سورية

جودة: واشنطن ليست بوارد إحداث تغييرات كبيرة على الساحة.. ولا نية للكرد بالانفصال

اعتبر المعارض السوري أنس جودة أمس، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يستطيع التدخل عسكرياً في سورية بمفرده دون ضوء أخضر أميركي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ليست في وارد إحداث تغييرات كبيرة على الساحة قد تؤثر سلباً على المفاوضات النووية.
وفي تصريحات لـ«الوطن»، أعرب جودة عن عدم اعتقاده أبداً «أنه لدى الأخوة الكرد أي نيات انفصالية عن الوطن الأم»، مشدداً على أنه «لن يكون هناك تقسيم في سورية».
وعن رأيه بالزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم لموسكو خصوصاً بعد التصريحات الروسية بأن موسكو مستعدة للحوار مع دمشق لتمهيد الطريق نحو الإصلاح السياسي، قال جودة: «في الإطار العام إن أي تحرك في إطار صناعة حل سياسي أمر إيجابي وضروري والمهم أن يكون التحرك جدياً لبدء مسار إصلاح سياسي مقنع وواقعي يساعد في إنقاذ الوطن وبناء وحدة وطنية حقيقية تمكن السوريين من الوقوف معاً خلف جيشهم الوطني لمحاربة الإرهاب».
وأضاف: «لم يعد الكلام اليوم عن الحل السياسي لتحسين واقع السوريين بل هو ضرورة حياتية ووجودية لذا لا مجال للتعامل معه بالطرق التجميلية التي اعتادتها السلطة أو بالعقلية السوفييتية القديمة».
وأشار إلى أنه «ربما لم تعد أغلب مفاتيح الحل السوري الشامل بيد السوريين ولكن ما تزال في المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة قدرة حقيقية عند السلطة للتشارك مع بقية السوريين لصناعة نموذج وطني يدعو بقية السوريين في المناطق الأخرى للانضمام إليه ويحفزهم للتحرك ضد الواقع المفروض عليهم وما جرى في الغوطة منذ يومين خير دليل على رفض السوريين لواقع كهذا».
وعلق جودة على سؤال حول رأيه بكثرة مؤتمرات المعارضة السورية وفشلها بإحراز أي نتائج لتوحيد صفوف المعارضة، قائلاً إن «توحيد المعارضة أسطورة روجتها الدول الضالعة في الحرب على سورية. وهذه الدول واختلاف توجهاتها السياسية هي الأساس في تشرذم المعارضة»، مضيفاً: «ليس من المهم اليوم الحديث عن وحدة معارضة بقدر أهمية إطلاق حركة وطنية جامعة تنادي كل السوريين للانضمام لها لقول كلمتهم ورؤيتهم لوطنهم».
وحول رأيه بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه «لن يسمح بقيام دولة كردية في شمال سورية» وإمكانية حصول تدخل عسكري تركي في شمال سورية، قال جودة: «لا أعتقد أبداً أنه لدى الأخوة الكرد أي نيات انفصالية عن الوطن الأم. فبالإضافة إلى شعور الانتماء لديهم فإن الواقع السياسي المحيط بهم وواقعهم الاجتماعي يرفض هكذا توجه، وكان لي أحاديث عديدة مع عدد من القيادات والمفكرين الكرد الذين أكدوا التوجه الطاغي للبقاء ضمن الإطار السوري الجامع».
وأضاف: إن «التدخل العسكري ليس بيد أردوغان ولا يستطيع بمفرده اتخاذ هذا القرار من دون ضوء أخضر أميركي ولا أعتقد أن الولايات المتحدة اليوم في وارد إحداث تغييرات كبيرة على الساحة قد تؤثر سلباً على النتائج الإيجابية للمفاوضات النووية الإيرانية وخصوصاً قبل الدخول في فترة الانتخابات الرئاسية».
وعن قراءته للتصعيد الميداني على أكثر من جبهة من عين العرب إلى الحسكة وصولاً إلى درعا والسويداء جنوباً بالتزامن مع ازدياد الحديث في الدوائر الغربية والإقليمية عن تقسيم سورية، قال جودة إن «التصعيد الميداني مرتبط بفترة الصيف وقبل الدخول في مرحلة الهدوء النسبي نتيجة للانتخابات الرئاسية الأميركية، فكل طرف يحاول السيطرة على جزء من الكعكة السورية قبل هذه المرحلة وتثبيت خطوط التماس حتى تتغير الظروف الدولية».
وأضاف: «ليس هناك تقسيم ولن يكون أبداً لكن ستكون هناك مناطق تحت سيطرة المجموعات المسلحة والنصرة وداعش تحاول بعض الأطراف الإقليمية، بتغطية من بعض المعارضات، أن تصنع فيها ما يسمى «المناطق الآمنة» وهذا أمر يرفضه واقع الصراع العسكري بين المجموعات المسلحة نفسها والصراع أيضاً بين الدول الإقليمية فلن تسمح أي دولة للأخرى بكسب غنائم مريحة تزيد من قوتها».
وشدد على أن «الخيار كان ومازال هو خيار الدولة السورية والوحدة الوطنية ويجب أن يكون عندنا اليوم أكثر من أي وقت مضى الجرأة والشجاعة والحسم للحديث عن عمق المشاكل التي تصيب وطننا الأم وبناء مسار يصنع من هذا الوطن مساحة مشتركة للسعادة والعدل والأمل لجميع أبنائه».
وعن مساعيه بخصوص تشكيل كيان معارض جديد مع أعضاء تيار بناء الدولة السابقين بعد حله، قال جودة «كنا جاهزين لإطلاق الحركة منذ فترة ولكن نتيجة مجموعة واسعة من اللقاءات والمشاورات مع شخصيات وقوى سياسية وأيضاً شخصيات محلية واجتماعية لم تدخل سابقا في العمل السياسي بشكل مباشر، لمسنا لدى هذه الشخصيات رغبة في التصدي للعمل السياسي في هذه المرحلة كون العمل اليوم يخرج من الإطار السياسي الضيق ليكون عملاً وطنياً إنقاذياً، لذا فقد قررنا تأجيل الإعلان الرسمي عن الحركة لحين استكمال هذه اللقاءات في دمشق والمحافظات والخارج».
وأضاف: «أستغل هذه الفرصة لدعوة السوريين جميعاً للتصدي للمسؤولية الوطنية اليوم والمشاركة في العمل العام سواء معنا أو مع القوى الأخرى أو بإطلاق حركاتهم وتجمعاتهم فلا ينقذ سورية إلا أبناؤها الجادون في بناء وحدتهم الوطنية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن