رياضة

معجزة نيوكامب

| محمود قرقورا

كل من تابع مباراة برشلونة وضيفه باريس سان جيرمان أصابه الذهول عندما سجل برشلونة النتيجة المطلوبة للتأهل والبالغة 6/1 ليصفها الكثيرون بمعجزة نيوكامب.
ليست المرة الأولى التي يدحر فيها برشلونة الغزاة في معقله بل كانت السداسية التي مزَّق بها شباك الباريسي.
عاشر مباراة يسجل فيها البرشا الفوز بفارق خمسة أهداف وأكثر على الصعيد الأوروبي كرقم قياسي، ليكتسب ميسي وزملاؤه جرعة كبيرة من الثقة لإنهاء الموسم بأبهى صورة وليدب الرعب في قلوب المنافسين الذين لا يطيقون مواجهته.
في عالم الكرة المدورة ما أكثر المعجزات التي حدثت! ففوز أميركا على إنكلترا 1950 وكوريا الديمقراطية على إيطاليا 1966 والجزائر على ألمانيا الغربية 1982 أدرجت ضمن معجزات كرة القدم المونديالية ولكنها حدثت بفارق هدف، ومعجزة بيرن 1954 التي دونت درامياً وأدبياً والمتمثلة بفوز الألمان الغربيين على المجر إبان عصرها الذهبي كانت بثلاثة أهداف لاثنين، ومن هنا الفوارق التي جعلت المتابع معجباً والمحب للبرشا متباهياً مختالاً، والكاره منحنياً مرغماً، والمحايد يرفع القبعة احتراماً.
اثنان وستون عاماً عمر المسابقة لم تشهد نادياً رمّم الخسارة برباعية نظيفة لكن المستحيل ليس برشلونة، فتطابقت رؤية سواريز ووفى نيمار بوعد قطعه على نفسه بتسجيل هدفين والمدرب أنريكه أظهر قمة حنكته ودهائه في الوقت الذي كان فيه المدرب المتخصص بالمسابقات الأوروبية إيمري بأعلى درجات متاهته وضياعه، وهنا الفرق بين مدرب عرف كيف يدير المباراة ومدرب ظن أنه تأهل عندما أنجز المهمة على أكمل وجه ذهاباً.
برشلونة ستة والباريسي واحد نتيجة قد يقتنع بها من لم يشاهد المباراة ظناً منه أن ميسي وسواريز كانا بأبهة مستواهما وعظمة عطائهما، ويعتقد جازماً أن الفائز سجل نصف دستة وأضاع مثلها، لكن من شاهد المباراة يزداد حيرة، لأن ميسي وسواريز لم يكونا على قدر الطموحات رغم مغازلة كل منهما الشباك، والمؤلم لجماهير سان جيرمان أن فريقهم هو الذي أهدر الفرص الخطرة المحققة في الوقت الذي كانت فيه نجاعة برشلونة مثالية.
يبدو أن ملعب نيوكامب سيبقى شاهداً على تحولات مثيرة في حضرة الشامبيونزليغ، ففي نهائي 1999 اعتقد الجميع أن البايرن حسم المباراة أمام اليونايتد ولكن الأخير سجل هدفين في الوقت بدل الضائع حوّل من خلالهما وجهة الكأس من بافاريا إلى مانشستر ويوم الأربعاء الفائت حدثت دراما حقيقية نشك بإمكانية حدوثها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن