البدء بالتحضير لمسرحيّة «الله ليس في المعبد» … مروة قرعوني لـ«الوطن»: العرض على مسرح القباني كان حلماً وهدفاً لي
| عامر فؤاد عامر
فنانة شابة من لبنان، طموحها الفنّي أن تقدّم بصمة مختلفة، وأن تترك صورتها الخاصّة في هذا الميدان. لديها مجموعة من التجارب بين السينما والمسرح، أبرزها عرض المونودراما «تفل قهوة» الذي غامرت به وقدّمته على مسرح القباني في دمشق، وهو من إخراج «هشام زين الدّين»، وتأليف «هيثم طفيلي»، وبعد أن لاقى استحساناً من الجمهور في سورية، تعمل الفنانة «مروة قرعوني» على التحضير للعمل المسرحي الجديد «الله ليس في المعبد» الذي تصرّح عنه لأوّل مرّة في حوارها مع «الوطن» إضافة لحديثها عن طموحها والبداية، والعمل في لبنان، وعن الدراما السوريّة.
كيف كانت بداياتك في الدخول للوسط الفني؟ ومن الشخص الذي آمن بقدراتك الفنيّة وشجّعك؟
منذ كنت صغيرة أحببت مهنتي الإخراج والتمثيل، ولم أفصل مرّة بين مروة الممثلة ومروة المخرجة، ودائماً لدي حلم بأن أخلق بصمة في الوسط الفنّي، خاصّة في مجالي المسرح والسينما، وأنا أعي أن هذه المسألة لن تكون سهلة ولن تأتي إلا بعد مرور وقتٍ طويل، لكنني أجرب وأعمل وأجتهد على ذلك، وما زلت في بداية الطريق.
الفضل الأكبر في تشجيعي للدخول إلى هذا المجال هم أهلي، فهم الداعمون لي معنوياً وماديّاً، سواء في تحقيق هدفي، أم في إنتاج الأفلام القصيرة التي مثّلت فيها، وفي مسرحيّة «تفل قهوة» وقف أهلي معي وساندوني، وما زالوا كذلك في كلّ خطوة أقوم بها.
هل تعتقدين أن فرصة العمل في الوسط الفنّي متوافرة كما يجب في لبنان؟ وهل تبحثين عن هذه الفرص في بلد آخر؟
فرص العمل في لبنان غير متوافرة كما يجب لجيل الشباب، وهناك غياب للشركات المُنتجة التي تؤمن بالشباب الجديد، أو حتى الخريجين الجدد، فلا تتاح لهم الفرص ليبينوا القدرات والعطاءات التي يمتلكونها، ولا ضوء يُسلط عليهم، وهذا ما أعانيه اليوم، فأنا من الشباب الذين يحاولون العمل والاستمرار ولو كانت الخطوات بسيطة. وأنا أحبّ أن تكون فرصي في بلدي أولاً، ثم فيما بعد يكون لي الانطلاق في بلدان أخرى.
تابعك جمهور المسرح في سورية من خلال مونودراما «تفل قهوة» على مسرح القباني. حدّثينا عن التجربة وماذا قدّمت لك؟ وهل وجدت الجمهور في سورية مقتنعاً بأدائك المسرحي؟
سبق أن صرحت للصحافة السوريّة في الشام، بأن العرض على مسرح القباني كان حلماً بالنسبة لي، بما أنه كان أول عمل مسرحي لي أقدمه، كمونودراما، فكان هذا الأمر حلماً وهدفاً في الوقت نفسه، وسعيت للأمر فعلاً وكان ذلك، وكنت سعيدة جداً بالتجربة، وكانت جميلة، وفوجئت بالجمهور في سورية، ولم أفاجأ بمقدار حبّه للمسرح، ولكن فوجئت برغبته في حضور العرض، على الرغم من أنه لا يعرفني من قبل، وهذا منحني طابعاً عنه بأنه جمهور يحبّ التعرف على الشباب الجدد، وما يقدّمونه، وكنت بقمة سعادتي، وهذا ما جعلني أقدّم العرض بكامل طاقتي، وهذا ما دعمني على المسرح، فقد قدّمت 5 عروض وخلالها كان المسرح ممتلئاً بالحضور، وهذا جعلني مرتاحة. كما أن الصحافة كتبت عن العرض باهتمام، وكان هناك انتقادات بين إيجابيّة وسلبيّة، وهذا أفرحني أيضاً، ومن الطبيعي أن يكون هناك ملاحظات على العرض وقد استفدت منها كثيراً، وقد كنت أنتبه حتى لملاحظات الجمهور الذي تابعني، وأعتقد أن عرض «تفل قهوة» على مسرح القباني كان أهم مرحلة في حياتي، فهو حلم وتحقق.
ما الذي تسعين لتقدميه اليوم في المسرح؟ وما مشاريعك في هذا المجال؟
أحضر لمسرحيّة جديدة اليوم، وهمّي هو للمسرح، ولا أعتقد أنني سأوقف علاقتي مع المسرح، فهو جزء من حياتي، والمسرحية الثانية ستحمل نقاطاً مختلفة عن المسرحية السابقة، وأعمل على تطوير نفسي فيها. واسم هذه المسرحية «الله ليس في المعبد»، وانطلاقة هذه المسرحية جاءت من جملة في رواية المؤلف «هيثم طفيلي» التي تقول «الطريق إلى اللـه ليست واحدة»، ولأن هذه الجملة متطابقة معي، وكأني أنجبتها بنفسي وقلمي، وافقت فوراً على التحضير لهذا العمل. والعمل سيخرجه «خوشناف ظاظا»، وهو مبني على فكرة سيطرة بعض رجال الدين على فكرة الله، واستخدامها لتحريكنا قطيعاً من حولهم، بما في ذلك من إسقاطات على السياسة والمجتمع.
هل تعتقدين أن الدّراما السوريّة حملت حالة من العمل والاجتهاد للدّراما اللبنانيّة، فأفادتها جيداً خلال سنوات الحرب على سورية؟
التعاون السوري اللبناني أغنى كثيراً الدّراما اللبنانيّة، بل منحها دفعاً للأمام، وهذا التعاون منح اتساعاً للمواضيع المطروحة فيها، وبيّن هموماً مشتركة بين البلدين، وهذا منح تجدداً للدراما بكل تأكيد في لبنان، وأتمنى أن يكون هذا مفيداً في المستقبل أيضاً.
ما جديدك في المشاركات الدرامية التلفزيونيّة؟
لا مشاركات لدي في الدّراما إلى اليوم، ولم أنل فرصتي فيها بعد، ويعني لي كثيراً أن يكون هناك نصّ درامي حقيقي، إضافة للإخراج القوي، وسيحتاج ذلك إلى قرار وتمهّل مني، فأنا مرتبطة بالمسرح أكثر، ويبدو أن هذا الموضوع بات يأخذني بعيداً عن التلفزيون، ولاسيما حضور النصوص التلفزيونيّة الضعيفة، كما أن كاميرا التلفزيون تجتزأ من إحساس الممثل. وأحضر فقط لفيلم وثائقي سأعلن عنه في فترة لاحقة.