رياضة

متعة دوري الأبطال

| خالد عرنوس

منذ انطلاقها قبل أكثر من ستة عقود استطاعت بطولة دوري أبطال أوروبا أو ما كانت تعرف بالكأس الأوروبية للأندية أبطال الدوري أن تفرض نفسها كأقوى البطولات وأكثرها متابعة ولاسيما مع انتشار البث التلفزيوني المباشر لأحداثها فأضحت المسابقة الأكثر جاذبية (جماهيرياً وإعلانياً) وهاهي تدر الملايين سنوياً على الاتحاد الأوروبي وأنديته التي باتت تقاس قوتها هذه الأيام بقيمتها المادية أو الشرائية.
أسباب تفوق بطولة الشامبيونزليغ وهو اسمها الرسمي حالياً كثيرة وعديدة وأحدها نظامها بخروج المغلوب بعد مباراتين أو مباراة فاصلة كما كان معمولاً به قبل أن يؤخذ بفارق الأهداف ثم ميزة التسجيل خارج الأرض في حال التعادل بالأهداف وركلات الترجيح في حال التساوي بكل شيء، وكذلك تنافس أندية النخبة في القارة العجوز للظفر بالكأس (ذات الأذنين) وهذه الأندية غالباً ما ضمت وما تزال نخبة اللاعبين في العالم وبالتالي فإن البضاعة التي يقدمها هؤلاء مطلوبة إعلانياً فتتسابق الشركات الكبرى لرعاية هذه المسابقة فتدفع المئات من ملايين الدولارات والتي يعود القسم الأكبر منها إلى خزائن هذه الأندية.
نسوق هذا الكلام وهو ليس بجديد بمناسبة قرب إياب دور الستة عشر فيها الذي ربما يشهد خروجاً مبكراً لأكثر من ناد وعلى رأسها برشلونة النادي المرشح في كل موسم من المواسم العشرة الأخيرة للتتويج بلقبها وقد نجح في ثلاث مناسبات فقط وبات النادي الكاتالوني بحاجة إلى ما يشبه المعجزة من أجل قلب الطاولة على ضيفه سان جيرمان الفائز ذهاباً بالأربعة.
إذاً الترشيحات تصب في مصلحة الباريسي وكذلك بايرن ميونيخ الفائز على الآرسنال 5/1 وكذلك اليوفي المتقدم على بورتو خارج تورينو بهدفين ومثله أتلتيكو مدريد المتفوق على ليفركوزن بملعبه 4/2.
وعلى الطرف المقابل يبدو الريال أفضل حالاً من مضيفه نابولي الأقل خبرة على الرغم من أن سماوي الكالشيو قدم بروفة مثالية بقهر روما في الأولمبيكو، وكذلك السيتي يتقدم على موناكو للسبب ذاته علماً أن الفريقين صاحبي الضيافة يتعين عليهما الفوز بهدفين نظيفين، ويحتاج دورتموند الحصة ذاتها للتغلب على ضيفه بنفيكا، وتبقى مباراة ليستر وإشبيلية الأكثر إثارة والتي لا يمكن لأحد توقع المتأهل منها فالأندلسي الذي دأب على قهر منافسيه في اليوروباليغ يفترض أنه أكثر عراقة من ثعالب البريميرليغ إلا أن هؤلاء بدوا وكأنهم استردوا روح البطولة بعد رحيل عرابهم رانييري.
المفاجآت واردة وربما نشهد بعضها على مدار الأيام التسعة القادمة والبطولة عودتنا بتاريخها الطويل حدوث الكثير منها لكن علينا ألا نتوقع انقلاباً جذرياً بخريطة الكبار وإن كنا نأمل ذلك.. وإن غداً لناظره لقريب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن