شؤون محلية

السماء جادت.. فأين السماد؟!!

| محمد حسين

مع تواصل هطل المطر في آذار لن نسأل عن «البرد» ومازوت التدفئة ولا عن (الحطبات الكبار) التي من المفترض أن نكون قد خبأناها ( لعمنا آذار) كما يقال في الأمثال بل عن الموسم الزراعي الذي من المفترض أن يكون على أفضل ما يرام، فالسماء جادت بما هو أكثر من اللازم لكي تتعاظم آمال المزارعين بموسم زراعي مبشر وواعد ولكن لا يبدو أن تلك الآمال ستجد صداها حنطة وخضراً وفواكه وغيرها من المزروعات.. فأصوات المزارعين بدأت تتصاعد معلنة أن المواسم في خطر وأن على الحكومة توفير السماد لهم فالمطر وحده لا يكفي بل هناك مستلزمات أخرى لابد من توفرها لكي ينطبق حساب الحقل على حساب (البيدر) والحكومة التي وعدت بذلك لم تفِ حتى الآن بوعودها.. وليت الأمر يقف عند هذا الحدّ فحتى المازوت الزراعي الذي لا غنى للفلاح عنه أصبح تأمينه صعب المنال وبالسعر الأسود الرائج شأنه في ذلك شأن السماد الذي أصبحت أسعاره خارج حدود المعقول وخارج قدرة المزارعين على توفيره.
السماء جادت بغيثها فهل فعلنا نحن ما هو مطلوب منا؟!ّ حتى الآن لا.. ولكن ما زال هناك بصيص أمل في أن يتغيّر كل ذلك وربما لم تتبخّر تلك الآمال العريضة التي بنيناها على (المطر العميم) ولكن السؤال المهم.. لماذا لا نستفيد من تجاربنا؟ ولماذا تأخرت الحكومة في التدخّل إلى هذا الوقت كي توفر السماد اللازم والضروري لموسم زراعي واعد؟!
ربما للحكومة أعذارها فحملها ثقيل جداً ولكن الزراعة هي القطاع الإنتاجي الأهم في بلدنا وعليه تبنى الآمال.. فلا تكسروا ظهر أحلامنا بالتسويف والتبرير.. ذلك أقلّ الإيمان.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن