من دفتر الوطن

رجال أموال… فقراء!!

| عبد الفتاح العوض

رجال الأعمال في سورية فقراء لكنهم يملكون أموالاً..
ككل الأشياء لا يجوز التعميم فيها لكن في حالة رجال أعمال سورية يعتبر الأمر ظاهرة…
صديق قال لي إنهم يبدؤون الحديث معك بالشكوى حتى قبل أن تكمل السلام عليهم!! ودوماً الشغل عاطل.. ودوماً هم على حق وثمة آخر يأخذ حقهم..!.
لسنا في وارد التحليل النفسي لظاهرة فقر رجال الأموال.. لكن من الواضح أن تراكماً نفسياً لدى رجال الأعمال عبر التاريخ أوصلهم إلى هذه الحالة.
لعل السبب الأوضح أن أصحاب الأموال عادة ما يكونون محطّ اهتمام رجال السلطة فيتم من خلال ذلك تعقبهم بغية الاستغلال أو الابتزاز أو الاستفادة حسب مكان وقوة رجل السلطة. وهذا أمر مارسته السلطات كافة على مر التاريخ من خلال ما كان يفرض على «الأغنياء» بشكل خاص وعلى الناس عموماً من قبل رجال «القوة». كذلك فإنه مع تنظيم العلاقة بين المواطن والدولة فإن الأغنياء أيضاً يدفعون «الضرائب» حالياً وما كان يسمى «مكوس» سابقاً وهذه الضرائب تتزايد طرداً مع مستوى الغنى لهذا سيكون صعباً على الأغنياء أن يظهروا «غناهم» لأنهم بذلك سيدفعون ضرائب أكبر.
رغم تغير الزمن وتعاقب الدول فإن سلوك رجال الأعمال لم يتغير في إظهار «الفقر».
الطريقة التي يتعاملون بها تقوم على كثرة الشكوى سواء من قلة العمل أو من ركوده أو من تزايد أعبائه أو من قذارة المنافسين أو من ظلم الشركاء أو من المستغلين أو.. هكذا تزداد قائمة من يشتكي منهم رجال الأعمال.
ولعل أوضح ما يتبدى لنا من فقر رجال الأعمال السوريين هو عدم مشاركتهم في المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقهم والأمر ليس مقترناً بمرحلة الحرب التي تعيشها سورية بل أيضاً في أوقات الرخاء لم يقم رجال الأعمال بالدور الاجتماعي المنوط بهم.
والآن ورغم كثرة غرف التجارة والصناعة والزراعة والسياحة وما تضمه من رجال أعمال إلا أن هذه الغرف ليس لديها أي دور اجتماعي أو ثقافي.. هل تستطيع غرفة تجارة دمشق أو حلب أو صناعة حلب أو دمشق أو أي من تجمعات رجال الأعمال أن تخبرنا ما هو المشروع الاجتماعي أو الفكري الذي تبنوه…؟
فقط مطالب ومطالب وإعفاءات وتسهيلات… لاحظوا أن الصناعيين والتجار الذين تعثروا فساداً أو فشلاً حصلوا على إعفاءات وتسهيلات دفع، في حين لم يتم حتى الآن تقديم إعفاء واحد لأولئك الموظفين الذين حصلوا على قروض متناهية الصغر.
هناك رجال أعمال في العالم يقدمون مساعدات مهمة للجامعات وللمكتبات ناهيك من العمل الخيري المعتاد في حين رجال الأعمال في سورية لا يقومون بخطوات من هذا النوع. وإن جلّ ما يمكن القيام به هو تقديم «تبرعات» لجمعية خيرية من خلال أحد الشيوخ حتى يشهد «بصلاحه وتقواه». أو يشارك في الترويج له قبيل انتخابات ما.
رجال أموال.. فقراء… فقراء من نوع آخر.. فقر يخجل منه!!

أقوال:
• المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء.
• والناس من خوف الفقر في فقر ومن خوف الذل في ذل.
• الأغنياء الذين يعتقدون الفقراء سعداء ليسوا أكثر غباء من الفقراء الذين يعتقدون أن الأغنياء سعداء.
• يقترف الغني الإثم، ويطلب الفقير الغفران.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن