سورية

أزمة مالية كبيرة في المحافظة.. والموظفون يرفضون الالتحاق بدوامهم…داعمو «النصرة» خذلوها في إدلب

 إدلب- الوطن : 

بغياب الكتلة النقدية التي كانت توفرها الدولة السورية في إدلب تضاءلت بشكل كبير السيولة النقدية في الأسواق التي عجزت «جبهة النصرة» وشقيقاتها عن توفير بدائل للسكان لامتناع الدول الداعمة لهم وفي مقدمتها السعودية وقطر وتركيا عن تقديم الدعم المالي باستثناء ما يخص منه «المجهود العسكري»، ما خلق أزمة مالية كبيرة في المحافظة.
وأفاد ناشطون لـ«الوطن»، بأن الاستياء والسخط في صفوف المسلحين وقادتهم بلغ ذروته ضد الدول الداعمة لهم والتي فوضت «النصرة» بالاستفراد بإدارة شؤون المحافظة التي تضم عدداً كبيراً من الموظفين والمتطوعين في صفوف «الجيش والشرطة».
وتوقع الناشطون، أن تتوقف التشكيلات المسلحة عن دفع رواتب المنتمين إليها خلال أشهر قليلة بسبب عدم حصولها على ما يكفي من الأموال، التي تدفقت عليهم عند تجهيز جيشي «الفتح» و«النصر» وإبان العمليات العسكرية التي شهدتها المحافظة، ما دفع المسلحين إلى الاعتماد على نهب الممتلكات العامة والخاصة وسيلة وحيدة تقيهم شر العوز والفاقة المنتظرين.
وأكد كثير من الموظفين تواصلت «الوطن» معهم، رفضهم الالتحاق بوظائفهم ومؤسساتهم الحكومية بناء على طلب «النصرة» التي تسيطر على كل المرافق والدوائر الحكومية وتعجز عن تشغيل أي منها لعجزها عن دفع رواتب الموظفين وتأمين البنية التحتية التي سرقت واللازمة لعمل المؤسسات.
ورفض (م. س) طلب «النصرة» التحاقه بوظيفته في مدينة إدلب أسوة بجميع زملائه في العمل لدوافع وطنية يمليها عليهم واجبهم الوطني ووازعهم الأخلاقي بعد نهب جميع أثاث ومحتويات دائرتهم التي خرجت عن الخدمة بشكل نهائي بعد تسرب جميع كادرها الإداري. وغدا من المتعذر تقديم جميع المؤسسات الخدمية خدماتها للمواطنين كما في أمانات السجل المدني والمصالح العقارية والمالية والمحاكمات وغيرها من الدوائر التي يستلزم عملها توافر أرشيفها ووثائقها ومعاملاتها الخاصة بالمواطنين بعد نقلها إلى محافظتي حماة واللاذقية قبل انسحاب الجيش العربي السوري منها. وبينما شكك (س. ع) بقدرة المسلحين وبخاصة «النصرة» على تأمين رواتبهم في حال التحاقهم بوظائفهم، أكد أحد موظفي المشفى الوطني بإدلب أن لا فائدة ترتجى من دوامه لعدم جهوزية المشفى الخالي من جميع المعدات والتجهيزات الطبية التي نقلت إلى جهات مجهولة خارج المدينة كما هي حال مشفى ابن سينا.
وأشار موظف سابق في معمل غزل إدلب إلى أن المعمل خال من أي موظف أو أي خط إنتاج أو آلة إثر سرقتها فور دخول المسلحين إليه وبيعها للتجار الأتراك بثمن بخس كما هي حال جميع معامل القطاعين العام والخاص. وبين طالب في كلية الآداب بفرع جامعة حلب في إدلب بأن جميع الكليات والمعاهد أغلقت أبوابها وفقد الطلاب سنة دراسية كاملة ولا يعرفون المستقبل الذي ينتظرهم على حين يشكو المتقاعدون من الموظفين السابقين، وعددهم كثير، أمرهم وبثهم إلى الله لعدم اعتراف المسلحين بهم وبأحقيتهم في الحصول على رواتبهم التقاعدية.
وعلى الرغم من عصة الفقر وغياب السيولة النقدية، شل ارتفاع الأسعار الجنوني جراء شح المحروقات وندرة السلع حركة الأسواق ولم يعد بمقدور أغلبية السكان تأمين قوت يوم عيالهم، ما زاد من نقمتهم على المسلحين و«النصرة» والدول الداعمة لهم وزاد من وتيرة المظاهرات التي تخرج ضدهم في معظم قرى وبلدات ومدن المحافظة، وخصوصاً التي يتعرض أبناؤها للتعديات والممارسات التعسفية.
وعجز مسلحو إدلب عن إيجاد هياكل إدارية لإدارة شؤون المحافظة في ظل غياب الكوادر المؤهلة التي آثرت الانتقال إلى المحافظات الأخرى الآمنة هرباً من قمع المسلحين وتردي أوضاع المعيشة وانعدام الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ومشاف وحتى المدارس التي يتوقع لها أن تخلو من الكادر التدريسي والمناهج والطلاب ومقومات استمرار عملها مع بدء العام الدراسي الجديد.
من جهة أخرى، ذكر نشطاء أن عناصر من النصرة داهموا مسجداً في مدينة كفرنبل بهدف «تغيير الإمام، وتعيين إمام تابع للنصرة مكانه»، بذريعة مخالفة أصول الصلاة.
وقال الناشط سامر السلوم: إن «عناصر مدججين بالسلاح تابعين لجبهة النصرة، دخلوا المسجد مساء الأحد، واحتجوا على قيام المصلين بالصلاة على النبي (ص) بين الركع، وأعطوا الأهالي توجيهات عن كيفية وجوب قيامهم بالصلاة، وأرادوا تعيين إمام جديد للمسجد تابع لهم»، لكنه أوضح أن عدداً من الأهالي احتجوا على فعل العناصر، وتلاسنوا معهم، وأخبروهم أنه إن كانت نيتهم القتال، فهم جاهزون لإحضار سلاحهم، مشيراً إلى أن معظم الأهالي خرجوا بعد الحادثة من المسجد احتجاجاً على فعل النصرة.
وأشار السلوم إلى إحضار أحد عناصر النصرة فجر الاثنين تعزيزات من الجبهة «ليقوموا باعتقال عدد من الأشخاص الذين تلاسنوا معهم.. بتهمة التحريض على عدم الصلاة» الذين تمكن بعضهم من الفرار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن