التحرك مع لاعبين غير مناسبين لن يحقق أي نتائج إيجابية في المنطقة. ورداً على سؤال حول الأولوية الحالية لتركيا في الشمال السوري، قال الوزير التركي: إن «مدينة منبج ليست بديلاً للرقة والعكس صحيح، لكنَ انسحاب عناصر تنظيم (حزب الاتحاد الديمقراطي) «بيدا» منها أمر لا مفر منه، بالنسبة لنا»، لافتاً إلى أن واشنطن تعهدت سابقاً لأنقرة بإخلاء مدينة منبج من كل عناصر «بيدا» و«بي. كا. كا»، مضيفاً: «وهذا ما نعمل حالياً على تنفيذه معاً».
وتابع محذراً: «إذا لم تحقق الولايات المتحدة ذلك، فستنفذ تركيا العملية بالتأكيد، وهذا سيوثر أيضاً على عملية الرقة». وعن آخر تطورات الوضع الميداني في الباب، أقر إيشيق بأن عملية تطهير المدينة من مسلحي داعش «سيتطلب بعض الوقت»، وأضاف: «ربما من الصعب القول إن عملنا في الباب انتهى، ولا تزال عمليات التطهير مستمرة»، وقدر عدد مسلحي داعش الذين لا يزالون في مدينة الباب «بأقل من مئة»، لكنه تابع قوله: «لكنهم خطرون (..) هناك قناصة كامنون وانتحاريون».
مع ذلك أكد أن القوات التركية والميليشيات المتحالفة معها أحكمت حصارها على المدينة وسيطرت على أكثر من خمسين بالمئة، وتمت السيطرة على كل المداخل والمخارج التي يتردد عليها الإرهابيون. لكن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض رامي عبد الرحمن قال: إن القوات التركية والميليشيات المتحالفة معها تمكنوا «من السيطرة على نحو 25 بالمئة من مساحة المدينة»، رافعاً التقدير بشأن أعداد مسلحي داعش الذين يتحصنون في المدنية إلى «700 مسلح».
وفجر مسلحو داعش سيارة مفخخة في القسم الغربي من مدينة الباب، وذلك بالترافق مع اشتباكات عنيفة ومستمرة بين القوات التركية وميليشيات «درع الفرات» والدواعش، وذلك وسط تقدم جديد لمسلحي الدرع حيث تمكنوا من السيطرة على مبنى المحكمة وسكن الضباط الواقعين قرب المناطق التي سيطرت عليها خلال تقدمها في هذه المنطقة، قبل نحو يومين.