رياضة

رأفة بسلة الشهباء

| مالك حمود

الأصوات تتعالى، والطلبات تتوالى، فأهل الشهباء يطالبون بعودة المنافسات السلوية المركزية إلى الشهباء.
طلبات مشروعة ومحقه، فمن حق أندية الشهباء أن تلعب على أرضها وأمام جماهيرها بدوري الرجال والآنسات، ذلك الطلب يأتي تزامنا مع سماح اتحاد كرة القدم بعودة مباريات دوري المحترفين لكرة القدم إلى مدينة حلب، ليلعب فريقا الاتحاد والحرية في ملعب رعاية الشباب ويستمتعان بالأداء أمام جمهورهما الكبير والعاشق والصابر، لكن ثمة فارقاً كبيراً ومهماً بين وضع كرة القدم وكرة السلة في الشهباء.
صحيح أن لكرة السلة في الشهباء أكبر عدد من الممثلين قياسا ببقية المحافظات وذلك بوجود أندية (الاتحاد– الجلاء– الحرية– اليرموك– العروبة– السكك) وبذات الوقت فهي تشارك في مسابقات الذكور والإناث. ولهذا الكم الكبير من الفرق الحق باللعب على أرضه وأمام جمهوره الكبير وفي كرة السلة بالذات يبدو أكثر جمالية حيث الحضور بالحجم العائلي وأجوائه الاجتماعية الرائعة، لكن مجرد سؤال بسيط يمكن طرحه:
في أي صالة يمكن إجراء المباريات الكبرى لو عادت المباريات المركزية إلى الشهباء؟!
لسنا بصدد الدفاع عن اتحاد كرة السلة الذي يبدو من أكثر المتحمسين لعودة مباريات كرة السلة إلى الشهباء، ولكن لنتحدث بواقعية فاتحاد اللعبة منذ الموسم الماضي قام بزيارة عبر أمين سره إلى مدينة حلب للبحث في إمكانية إعادة المباريات إلى الشهباء ولكن الصورة الميدانية لم تكن ملائمة، ولا تزال كذلك!
فهل برأي المطالبين بإعادة المباريات إلى حلب أو التهديد بالانسحاب من الدوري، هل برأيهم اللعب ممكن في صالة نادي الحرية؟!
وهل يعقل إقامة مباريات كبيرة وقوية وجماهيرية في تلك الصالة التدريبية التي يمكن فيها للمتفرج مصافحة اللاعب وكل من مكانه نظرا للقرب الشديد بين الملعب وجلوس المتفرجين، ولا نبالغ إن قلنا سنتيمترات فقط تفصل بينهما؟!
الكلام النظري سهل ولكن التنفيذ على أرض الواقع يبدو مستحيلا، ولاسيما في المباريات الحساسة وتذكروا الموسم الماضي كيف توقفت إحدى المباريات نتيجة الاحتكاك المباشر بين اللاعبين والجمهور ولم تستكمل إلا بإخراج الجمهور من أرض الصالة!
فلماذا نضع البنزين أمام النار ونصرخ بعدها (يا ستار)؟!
عودة سلة الشهباء إلى أرضها مطلب ضروري ومهم وعاجل ولكن ليس في صالة نادي الحرية التدريبية، وإنما في صالة الأسد حيث الطلب يجب أن يكون بإلحاح للجهات المعنية للإسراع في تأهيلها لإعادتها لاحتضان سلة الشهباء وجماهيرها الكبيرة وإعادة الذكريات الجميلة عبر عشرات السنين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن