أردوغان «يشاغب» على جهود الدبلوماسية في موسكو بالكلام عن احتمال التدخل العسكري في سورية

يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساعيه للخروج من المأزق السياسي الذي وضعته فيه نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حتى لو كلفه الأمر توريط بلاده والمنطقة بحرب لا تستطيع الدولة التركية تحمل تبعاتها أو توقع نتائجها وهو ما تقول معلومات إن قيادات الجيش التركي تحاول إفهامه لأردوغان.
ولكن في المقابل يرى محللون أن تلويح أردوغان والحديث مؤخراً عن أنه يسعى للحصول على «مباركة» كيان الاحتلال الإسرائيلي لمغامرة عسكرية تركية في شمال سورية بذريعة إقامة «المنطقة العازلة»، لا تعدو كونها مجرد «مشاغبة» لما يدور في أروقة الدبلوماسية في موسكو التي زارها نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، خاصةً إذا ما صحت التسريبات عن أن موسكو تسعى للتقريب بين دمشق والرياض..!. وقد كشف المدون التركي الشهير الذي يستخدم اسم فؤاد عوني لنشر فضائح نظام رجب طيب أردوغان وحكومته، أن هذا النظام يسعى حالياً إلى استعادة الحوار مع الكيان الإسرائيلي من أجل دعم تدخل عسكري تركي في سورية.
ونقلت صحيفة «سوزجو» عن المدون قوله في تغريدات نشرها على حسابه في تويتر: «إن أردوغان وأعوانه ولاسيما فريدون سينيرلي أوغلو مستشار وزارة الخارجية وهكان فيدان مستشار جهاز المخابرات التركي، يعملون من أجل قيام الجيش التركي بالتدخل عسكرياً في سورية»، موضحاً أن سينيرلي أوغلو هو «أكثر الشخصيات الظلامية في أنقرة ويحظى بدعم أردوغان وله علاقات وثيقة بإسرائيل حيث بقي هو الشخص الوحيد الذي يجري اتصالات معها حول تعزيز العلاقات التجارية بينها وبين تركيا».
وأكد المدون التركي أن سينيرلي أوغلو ساهم في استعادة العلاقات بين تركيا وإسرائيل بالتعاون مع دوري غولد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية بهدف تحسين صورة أردوغان أمام الغرب، لافتاً إلى أن «رغبة أردوغان الوحيدة هي الحصول على دعم إسرائيل في موضوع التدخل العسكري التركي في سورية وهذا ما يعمل سينيرلي أوغلو على تحقيقه».
وكشف أن التقرير الذي قدمه سينيرلي أوغلو لأردوغان يفيد بأن «إسرائيل لن تعارض التدخل العسكري التركي في سورية، ولكنها تعتقد أن تركيا يمكن أن تخوض حرباً مدمرة في سورية، ولكنها لا تستطيع أن تتحمل تكاليف الحرب مع مرور الوقت».
وأشار المدون التركي إلى أن «القوات المسلحة التركية تبذل جهداً كبيراً من أجل الوقوف أمام كارثة كبيرة محتملة في تركيا، حيث يخطط أردوغان لنشر فوضى عارمة في البلاد على يد رجال هكان فيدان مستشار جهاز المخابرات من أجل تعبئة الرأي العام والضغط على القوات المسلحة التركية عبره، وسيحاول إقناع الرأي العام بضرورة التدخل العسكري في سورية من أجل حماية الأمن القومي التركي عن طريق خطة نشر الفوضى».
يذكر أن العديد من وسائل الإعلام نشرت تقارير عن خطط لنظام أردوغان لتدخل عسكري في سورية بحجة حماية الأمن القومي التركي وذلك بعد سنوات من التورط في دعم وتمويل وتسليح التنظيمات والمجموعات الإرهابية فيها وفشل هذه التنظيمات والمجموعات في تحقيق ما يسعى إليه نظام أردوغان.
بدورها ذكرت وسائل إعلام تركية أن سجالاً نشب بين أركان نظام أردوغان وقيادة الجيش التركي على خلفية مطالبته بتدخل عسكري في سورية وإقامة ما سمته «حزاماً أمنياً داخل الأراضي السورية» وذلك في خطوة هدفها تعطيل تشكيل أي حكومة ائتلافية ستعني بالضرورة نهاية أردوغان السياسية.
يذكر أن الصحف التركية المعارضة جمهورييت ويورت وايفرنسال وبيركون وايدينليك وبوستا أكدت أن نظام أردوغان يستغل الوضع لتنفيذ برامجه الخاصة ومنها منع تشكيل الحكومة الائتلافية في تركيا والإعلان لاحقاً عن انتخابات مبكرة بعد تحقيق أهدافه في سورية.
سانا