عربي ودولي

استمرار ضبابية المشهد الانتخابي في فرنسا … استدعاء لوبان إلى القضاء وطرح اسم جوبيه بديلاً من فيون

دعا مرشح اليمين الفرنسي فرنسوا فيون، الذي يواجه متاعب قضائية جراء فضيحة وظائف يعتقد أنها وهمية، مؤيديه إلى «المقاومة»، رغم الضغوطات الرامية إلى استبداله بآلان جوبيه، في حين استدعى قضاة تحقيق زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان مع احتمال توجيه تهمة إليها في إطار التحقيق في شبهة قيام حزب الجبهة الوطنية بتوظيف مساعدين برلمانيين في البرلمان الأوروبي. وقال فيون في فيديو نشر على تويتر: «لا تدعوا أي شخص يمنعكم من الاختيار، أطلب منكم المقاومة وأكثر من ذلك، أدعوكم إلى المضي قدماً»، داعياً مؤيديه إلى الحضور «بأعداد كبيرة» لدعمه الأحد خلال تجمع في باريس. ونجاح هذا التجمع أو إخفاقه سيتيح قياس قدرته على التعبئة، ويرى كثيرون أن هذا اللقاء هو بمثابة اختبار نهائي. وستنظم أيضاً اليوم الأحد في باريس تظاهرة مضادة ضد فساد السياسيين «ومن أجل احترام الشعب والقضاء والصحافة». وقبل 51 يوماً من الانتخابات الرئاسية الفرنسية أفادت أوساط رئيس الوزراء الأسبق الآن جوبيه أنه مستعد ليحل محل فيون. واستبعد جوبيه من الدورة الثانية في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي لكنه «لن يتوانى (عن الترشح) إذا كانت الظروف متوافرة، أي أن يعلن فرنسوا فيون انسحابه وان تلتف أوساط اليمين والوسط وحزب الجمهوريين، حوله» بحسب مصدر مقرب منه.
ومنذ أن أعلن الأربعاء احتمال توجيه التهم إليه قريباً في إطار التحقيق فيما إذا كانت زوجته وابنه وابنته استفادوا من وظائف، يواجه فرنسوا فيون انشقاق أعضاء من فريق حملته عنه وسط تزايد الدعوات إلى انسحابه من السباق.
وأعلن الناطق باسمه تييري سولير الذي كان يعتبر من أقرب المقربين من المرشح المحافظ، صباح الجمعة استقالته.
واعتبر رئيس الوزراء الأسبق دومينيك دو فيلبان الجمعة أن فيون «لم يعد بإمكانه أن يكون مرشحاً، لأنه لم يعد قادراً على خوض حملة في العمق للدفاع عن أفكار أو نموذج جمهوري وديمقراطي». وواجه فيون انتقادات مماثلة في صفوف اليمين والوسط منذ أعلن الأربعاء أن القضاء سيستدعيه قريباً تمهيداً لتوجيه التهم إليه مشدداً في الوقت نفسه على أنه سيمضي حتى النهاية في ترشيحه. وتراجع المرشح الذي كان الأوفر حظاً بالفوز في مطلع السنة إلى المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي خلف مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان والوسطي إيمانويل ماكرون المرشح الذي لا يملك خبرة سياسية وشهدت شعبيته صعوداً غير متوقع في الأشهر الماضية. وأظهر استطلاع جديد للرأي نشره معهد «أودوكسا- دنتسو» أن آلان جوبيه سيتصدر بشكل طفيف الدورة الأولى إذا كان مرشح اليمين. وتصاعد الضغط القضائي على فيون مع تفتيش منزله الباريسي الخميس في إطار التحقيق حول الرواتب التي تلقتها زوجته وابنه وابنته بصفة مساعدين برلمانيين. وكرر فيون الذي استدعي للمثول أمام القضاة في 15 آذار، مساء الخميس تصميمه على المضي حتى النهاية في حملته واصفاً نفسه بأنه «محارب». وأمام حجم الفضيحة، سحبت شخصيات يمينية عدة دعمها لفيون في اليومين الماضيين منددة «بأجواء مسيئة» للحملة أو «انفراط العقد الأخلاقي» بعدما وعد بسلوك نموذجي على كل الصعد. وقرر حزب صغير من يمين الوسط الفرنسي سحب دعمه لفيون الجمعة. وقال رئيس اتحاد الديمقراطيين والمستقلين جان كريستوف لاغارد في مقابلة مع صحيفة «ويست فرانس» إن الحزب «يدعو رسمياً حزب الجمهوريين إلى تغيير مرشحه، وإلا فإنه لا يمكننا الاستمرار في هذا التحالف بشكل أعمى».
في المقابل، استدعى قضاة تحقيق زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان مع احتمال توجيه تهمة إليها في إطار التحقيق في شبهة قيام حزب الجبهة الوطنية بتوظيف مساعدين برلمانيين في البرلمان الأوروبي، وفق ما أفادت مصادر قريبة من الملف لوكالة فرانس برس.
ووجهت في 22 شباط إلى كاترين غريزيه مديرة مكتب لوبان تهمة استغلال الثقة، ويشتبه بأنه تم توظيفها كمساعدة برلمانية في البرلمان الأوروبي بين 2010 و2016 في حين كانت في الواقع تتولى مهمات داخل الحزب في فرنسا.
وأعلنت لوبان مراراً أنها ترفض استدعاءات الشرطة لتوضيح موقفها من قضية الوظائف الوهمية في البرلمان الأوروبي.
وقال أحد المصادر: إن المرشحة للانتخابات الرئاسية أكدت في رسالة وجهتها إلى القضاة أنها لن تلبي هذا الطلب قبل انتهاء الحملة الانتخابية، الأمر الذي أكده محاميها رودولف بوسلو.
وتتمتع لوبان بالحصانة كنائب أوروبية ولا يمكن إجبارها على الاستماع إلى إفادتها إلا بعد أن يقدم القضاة طلباً لرفع الحصانة يحال على البرلمان الأوروبي.
وتم اتخاذ هذا الإجراء الخميس بناء على طلب القضاء الفرنسي ولكن في قضية أخرى تتصل بنشر لوبان صوراً على تويتر تظهر ارتكابات لتنظيم داعش الإرهابي.
وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن