ثقافة وفن

لا أفكر بالشهرة.. وأتمنى ألا أقع في فخ التنميط … روبين عيسى لـ«الوطن»: المسرح فضاء واسع علينا أن نبقى على تواصل مع أفقه

| وائل العدس

تعتبر نفسها شغوفة بخشبة المسرح وتتمنى أن يتطور الوضع المادي فيه كيلا يضطر الفنانون لهجره والتوجه إلى الدراما طمعاً بلقمة العيش.
تشارك هذا العام بأربعة أعمال حتى الآن، والعدد مرشح للزيادة في حال سمح لها الوقت بتأدية المزيد من الأدوار.
خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وفور تخرجها خاضت تجربة «المونودراما» من خلال مسرحية «ليلي داخلي» لسامر محمد إسماعيل وتم عرضها في دمشق واللاذقية وتونس والشارقة، ومسرحية «نديمة» للمخرج علي صطوف.
برصيدها عدد من المسلسلات المهمة، مثل «باب الحارة»، و«حرائر»، و«امرأة من رماد»، و«أيام لا تنسى»، و«بقعة ضوء»، و«نبتدي منين الحكاية»، و«حدث في دمشق»، و«صرخة روح»، و«الخطايا».
الفنانة الشابة رويين عيسى حلت ضيفة على صحيفة «الوطن» من خلال الأسطر التالية:

بداية، حدثينا عن مشاركاتك للموسم الرمضاني الجديد؟
أشارك في مسلسل «سايكو» مع المخرج كنان صيدناوي بشخصية «صباح» وهي شقيقة «صبحي» خطيب «سايكو» إحدى الشخصيات الخمس التي تلعبها النجمة أمل عرفة. تربطها علاقة عاطفية مع «نايف» الذي يعمل لدى شقيقها وتخوض معهما تفاصيل لطيفة بأسلوب كوميدي.
«صباح» هي فتاة بسيطة ولطيفة وطيبة، تمتلك بعض البلاهة، وموجودة مع أغلب شخصيات العمل أثناء عملية البحث عن القرص «CD».
كما شارفت على الانتهاء من تصوير مشاهدي في مسلسل «هواجس عابرة» مع المخرج مهند قطيش وأؤدي شخصية «ناهد» وهي امرأة سطحية تحب المظاهر، ونموذج من النساء اللواتي يغرن على أزواجهن نتيجة إحساسهن بالنقص، وهاجسهن بالحياة مراقبتهم.
كما أتابع تصوير مشاهدي في مسلسل «مذكرات عشيقة سابقة» مع المخرج هشام شربتجي وأقدم شخصية «وفاء» وهي امرأة تخوض مرحلة صعبة في الحياة تضعها ظروفها السيئة بمكان ما خارج البلد برفقة زوجها، فتتعرض لمشكلة معه تقودها لمكان لا يشبهها لتعيش صراعاً بين رغباتها وظروفها، تحاول الانتفاضة على واقعها لكن من دون جدوى فهي «لا حول ولا قوة».
وأخيراً، فإني أستمر بتأدية شخصية «دلال» في الجزء التاسع من «باب الحارة» مع المخرج ناجي طعمي، وتطورات كثيرة ستطرأ على الشخصية هذا الموسم ورأيناها في الجزء الماضي كيف كشفت عن وجهها وشاركت في مظاهرات ضد الاحتلال الفرنسي، أما في الجزء التاسع ستذهب باتجاه المرأة العاملة.
بالعودة إلى العام الماضي، ألم تشعري بالمخاطرة عندما قدّمت دوراً يكبرك سناً في مسلسل «أيام لا تنسى»؟
الفن يحتاج إلى المخاطرة والجرأة في كثير من الأحيان، لم يكن هذا الدور خطراً بقدر ما كان مسؤولية كبيرة على عاتقي، لكني في النهاية سعدت بالنتيجة، وشعرت أنني قدمت المطلوب مني على أكمل وجه.
إذاً، لم تكوني نادمة على المشاركة بالعمل؟
أبداً، لأن الأستاذ أيمن زيدان آمن بشخصية «نورا» وأعطاني ثقته الكاملة لأدائها، ما منحني جرعة من التفاؤل والثقة.
«نورا» شخصية صعبة خضت من خلالها تجربة امرأة بمرحلة عمرية أحتاج لسنوات عديدة حتى أصل إلى عمرها، كما أن ابنتها التي لعبت دورها حلا رجب كانت تمر بمرحلة عمرية حرجة، وأن ألعب دور والدتها لهو أمر خطير جداً، لكن التعاون معها ساعدني جداً، وهي شريكة ممتازة وأحبها من قلبي.
«نورا» أم مثقلة بالهموم تهتم بمسؤولية ابنتها بمفردها وتؤدي واجبات المنزل على يدها، تعاني من حياة الوحدة ومن قساوة الظرف ومن الحياة التي تهرم الإنسان.
وأعتقد أنني أمتلك ملامح تساعدني على تأدية أدوار تكبرني عمراً، وبالنهاية وبعيداً عن الشكل أنا ممثلة أخوض عبر الشخصية تجارب نفسية، إما أن أؤديها بشكلها الصحيح وإما لا مهما اختلف عمر الشخصية.
وأعتبر هذه الشخصية من أمتع وأجمل الشخصيات التي لعبتها، واستمتعت بها كثيراً، أتمنى أن أكون قد أخلصت للشخصية وتمكنت من تقديمها للجمهور بالشكل الصحيح.
أيمن زيدان قدمك بدور بطولة وبطريقة مختلفة فهل ساعدك على اكتشاف طاقات جديدة؟
أيمن زيدان قدمني بدور بطولة، وتعاون معي لأبعد الحدود، وفجّر عندي طاقات لم أكن أعرفها، فذهبت لتجربة امرأة لا أعرفها تعيش حياة لم أخضها بعد على الصعيد الشخصي، مشاعرها تجاه ابنتها لم تكن عادية، وإحساسها بالأمومة ترافق مع حالة مرضية نتيجة الظروف الصعبة التي مرت بها، فسببت باللاشعور الأذية لابنتها.
العمل مع الممثل كمخرج أمر مهم جداً، لأنه يتمكن من الإحساس بك ويدرك تماماً طريقة تفكيرك.
هل كنتِ تفضلين استمرار الشخصية وعدم وقوفها عند الحلقة السابعة؟
لو استمرت هذه الشخصية أكثر فلن تتمكن حينها «مريم» من إكمال قصتها، وأعتقد أن الشخصية انتهت في وقتها لكون مهمتها انتهت.
ابتعدتِ عن المسرح لفترة رغم أن بداياتك كانت منه، ما السبب؟
لم أبتعد عن المسرح، لكني لا أرغب في أن أظلم أي عرض مسرحي قد أشارك فيه على حساب عمل آخر، ما يعني أن السبب الرئيسي يكمن في فقر الوقت وعدم التنسيق بين العرض المسرحي والأعمال الأخرى.
ببساطة شعرتُ أني لا أمتلك الوقت الكافي بالمسرح بالشكل الصحيح كما اعتدت أن أعمل على خشبته، لذا لا أحبذ المخاطرة كي لا أتسبب بالأذية للعرض ككل، وعندما أنجح بتنسيق وقتي سأخوض تجربة المسرح مجدداً بكل سرور.
وقد تلقيت عروضاً مسرحية مؤخراً لكن بالفعل لم يكن لديّ وقت كاف للارتباط بها، وشعرت أني سأظلم العرض فلم أشارك به.
كلنا نعرف الأجور الضئيلة للعمل بالمسرح فهل هذا أحد أسباب ابتعادك؟
بعيداً عن الأمور المادية يشكّل المسرح متعة لي، وعلى الممثل من فترة لأخرى أن يعيد نشاطه على الخشبة، وتدريب عينيه وجسده وصوته وأن يحرض أدواته من جديد كي لا تموت، فالمسرح فضاء واسع وعلينا أن نبقى على تواصل مع أفقه.
برأيك ما الذي ينقص المسرح السوري اليوم كي يصبح بمستوى جيد؟
يلزمه اهتمام وتسويق وكثافة إعلانية وتسليط الضوء عليه أكثر فهو يستحق، لأنه نافذة للحياة ومنبر حقيقي وتماس مباشر مع الجمهور لذلك برأيي هو الأدق.
وكذلك على المعنيين إعادة النظر في أجور العاملين بالمسرح والعمل على رفعها، وخاصة أن الممثل يلتزم لمدة شهرين تقريباً بالبروفات إضافة إلى مصاريفه الشخصية وربما ينفق أضعاف الأجر الذي يتقاضاه.
وفي الحقيقة فإن رفع الأجور تشجع الممثل على التخلي عن عرض تلفزيوني لمصلحة عرض مسرحي.
هل مسرحية «ليلي داخلي» كانت المدخل لك لدخول الدراما؟
يجوز الوجهان، فقد قدمتني للوسط الفني وكانت بمنزلة دعاية لي، وعرضتها في دمشق وطرطوس واللاذقية، وشاركت من خلالها بمهرجان المسرح العربي في الشارقة ومهرجان قرطاج في تونس، وأخذت مني وقتاً طويلاً وتصادف ذلك مع عدة عروض تلفزيونية، فكنت أعتذر عنها مضطرة لأجل المسرحية، لكني كنتُ مستمتعة بها.
كيف ترين مشاركتك السينمائية الأخيرة بفيلم «الأب»؟
تأديتي لشخصية «وفاء» زوجة الأب تعني لي الكثير، أولاً لكونها مع الأستاذ باسل الخطيب الذي قدم لي ثقة كبيرة بنفسي وبقدرتي على تأدية الشخصية والتركيز على تفاصيلها، وثانياً لأنها تجربتي الأولى في فيلم سينمائي طويل.
وقد راودني شعور غريب عند مشاهدتي لنفسي لأول مرة سينمائياً.. تجربة أفتخر بها وأشكر عليها المؤسسة العامة للسينما والأستاذ الخطيب.
ويعتبر هذا الفيلم استكمالاً لسلسلة أفلام عبّرت عن الإنسان السوري وآلامه، والمغزى من الفيلم ليس سياسياً بل إنساني.
وماذا عن الشهرة؟
لا، لا أفكر بالشهرة بقدر ما أفكر بالاستمتاع بمهنتي كممثلة، ولا أعرف إن كنت سأفكر بها لاحقاً، لكني أشعر أن الأمور تأتي وحدها، وعليّ تقديم ما لدي بحب وإخلاص، فهناك ممثلون لمعوا بعد تخرجهم بعام واحد، وآخرون لمعوا بعد عدة أعوام وهناك من بقوا عشر سنوات من دون أن يبصموا.
ملامحك حادة وقوية هل ممكن أن تؤطرك بنوع معين من الأدوار؟
لا أظن ذلك رغم أننا نعاني من مشكلة النمطية، فهناك ممثل معين في الأدوار الشريرة دوماً بسبب تنميط المخرجين له علماً أن لديه موهبة وقدرة على تأدية أدوار كثيرة غير أدوار الشر.
وأتمنى ألا أقع في هذا المطب، وأن أساعد نفسي لكي أنتقي أدواراً مختلفة وألا أتشابه تجنباً للوقوع بفخ التنميط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن