سورية

شبه المواجهة مع التنظيم بـ«الحرب الباردة».. ورفض التحالف مع الرئيس الأسد ضده…كاميرون يدق ناقوس الخطر من خططه لاستهداف بريطانيا: داعش «تهديد وجودي» للغرب

اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن بقاء تنظيم داعش في كل من سورية والعراق يشكل «تهديداً وجودياً» للغرب، وقرع ناقوس الخطر من خطط لدى التنظيم المتطرف لتنفيذ هجمات رهيبة في بريطانيا وغيرها، لكنه مع ذلك ظل محافظاً على موقفه الرافض للتحالف مع الرئيس بشار الأسد من أجل مواجهة داعش. وشبه المواجهة مع داعش بـ«الحرب الباردة»، خصوصاً أن «مذهب التنظيم السام» يجتذب عقول الشباب المسلم، وأكد أن التصدي للتنظيم عنوان «كفاح» الجيل الحالي.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، قال كاميرون محذراً: «هناك أناس في سورية والعراق يخططون لتنفيذ هجمات رهيبة في بريطانيا وغيرها، ونحن مهددون طالما بقي هذا التنظيم (داعش) في العراق وسورية».
وبريطانيا عضو في التحالف الدولي الذي شكلته واشنطن أواسط العام الماضي من أجل مواجهة داعش. وانخرطت بريطانيا في التحالف بشقه العراقي وحسب. ومؤخراً أعلنت لندن اشتراكها في البرنامج الأميركي لتدريب المعارضة السورية، وسافر عشرات المدربين البريطانيين إلى المنطقة لهذا الغرض. وأقيمت معسكرات تدريب ضمن هذا البرنامج في كل من السعودية وقطر والأردن وتركيا.
وميز كاميرون بين التطرف والإرهاب، وقال: «ينبغي علينا أن نعي أننا لا نحارب الإرهاب فقط ولكننا نحارب التطرف أيضاً. هناك الكثير من المتطرفين الذين لا يذهبون إلى حد تبرير الإرهاب، لكنهم يشاطرون الإرهابيين الكثير من الأفكار؛ فهم يؤيدون فكرة إقامة دولة الخلافة على سبيل المثال، ويؤمنون باستحالة التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين، ويريدون استعباد النساء»، وأضاف «يجب علينا أن نصر على أن هذه الآراء غير مقبولة في بلدنا».
ورفض الرأي القائل بحكمة التحالف مع النظام في سورية من أجل محاربة داعش، إذ قال إن التحالف مع (الرئيس) الأسد يعتبر توجهاً خاطئاً تماماً. وكرر الخرافات عن كون السياسات التي يتبعها الرئيس الأسد «وكيل تجنيد للتنظيم (داعش)».
كما رفض رئيس الوزراء البريطاني الرأي القائل بوجوب إشراك قوات برية غربية في الحرب ضد التنظيم، وقال: «نحن نشارك في الضربات الجوية، ولكن إستراتيجيتنا مبنية على تأسيس ودعم الحكومات والقوات المحلية في سورية والعراق. سيكون من الأيسر والأسرع أن نستخدم قواتنا البرية، ولكن لهذا المنحى عواقب وخيمة».
وتمنى على هيئة الإذاعة البريطانية الكف عن إطلاق اسم «الدولة الإسلامية» على تنظيم داعش، وقال: «إنه ليس دولة إسلامية بل نظام بربري بشع يشوه الدين الإسلامي». وخاطب المذيع قائلاً: إن «الكثير من مستمعيكم المسلمين يصابون بالاشمئزاز كلما سمعوا هذه العبارة». وحذر من أن «المذهب السام الذي يدعو إلى القتل» الذي يعتنقه تنظيم داعش «يجتذب العديد من العقول الشابة في أوروبا وأميركا والشرق الأوسط وأماكن أخرى»، وأضاف: «سيكون التصدي له عنوان كفاح جيلنا ويجب علينا خوض هذه الحرب بكل ما أوتينا من قوة».
وشبه كاميرون المواجهة مع تنظيم داعش بـ«الحرب الباردة»، وقال: «كالمواجهة التي خضناها مع الشيوعية، هذه معركة بين قيمنا وقيمهم ويجب أن نكون مستعدين لخوضها لوقت طويل». واستشهد بقول للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «بإمكان صاروخ أن يقتل إرهابياً، ولكن لن يتمكن إلا الحكم الجيد من قتل الإرهاب».
وأدلى رئيس الوزراء البريطاني بهذه التصريحات بعد أن قتل إرهابي مسلح ما يصل إلى 30 سائحاً بريطانياً في هجوم بتونس يوم الجمعة الماضي، في هجوم وصفه ساسة بريطانيون بأنه أسوأ هجوم منفرد على رعاياها منذ التفجير الذي استهدف مترو الأنفاق في لندن عام 2005.
ووضعت لندن مؤشر التأهب من خطر الإرهاب الدولي في بريطانيا الآن عند مستوى «شديد» ثاني أعلى مستويات التأهب في بريطانيا والذي يعني أن احتمالات وقوع هجوم «مرجحة بشدة». وتقول الشرطة إنها نفذت واحدة من أكبر عملياتها لمكافحة الإرهاب خلال عقد بعد قتل السائحين في تونس. وكتب كاميرون مقالاً في صحيفة «ديلي تلغراف» قال فيه إنه يريد من السلطات تبني نهج أكثر تشدداً ضد المتطرفين في بريطانيا وبذل مزيد من الجهود للتصدي لما وصفه بأفكارهم غير المقبولة. وكتب «ينبغي ألا نتسامح مع عدم التسامح.. وأن نرفض أي شخص تؤيد أفكاره الخطاب الإسلامي المتطرف».
(رويترز – بي بي سي)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن