ثقافة وفن

بالغ في طرح قصص الخيانة…«صرخة روح».. وقع في براثن لغة الجسد الرخيصة

 وائل العدس : 

في كل عام، ومع بداية عرضه في شهر رمضان، يثير مسلسل «صرخة روح» الجدل بطرحه قصص الخيانة بمشاهد لا تصلح إلا للكبار فقط في شهر يفترض أن يكون للعبادة والتقرب من اللـه لا العبث بعقول الناس واجتذاب الانحلال الأخلاقي، فلم يكن الجزء الثالث أفضل حالاً من الجزأين السابقين.

ضيفة دائمة
لا يختلف اثنان على أن أهم وظائف الدراما تسليط الضوء على الواقع المعيش، وإذا ما افترضنا جدلاً أن الخيانة تسيطر على المجتمع السوري خاصة والعربي عامة، فإن «صرخة روح» بالغ في طرح قصصه ورسخها على أنها ضيفة دائمة على البيوت.
العمل شوّه المجتمع وأظهر الخيانة وكأنها ظاهرة اجتماعية دارجة، وأن الجنس هو الهاجس الأول والأوحد للناس من دون التطرق أصلاً إلى المسوغات.
النصوص في معظمها بدت متشابهة شكلاً ومضموناً، وأباحت ما هو محظور في مجتمع شرقي يصارع من أجل الحفاظ على عاداته وتقاليده.
الخماسيات تصلح للكبار فقط، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن ترافق الجلسات العائلية، بل يجب عدم التعرض لها لمن دون 18 عاماً لأن أبطالها غرف النوم وخاصة أن شهر رمضان يتميز بـ«لمة العيلة» التي يجب أن تفترق عند عرض العمل!.

كسر التابوهات ولكن!
منذ الانتفاضة التي قامت بها الدراما السورية أوائل التسعينيات فإن القائمين عليها كانوا مطالبين دوماً بالجرأة والخروج عن التابوهات الجاهزة لكسر حاجز الروتين.
«صرخة روح» حاول ملامسة الجرأة، لكن جرأته اقتصرت فقط على الخيانة من دون أن يتعمق بأسبابها وخلفياتها وحلولها، فوقع في براثن لغة الجسد الرخيصة.
إذاً وظفت كل الجرأة المجتزأة بمنحى واحد فقط بعيداً عن المواضيع التي تخص الشريحة الأكبر في المجتمع، فأصبح مملاً أن يركز العمل على الخيانة طوال ثلاثين حلقة من دون أن يتطرق إلى مواضيع جريئة بعيدة عن الجنس والمحرمات.

نجوم ولكن!

ندرك تماماً حجم الأزمة الاقتصادية التي ضربت السوريين بشكل عام، ونعرف أن الفنانين قد يضطرون أحياناً إلى قبول عروض درامية غير مقتنعين بها بهدف كسب المال وتأمين لقمة العيش، لكن ذلك لا يشفع لنجوم بأن ينحدروا بمستواهم إلى مستوى لا يناسب أسماءهم الكبيرة.
قد تستغرب عندما تقرأ أسماء رنانة كانت صاحبة قضايا في كثير من الأحيان، لكنها انحنت في «صرخة روح» لتشارك في تلك الكارثة الدرامية.
عباس النوري، وبسام كوسا، وعبد المنعم عمايري، وأنطوانيت نجيب، ووفاء موصللي، كيف يقبلون المشاركة بعمل يشوه تاريخهم وإنجازاتهم المدوية؟ كيف شاركوا بهذه الانتهازية الدرامية وكانوا شاهدين عليها من دون أن يحركوا ساكناً؟.

أخيراً
يشار إلى أن العمل يتألف من ست خماسيات هي «جوازة أهل»، و«ابحث عني»، و«يا ضلي يا روحي»، و«الرهان» و«عاشقة الورد»، و«الخلخال» وتكفل بتأليفها كل من عنود الخالد وناديا الأحمر وهبة نوفل وتناوب على إخراجها تامر إسحق، وإياد نحاس، ووائل أبو شعر، ومروان بركات، فهل يثير الانتباه أن العمل لكاتبات وليس لكتّاب؟!
أما أبطال الحلقات الثلاثين فهم عباس النوري، ووفاء موصللي، ولينا دياب، ونادين سلامة، وسامر إسماعيل، وخالد القيش، وعبد المنعم عمايري، وكندا حنا، وبسام كوسا، ومعتصم النهار، ورنا شميس، ويزن السيد، ومديحة كنيفاتي، وجيني إسبر، ورنا أبيض.
حتى الآن تم عرض خماسيتين هي «الخلخال» التي تتمحور حول طبيبة نفسية متزوجة من مصور وتربطها علاقة صداقة قوية بإحدى الفتيات وعائلتها إلا أنها تكتشف خيانتها من تلك الصديقة التي لطالما اعتبرتها أختاً لها.
أما الثانية فهي «عاشقة الورد» وتناولت حكاية «كرم» الذي يتعرض للتهديد من زوجته «نغم»، بخيانتها له بعد خيانته لها مع «دلع»، الأرملة الشابّة التي تحاول الدخول إلى حياتهما وتخريبها، بعدما وجدت نفسها خارج اللعبة وضحية لنزوة الرجل وأنانيته، وهنا يتآكل الرجل بسبب الأوهام والشكوك التي زرعها تهديد الزوجة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن