سورية

جميل: البرنامج الذي يجب أن نتفق عليه هو القرار 2254 … «المعارضات» بحاجة إلى «جنيف» خاص لتوحيدها…!

| وكالات- الوطن

باءت محاولات معارضات سورية في تشكيل وفد موحد بالفشل في الجولة الرابعة من محادثات جنيف التي انطلقت منذ ثلاثة أيام من دون أن تحقق أي خرق في التسوية السياسية للأزمة السورية، إذ ما زال تباين المواقف بين تلك المعارضات يحول دون توحيدها في وفد مشترك. وسخر مراقبون من هذا الوضع وتساءلوا: هل ينبغي عقد جنيف خاص بالمعارضات السورية قبل محاورة الحكومة…؟
وفي تصريحات صحفية أدلى بها بعد المحادثات، التي أجريت مساء الجمعة في فندق «كراون بلازا» بجنيف، الذي تحول إلى مقر للمعارضات السورية، أعلن رئيس وفد «منصة القاهرة» إلى محادثات «جنيف4»، جهاد مقدسي، أن المحادثات، التي أجرتها مجموعته مع «منصة الرياض» حول تشكيل وفد واحد لم تسفر عن أي اتفاق.
وقال بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن هذا الاجتماع بين الوفدين كان تنسيقياً، ولم يتم التوصل خلاله إلى الاتفاق على التوحد.
وأوضح مصدر مقرب من هذه المحادثات أن المشاركين فيها بحثوا «تشكيل وفد فني واحد»، مضيفاً إن الاجتماع تطرق إلى احتمال انضمام جميع أعضاء وفد منصة القاهرة، الذي يضم 3 أعضاء ومستشارين، إلى وفد الهيئة، المكون من 21 معارضاً.
وكانت «منصة الرياض» قد اقترحت لكل من منصتي «القاهرة» و«موسكو» مقعداً واحدا فقط في تشكيلة الوفد المعارض، لكن المجموعتين المذكورتين رفضتا هذه المبادرة متهمة «منصة الرياض» بتعطيل عملية تسوية الأزمة السورية. وانتهى الأمر بتوجيه المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا دعوات منفصلة عن الدعوة التي وجهها إلى «منصة الرياض» إلى كل من منصتي «موسكو» و«القاهرة» للمشاركة في جولة «جنيف 4».
وفي وقت سابق كان مقدسي أعلن استعداد أعضاء منصته لتشكيل وفد فني واحد مع «منصة الرياض»، وفق ما نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عنه.
وقال: إن «منصة القاهرة مستعدة لتشكيل مثل هذا الوفد، شرط أن يكون واحداً وليس موحدا، ومن دون الاندماج في ظل أيديولوجيا موحدة، ومن دون تشكيل مجموعة سياسية موحدة».
وأضاف: إن عمل وفد كهذا يجب أن يستند إلى قرارات جنيف-1 وقرار الأمم المتحدة رقم 2254 وليس إلى مبادئ الفكر السياسي لمجموعة ما.
وشدد على ضرورة إشراك ممثلين عن الأكراد السوريين في «جنيف4» قائلاً: «نصر على مشاركة الأكراد، وتركنا مكاناً لهم خلال الجولات السابقة من المفاوضات، غير أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا لم يوجه دعوة إليهم». من جانبه أوضح رئيس «منصة موسكو» قدري جميل في لقاء مع قناة «الميادين»، مساء الجمعة أن دي مستورا، لم يجتمع مع وفد المنصة بعد، وأن الاجتماع سيجري الأحد وكذلك الأمر مع منصة القاهرة التي ستجتمع مع دي ميستورا في اليوم ذاته.
وأشار إلى أن وفدي الجمهورية العربية السورية والرياض استلما أوراقاً من دي ميستورا خلال الاجتماع معه، وحسبما فهمت فإنها تتناول القضايا الإجرائية الشكلية حول إدارة المباحثات، ومن ضمنها جدول الأعمال.
وقال: «هناك مناخ عام يجري باتجاه ضرورة تشكيل وفد واحد للمعارضة، ولا أقول موحد. وهذا الشرط ضروري للبدء بمفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية، والمفاوضات المباشرة بدورها أمر ضروري جداً من أجل بدء تنفيذ بنود القرار الدولي 2254. دون وفد واحد للمعارضة السورية هناك شبه استحالة للبدء بمفاوضات مباشرة، وشبه استحالة باتجاه تطبيق بنود القرار 2254».
وعن التفاهم مع منصة الرياض، أشار رئيس منصة موسكو إلى أن «التفاهم لا يأتي من خلال الأحاديث المباشرة معهم، وإنما هو محصلة موضوعية لجملة الظروف المحيطة بالأزمة السورية، الإقليمية والدولية، وتعرفون جميعكم أنها تتغير وستتغير. وهي تؤثر بشكل إيجابي على هذا التفاهم، الذي لا نقول إنه قريب المنال، أي غداً أو بعد غد، لكنه ليس مستحيلاً. و«إذا أردت أن تكون واقعياً فعليك أن تطلب المستحيل»، كما قال تشي غيفارا الذي نحبه جميعاً.
وأكد جميل أهمية محادثات مباشرة لأنها هي «الباب والمفتاح من أجل حل الأزمة السورية، ولذلك، فهي معقدة وصعبة ويجري وضع عقبات كبيرة أمامها، لكننا مصممون على تجاوزها، وسنتجاوزها».
وفي رده على سؤال فيما إذا كانت السعودية ستقدم تنازلات من أجل دفع الحل السياسي، لفت جميل: «كما نرى، جميع المعرقلين يتراجعون اليوم. الولايات المتحدة تتراجع، وتركيا تغير مواقفها، لماذا لن تقوم السعودية بالتغيير والتراجع؟ القصة ليست متعلقة لا بطيبة القلب، ولا بالإرادة، بل هي متعلقة بموازين القوى».
ولدى سؤاله عن أهمية كلام وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في عرقلة المحادثات، شدد جميل: «كلام الجبير تاريخياً هو للاستهلاك الإعلامي، وأنا لا أقف عنده ولا أبني تحليلاتي على أساسه. إذا أراد المرء أن يكون سياسياً جدياً، فلن يبني تحليلاته على أساس كلام الجبير. أعتقد أن الجميع يعرف ما كان يقوله الجبير، وما كان ينتج عن كلامه لاحقاً. لذلك، لنكن جديين في هذا الموضوع، هناك توازنات جديدة تنشأ بغض النظر عما قال أو عما سيقوله الجبير، يجب أن ندرس هذه التوازنات بشكل صحيح وعميق، ونرى كيف تأثيرها على الأرض، ونستفيد منها في صنع القرار الوطني السوري الذي يجب أن يستعيد السيادة السورية كاملةً».
وفيما إذا كان القرار 2254 هو المرجعية للمحادثات، لفت جميل: «كل طرف منا لديه مرجعياته التي هي أكبر وأوسع بكثير من 2254، وهي تنقسم بين اليمين واليسار. ولكن البرنامج المشترك للمعارضة الذي يجب أن تتفق عليه هو 2254، ومن المستحيل أن يجري الاتفاق خارج هذا الاتفاق».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن