سورية

مدارس تعليمية لـ«داعش» في قلب أنقرة

اخترق تنظيم «داعش» النظام التعليمي في العاصمة التركية أنقرة بمجموعة من المدارس الدينية التابعة له التي خرّجت المئات من العناصر المحمّلة بفكره. هذه آخر فضائح العلاقة بين نظام الحكم في أنقرة مع التنظيم المصنف إرهابياً بعد فضيحة السماح لزعيم التنظيم في تركيا المدعو أبو حنظلة بإلقاء محاضرات ضمن فعاليات رسمية. وبحسب مصادر إعلامية في أنقرة لـ«الوطن» فإنه ورغم أن أجهزة الأمن والقضاء التركية فعّلت مؤخراً إجراءات الملاحقة لـ (بعض) أنشطة التنظيم خصوصاً تلك التي تمس الأمن الداخلي بصورة مباشرة، إلا أن العديد من تفاصيل القضايا المطروحة أمام المحاكم بات يفضح التواطؤ الرسمي الذي سمح للتنظيم بالتغلغل داخل النسيج الاجتماعي الموالي لنظام الحكم في تركيا والذي يغلب عليه الطابع الاخواني.
وفي هذا السياق، كشفت معلومات صحفية في غاية الخطورة، عن إعداد لائحة اتهام بحق منتسبين لـ«داعش» بتهمة افتتاح مدارس تعليمية غير قانونية لتنشئة عناصر تنضم لاحقاً إلى مليشياته الإرهابية، وذلك في عدد من مقاطعات العاصمة. وذكرت صحيفة «جمهوريت» أن النيابة العامة في أنقرة رفعت دعوى قضائية بحق 20 شخصاً، من بينهم أمير تنظيم داعش الإرهابي في أنقرة أحمد دوغان واسمه الحركي أبو أسلم. وكشفت مذكرة الاتهام التي تم إعدادها في هذا الصدد أن التنظيم الإرهابي افتتح مدارس غير قانونية لتنشئة مليشيات تابعة له ويتم توزيع وثيقة كشف علامات على هؤلاء الطلاب.
وطالبت النيابة العامة بمعاقبة المتهمين بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي. لكن الغريب أن النيابة لم توجه أي تهمة تتعلق بافتتاح مؤسسة تعليمية غير قانونية، وذلك ببساطة لأن السلطات التركية قامت بحذف هذا الأمر من قائمة الجرائم، حسب الصحيفة.
وطالب النائب العام المسؤول عن القضية أندر جوشكون بمعاقبة المشتبه فيهم بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي، وكشف في مذكرة الاتهام أن التنظيم ينشئ طلابا وفقا لأيدولوجيته بافتتاحه مدارس غير قانونية في العاصمة التركية.
وذكرت المصادر أن مؤسسات التنظيم الإرهابي التعليمية تبيّن أنها تتمركز في مناطق شارع كالا وحي أولوجانلار وخان يافاشلار بمقاطعة ألتنداغ. وتشير مذكرة الاتهام إلى العثور خلال مداهمة المبنى على 27 طفلا يعتقد أنهم موجودون بغرض التدريب داخل مصلى السيدات في الطابق الرابع من المبنى. وخلال عمليات التفتيش تمت مصادرة 25 نسخة من كتاب «أخلاق السلف» و4 نسخ من كتاب «منهج الجهاد» الذي يحمل صور زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن و10 نسخ من الكتاب المحظور «جهاديون في طرق الشهادة» و6 نسخ من كتاب «المنارة المفقودة الدكتور عبد اللـه عزام» وقرص مدمج لأبي حنظلة بجانب 15 وثيقة كشف درجات باللونين البني والأزرق يحملون علم التنظيم الإرهابي ورموزه. وحسب الوقائع الواردة في مذكرة الاتهام، صادرت أجهزة الأمن خلال عمليات مداهمة لبعض المشتبه فيهم بعلاقاتهم بالقضية، عدداً من الملفات الخاصة بالتنظيم من بينها شهادات نجاح بأسماء أطفال تلقوا تعليماً دينياً في مدارس التنظيم.
كما عثرت أجهزة الأمن في منزل أحد المشتبه فيهم في منطقة سنجان على كتب تدعو للجهاد والقتال وممارسة العنف. واللافت أن من بين هذه الكتب كتابي «الجهاد القرآني» و«دروس الجهاد في ظل سورة المسد» لخالص بايونجوك واسمه الحركي أبو حنظلة الذي يزعم أنه أمير داعش في تركيا، وسبق إلقاء القبض عليه مع زوجته وعدد من المقربين منه قبل أن يفرج عنه لاحقاً ويسمح له بمتابعة نشاطاته التي كان آخرها إلقاء محاضرة ضمن فعالية مؤتمر إسلامي أقيم في أنقرة قبل أسبوعين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن