سورية

بدعم من أردوغان بعد إخفاق «الفتح»…«عزة حلب» جعجعة بلا طحن

 حلب- الوطن – وكالات : 

لا يزال ما أطلق عليه «جيش عزة حلب»، الذي تشكل مطلع الشهر الجاري، يحصد مزيداً من خيبات الأمل على جبهات المدينة التي حاول تسخينها من دون أي خرق، مدعياً عبر بياناته أنه حقق «انتصارات» عديدة حتى قال فيه معارضون: «إني أسمع جعجعة ولا أرى طحناً».
وبين مصدر معارض مقرب من الفرقة 16، أحد مكونات «عزة حلب»، لـ«الوطن»، أن ظروف تشكيل الجيش والأنباء المتواترة عن قياداته وأهدافه تدل على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وراء فكرة تأسيسه ودعمه بالسلاح والذخيرة.
ولفت المصدر إلى أن الهدف من تأسيس الجيش تعويض الخسارة الكبيرة التي لحقت بـ«غرفة عمليات فتح حلب»، التي عوّل عليها أردوغان وحكام آل سعود وقطر بتكرار سيناريو إدلب في حلب إلى أن نزع الغطاء السياسي والعسكري عنها وحالت ظروف الحكومة التركية دون تنفيذ أجندتها، فكان لا بد من بديل يرفع معنويات المسلحين في حلب.
وأشار المصدر إلى أن «حرب الشائعات» هي الوسيلة الوحيدة التي بيد «نصرة حلب» إثر إخفاقه في سلسلة عمليات عسكرية لم تنجح في تحقيق أي من أهدافها سوى على الخرائط والبيانات المختلقة ووسائل إعلام المعارضة المسلحة والداعمة لها ومواقع التواصل الاجتماعي.
قائد ميداني أكد لـ«الوطن»، أن لا صحة لأي من المزاعم التي روجها ما يسمى «جيش عزة حلب» عن تقدمه في حي الخالدية المتاخم لمنطقة الليرمون وسيطرته على كتلة معامل فيها ولا حتى بمد نفوذه إلى مستودعات معامل الدفاع في طرف الحي.
وأوضح بأن الجيش العربي السوري ما زال يحتفظ بكتلة المعامل والمباني التي سيطر عليها أخيراً في منطقة الليرمون «فكيف قفز المسلحون فوق هذه المعامل ليسيطروا على معامل داخل منطقة سيطرة الجيش شمال حي الخالدية المقابل لها».
وعن هيمنة «نصرة حلب» على مستديرة الليرمون الإستراتيجية، بيّن القائد الميداني أن موقع المستديرة مكشوف ومرصود من محاور عديدة من الجيش «ومجنون من يفكر في التمركز فيه وتعريض نفسه للقنص والقصف، أما ما يدعيه الإرهابيون بالسيطرة عليه فهو نوع من الحرب النفسية واسترضاء للداعمين لكسب الأموال والسلاح منهم على أنهم يحققون انتصارات».
ويدأب «جيش نصرة حلب» على شن هجمات متتالية انطلاقاً من بني زيد باتجاه حي الخالدية ومستديرة شيحان وثكنة المهلب كان آخرها أمس حيث سقط في صفوفه عشرات القتلى والجرحى قبل أن ينسحب مقاتلوه باتجاه خطوطهم الخلفية التي تولى سلاحا المدفعية والطيران دكها.
وتنسب «نصرة حلب» معظم عملياتها العسكرية لـ«فتح حلب» لطرح اسمها باستمرار أمام الرأي العام والداعمين الإقليميين على أنها لا تزال على قيد الحياة، ولذلك أعلنت انضمامها إلى غرفة عملياتها فور تشكيل جيشها الذي تؤلف قوامه الفرق «13 و16 و101» و«جيش المجاهدين» و«لوائي «فرسان الحق» و«مجاهدي الإسلام»، وجميعها تشكيلات محسوبة على حكومة تصريف الأعمال التركية «العدالة والتنمية».
ويطمح «جيش نصرة حلب» كما أعلن صراحة للسيطرة على حي الخالدية الإستراتيجي بشكل كامل نظراً لأهميته بسبب إشرافه على بعض الأحياء الغربية الآمنة الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحة السورية إثر إخفاق عشرات محاولات اقتحام الحي من «الفرقة 16» التي تؤلف عصب ونواة «نصرة حلب» التي شكلها خالد سراج الدين المعروف بخالد حياني الذي لقي مصرعه على يد قناص للجيش ثم تولى شقيقه عبد الخالق مهامه فقتل هو الآخر في عملية للجيش قبل أسبوعين. بدوره، قال مصدر عسكري بحسب وكالة «سانا»: إن «وحدة من الجيش نفذت عمليات دقيقة على بؤر «جبهة النصرة» والتنظيمات التكفيرية في أحياء جب القبة وبعيدين والفردوس والمرجة والكاستيللو».
وأكد المصدر أن «العمليات حققت أهدافها المحددة بدقة وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين المرتبطين بنظام أردوغان وتدمير أسلحتهم وذخيرتهم».
وفي الريف الشمالي حيث يتسلل المرتزقة عبر الحدود التركية أشار المصدر العسكري إلى «سقوط قتلى ومصابين بين أفراد التنظيمات الإرهابية المنضوية تحت زعامة «جبهة النصرة» وتدمير آليات بعضها مزود برشاشات متنوعة خلال عمليات للجيش على تحركاتهم على طريق المسلمية».
ولفت المصدر إلى أن وحدة من الجيش وجهت ضربات مركزة لأوكار التنظيمات الإرهابية «قضت خلالها على العديد منهم غرب مطار النيرب وفي قرية الحاجب» بالريف الجنوبي الشرقي.
وكانت وحدات من الجيش أوقعت أمس الأول قتلى ومصابين في صفوف التنظيمات الإرهابية في منطقة العويجة ومدينة إعزاز وقرية الطامورة وتلة الشوايا وبلدة فافين وغرب مطار النيرب ومحيط الكلية الجوية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن