شؤون محلية

المئات من عائلات أطباء وموظفي الصحة من دير الزور من دون رواتب .. الصحة: محافظ دير الزور هو السبب في تأخر دفع رواتب الموظفين

| محمود الصالح

أكثر من ثمانية أشهر وأطباء وموظفو صحة دير الزور ممن حددوا مراكز عملهم في مديريتي صحة دمشق وريفها لم يقبضوا رواتبهم، على الرغم من غلاء المعيشة والأعباء التي يحملها المهجرون ممن نهبت العصابات الإرهابية منازلهم وشردتهم. عدد كبير من الأطباء والعاملين في مديرية صحة دير الزور مما استطاعوا أن ينجوا بأرواحهم اتبعوا الطرق القانونية في التزامهم بوظائفهم من خلال التوجه إلى المراكز الصحية القريبة من مناطق إقامتهم التي استطاعوا الوصول إليها في دمشق وريفها ووضعوا أنفسهم تحت تصرف هذه الدوائر الصحية وفق الأصول القانونية. شهر تلو الآخر تتراكم معاناتهم كرواتبهم الموقوفة دون أي بارقة أمل في إيجاد حل لهذه القضية التي يبدو أن «عباقرة» وزارة الصحة لم يستطيعوا حل طلاسمها منذ عدة أشهر. البعض من أصحاب المعاناة تواصلوا معنا في «الوطن» لشرح مشكلتهم بعد أن أعيتهم كل الوسائل في إنهاء معاناتهم من حرمانهم أبسط حقوقهم الإنسانية والوظيفية في الحصول على رواتبهم.
حاولنا التواصل مع وزارة الصحة عبر الأقنية الرسمية وعلى الرغم من التعاون من المكتب الإعلامي في الوزارة إلا أن بيان الأسباب لعدم صرف الرواتب وأعداد الموقوف رواتبهم لم يصل إلينا إلا بعد رحلة ماراثونية طويلة في الشؤون الإدارية والموارد البشرية في وزارة الصحة. كل يوم نتواصل مع الزملاء في المكتب الصحفي الذين يشاركوننا المعاناة نفسها. يأتي الجواب: إن مديرية الشؤون الإدارية تحيل الموضوع على المالية والمالية إلى الموارد البشرية ثم إلى معاون الوزير الذي بقي الكتاب عنده أكثر من أسبوعين دون توقيع. هذا الحال يضعنا أمام واقع مرير يفرض أسئلة كثيرة هي إذا كان بيان السبب لعدم صرف الرواتب يحتاج إلى أشهر فكم ستحتاج عملية صرفها؟ وهل ينتظر الأطفال الجياع كل هذه «المزاجية» في التعاطي مع أحوال الناس؟ وإذا كانت هذه هي أحوال موظفي الصحة فما حال المرضى الذين يحتاجون إلى قرارات مهمة لمداواتهم بشكل عاجل؟ لا أحد ينكر الدور الكبير والمتميز لقطاع الصحة في هذه الأزمة في تقديمه خدمات ثمينة جداً. لكن لا يجوز أن نتغافل عن هذه السلبية التي يتعاطى معها بعض الإدارات مع حاجات الناس. مديرية الموارد البشرية أجابت بعد كل هذه المتابعة بكلام لا يغني ولا يسمن من جوع ولا يروي ظمأ المئات من العائلات في الحصول على جواب يحدد موعد صرف الرواتب، وكذلك يرمي الكرة في ملعب محافظ دير الزور أنه هو السبب في تأخر صرف رواتب أبناء دير الزور. ونضع إجابة الموارد البشرية برسم الرأي العام ليحكم على أداء البعض من مفاصلنا الإدارية حيث جاء فيه: إن صرف الرواتب يحتاج إلى أمر إداري من وزير الصحة بعد موافقة محافظ دير الزور عملاً بقرار رئاسة مجلس الوزراء رقم 5/م لعام 2016 وكذلك يحتاج إلى توفر الكتلة المالية اللازمة في المديرية التي وضع العامل نفسه تحت تصرفها وبيان مالي موقع ومصدق من محاسب الإدارة في مديرية صحة دير الزور. ويتابع الكتاب: إن معالجة أوضاع العاملين الذين انقطعوا عن عملهم نتيجة خروجهم من المحافظات التي كانوا يعملون فيها ولم يستطيعوا العودة إليها بسبب الظروف القاهرة «تقوم الجهة التي وضع العامل نفسه تحت تصرفها بصرف رواتبه وأجوره بعد اخذ موافقة جهة عمله الأصلية» وإن أهم الأسباب التي أدت إلى تأخر صرف الرواتب هو التأخر الذي حصل مؤخراً في ورود موافقة محافظ دير الزور، إضافة إلى ورود نسخة أصلية عن البيانات المالية للعاملين المستحقين لرواتبهم وتعويضاتهم من الدائرة المالية في مديرية صحة دير الزور. انتهت الإجابة. هذا الكلام برسم كل الجهات المعنية أولها وزير الصحة وثانيها محافظ دير الزور وثالثها الاتحاد العام للعمال. لكن الأكيد أن أطفال مئات العائلات لم يعودوا قادرين على الصبر أكثر من ذلك من دون الحصول على معاشهم الشهري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن