الجعفري طالب دي ميتسورا ومنصات جنيف ببيانات إدانة لتفجيرات حمص: من يرفض فسنعتبره شريكاً في الإرهاب
طالب رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى محادثات «جنيف 4» المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا وكل منصات المعارضات المشاركة في هذه الجولة من المحادثات بإصدار بيانات واضحة لا لبس فيها تدين التفجيرات الإرهابية التي نفذتها جبهة النصرة الإرهابية في حمص، مشدداً على أن أي طرف يرفض إدانة ما جرى «فسنعتبره شريكاً في الإرهاب».
جاء كلام الجعفري في مؤتمر صحفي عقده بعد جلسة محادثات عقدها وفد الجمهورية العربية السوري مع دي ميستورا استمرت لأكثر من ساعتين في ثالث أيام الجولة الرابعة من محادثات جنيف.
وقال الجعفري: «تركز اللقاء حول نقطة واحدة فقط وهي وضع مكافحة الإرهاب كأولوية، وطلبنا من دي ميتسورا إصدار بيان يدين التفجيرات الإرهابية التي قامت بها اليوم (السبت) جبهة النصرة وشركائها في حمص، وطلبنا منه أن ينقل أيضاً مطلب إصدار بيانات واضحة لا لبس فيها من كل المنصات المشاركة في جنيف، وأي طرف يرفض إدانة ما جرى في حمص فسنعتبره شريكاً في الإرهاب».
وبعد أن شدد الجعفري على أن ما حصل «لن يمر مرور الكرام»، اعتبر أن ما حصل في حمص هو «رسالة إرهابية إلى محادثات جنيف، وللأمم المتحدة والمجتمع الدولي ولكل المشاركين في محادثات جنيف وألقى بظلاله على جنيف».
وشدد الجعفري على أن ما حصل في حمص «ليس عملاً إرهابياً عسكرياً إنما عملاً إرهابياً سياسياً وهذا السبب الذي يحدونا لوضع مكافحة الإرهاب كأولوية في جنيف فدماء السوريين غالية ومن يسفك دماء السوريين فسيدفع الثمن غالياً».
ولفت الجعفري إلى أننا «أوضحنا بشكل لا لبس فيه أننا جاهزون لمواصلة المباحثات حتى الصباح على أساس أن تصدر كل المصنات ودي ميستورا بيانات إدانة اليوم»، لكنه أدرف قائلاً: إن «إصدار بيانات لن يعيد الضحايا إلى الحياة ولكن الإدانة ستشكل امتحاناً للمنصات المشاركة في جنيف بصفة «معارضة معتدلة» لنعرف إن كانت هذه المنصات مع الإرهاب أم ضد الإرهاب».
وبعد أن قال الجعفري: «نبحث عن أرضية مشتركة تفح الباب أمام مناقشة مواضيع أخرى»، تساءل: كيف نفتح الحديث مع أي أحد من دون أن يكون مديناً للإرهاب؟. وأضاف: «قلنا إن هدف النصرة نسف محادثات جنيف ونحن لن نقع في هذا الفخ ولهذا نحرص على أن يكون لدينا شركاء ينبذون الإرهاب كالشعب السوري».
وشدد الجعفري على أنه «لا يكفي فقط التعامل مع إرهاب النصرة أو داعش أو كل التنظيمات المرتبطة بهم، فمكافحة الإرهاب تمر عبر التوجه أولاً إلى رعاة الإرهاب بدلاً من دعوتهم إلى الجلوس في الصف الأول».
ورداً على سؤال حول الاتهامات التي وجهتها قوى معارضة للدولة السورية بارتكاب التفجيرات في حمص، قال الجعفري: «هؤلاء ليسوا معارضة. هؤلاء إرهابيون وشركاء بالإرهاب».
وبعد أن وصف الجعفري منصات المعارضات بأنها «منقسمة على نفسها شاقولياً وأفقياً أكد أن «ما يهمنا هو أن نرى وفد معارضة واحداً وطنياً حقيقياً يدين الإرهاب ولا يبرره ولا يعمل وفق أجندة خارجية ويشكل شريكا في المحادثات».
ورداً على سؤال إن كان يعتقد بأن هناك تحريكاً من دول إقليمية للنصرة للقيام بتفجيرات حمص قال الجعفري: «أعتقد ذلك والدليل تصريحات (وزير الخارجية السعودي عادل) الجبير.. والأترك حول أن الحل يجب أن يكون عسكرياً وإقامة مناطق آمنة فهذا النوع من التصريحات يدل على أن هناك حكومات ضالعة بدفع النصرة للقيام بالتفجيرات لنسف جنيف».
ورداً على سؤال إن تم خلال الاجتماع مناقشة الورقة التي قدمها دي ميستورا إلى وفدي الجمهورية العربية السورية و«منصة الرياض»، قال الجعفري: «الورقة لم نصل إليها بعد لأننا ما زلنا نتحدث في أولوية مكافحة الإرهاب».
ورداً على سؤال قال الجعفري «ما حصل في حمص رسالة من رعاة الإرهاب إلى جنيف والرسالة مفادها أن رعاة الإرهاب لا يريدون نجاح العملية السياسية في جنيف ورسالة موجهة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل الدولة الراغبة في نجاح المسار السياسي في جنيف». وأضاف: «الرسالة مفادها أن الإرهاب أقوى من السياسة وأن رعاة الإرهاب يعملون بلا كلل ولا ملل لإنجاح الإرهاب بدل إنجاح وقف سفك الدماء».
وشدد الجعفري على أن «مكافحة الإرهاب لا تحل في اجتماعات أستانا فقط وإنما يجب أن تكون أولوية على جدول مجلس الأمن والتعامل مها بجدية في أستانا ونيويورك وجنيف، إذا كنا نؤمن بأنه يجب ألا يستخدم الإرهاب كسلاح ضاغط على السياسة لأن رعاة الإرهاب إذا سمحوا للإرهاب أن ينتصر فهذا يعني الانتصار على القانون في العالم كله وستعم الفوضى في العام قاطبة ولن يكون بمقدورنا العودة إلى أستانا ولا إلى جنيف».
وفي تعليقه على سيطرة تركيا والميليشيات المتحالفة معها على مدينة الباب في ريف حلب قال الجعفري «داعش بالأساس ليس وسيطاً إرهابياً ولكن عقاري وتجاري يعمل لصالح رعاة الإرهاب ومن بينهم تركيا».
وأوضح الجعفري أن المبعوث الأممي حدد موعد اللقاء المقبل يوم الثلاثاء المقبل.