سورية

بعد تأكيد «البنتاغون» ضرورة تطوير قنوات الاتصال مع الجيش الروسي … موسكو مستعدة للتعاون مع واشنطن في حل الأزمة السورية

| وكالات

رحبّت روسيا بتوجّه أميركا لتعزيز قنوات الاتصال معها بهدف حلّ الأزمات الدولية الراهنة بما فيها الأزمة السورية، مؤكدة استعدادها للتعاون معها في حل مشاكل الشرق الأوسط والعالم.
وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، أمس: أن روسيا ترغب، جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة، في تعزيز الدور القيادي للدولتين في عملية حل المشاكل الأمنية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف بوغدانوف: «نود أن يستمر هذا التوجه وأن يتعزز، لأن الكثير في الشرق الأوسط، وكذلك على الساحة الدولية ككل، يعتمد بطبيعة الحال، على الدور الريادي للقيادة المشتركة لروسيا والولايات المتحدة، من حيث معالجة التحديات العالمية والأزمات الدولية، بما في ذلك داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي».
وأشار إلى أن بلاده تنتظر استكمال التعيينات داخل الإدارة الأميركية، وخاصة أولئك الذين سيتعاملون مع القضايا الراهنة، بما في ذلك التسوية السورية، ووضع نهج مشترك بالتنسيق معهم للتقدم نحو هذا الأمر.
وتابع بوغدانوف: «نود التقدم مع شركائنا الأميركيين نحو تعزيز وقف الأعمال العدائية، ومكافحة الإرهاب، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، بأكبر قدر من الفعالية، وبطبيعة الحال، السير بالعملية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي اعتُمد بالإجماع».
ولم يكتف بوغدانوف بالتشديد على أهمية التعاون الثنائي بين البلدين، بل ولفت إلى أهمية التعاون الدولي الأوسع نطاقاً لتسوية الوضع في الشرق الأوسط. وقال: «لقد أطلقنا ما يسمى بعملية أستانا، (أي لقاءات الفرقاء في أستانا)، حيث انضمت إيران إلى الدور الرئيسي الذي تلعبه روسيا وتركيا، ويساهم الأردن فيها إلى حد ما، لافتاً إلى اهتمام موسكو الشديد برعاية ودعم الأمم المتحدة لهذه العملية، وبدعم الإدارة الأميركية الجديدة أيضاً.
وخلص بوغدانوف إلى القول: إن «عملية أستانا تهدف لترسيخ وقف الأعمال العدائية، ولكن هذا لا يكفي، لأنه يجب التوجه نحو الأبعد»، وأضاف: «نحن بحاجة إلى دعم جهود التنسيق بين السوريين أنفسهم في مجال مكافحة الإرهاب والانخراط في العملية السياسية في وقت واحد، من خلال مفاوضات جنيف الجارية بمشاركة عدد من اللاعبين الدوليين، ونعتقد أن تعاوننا مع تركيا مهم جداً، لأنه يتوجه الآن نحو أمور واضحة ومحددة ويسير بنجاح كبير».
جاء ذلك عقب إعلان دائرة الصحافة في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، في تقرير، لها أمس، أنه من الضروري تطوير وتعزيز قنوات الاتصال والعلاقات مع الجيش الروسي لمنع الحروب في سورية وأوروبا والمحيط الهادئ، الأمر الذي من شأنه أن يجعل العالم أكثر أمناً، حسب «روسيا اليوم».
وقالت الدائرة: «هناك حاجة لقنوات اتصال بين القادة الروس ونظرائهم في الولايات المتحدة للمساعدة في الحد من خطر التصادم أو الحوادث المحتملة، وخاصة في القواعد التي تعمل فيها القوات الأميركية بشكل مستمر على مقربة من مناطق انتشار القوات الروسية، على سبيل المثال، في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأسود، وبحر البلطيق وبحر الشمال، وفي أوروبا والمحيط الهادئ وسورية»، حسبما جاء في وثيقة «البنتاغون».
ونقل التقرير عن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد، تأييده تعزيز قنوات الاتصال مع الجيش الروسي، حيث قال: «في حال طرأت أي أزمة، أريد أن تكون قنوات الاتصال مفتوحة حتى نتمكن من التحدث والتباحث في الزمن الحقيقي حول ما يحدث في الواقع، ومحاولة حلها (الأزمة)، حسناً أعتقد أننا جميعاً نعرف من التاريخ أن الحسابات الخاطئة وسوء الفهم يمكن أن تقودنا في الاتجاه الخاطئ».
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت الثلاثاء الماضي أن قيادة الأركان الروسية والتركية والأميركية ناقشت بمدينة أنطاليا في تركيا الأمن الإقليمي في سورية والعراق.
وأول من أمس، علق دانفورد على نتائج اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف ورئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار في مدينة أنطاليا التركية الثلاثاء الماضي بالقول: إن «لقاء أنطاليا تطرق إلى تمهيد الظروف المواتية لإطلاق الحوار عبر قناة ذات ثلاث نجوم /مستوى جنرالات/ من أجل التوصل إلى تفاصيل كيفية تخفيف التوتر» وذلك في إشارة إلى التدابير الرامية إلى منع وقوع حوادث الطيران في الأجواء السورية، حسب وكالة «سانا» للأنباء.
ووفقاً لدانفورد، فإن قناة الاتصال القائمة حالياً بين الولايات المتحدة وروسيا لمنع الحوادث في سماء سورية «ضعيفة نوعاً ما»، على الرغم من أنها تستخدم بنجاح. وأضاف دانفورد: «أعتقد أن منع الصراعات الممتدة، والتي تشمل التفاعل الموثوق بين ممثلي جيشينا مهم جداً لاستمرار العمليات الآمنة (لقوات الجيش)، ولقد نجحنا في تقليص خطر الحوادث في الأشهر الأخيرة».
وأول من أمس، قال المتحدث باسم «البنتاغون»، جيف ديفيس للصحفيين، إن هناك تزايداً في استخدام قنوات الاتصال القائمة حالياً بين الجيشين الأميركي والروسي في سورية، واستخدامها يتم ليس فقط للعمليات الجوية، ولكن أيضاً خلال العمليات البرية.
وحسب الموقع، فإنه وعلى الرغم من هذه التصريحات المتفائلة بتحسين وتطوير قنوات الاتصال بين وزارتي دفاع وجيشي البلدين، ما زالت تتصاعد في واشنطن أصوات نشاز مطالبة برفض التنسيق مع روسيا في سورية وعدم التعاون مع الجيش الروسي هناك.
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أعلن أن محاولات واشنطن إقامة حوار مع روسيا من منطلق القوة لن تنجح، مؤكداً في الوقت ذاته أن وزارته مستعدة لاستئناف التعاون مع «البنتاغون».
وتقود الولايات المتحدة منذ آب عام 2014 تحالفاً مزعوماً تشكل بدعوى مقاتلة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية بشكل غير شرعي من خارج مجلس الأمن ارتكب خلالها طيرانه العديد من المجازر بحق السوريين في منبج والغندورة وطوخان الكبرى ودابق بريف حلب الشمالي والبوكمال بريف دير الزور الشرقي وعدة مناطق في الرقة وريفها راح ضحيتها المئات بين شهيد وجريح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن