رياضة

عصفور باليد..

| مالك حمود

يالها من فرحة، ويا له من إنجاز!
البيسبول ينضم إلى ألعابنا الرياضية المعتمدة!
كلام جميل لو كانت أمور رياضتنا كلها عال العال ولا تشكو من شيء. لكن أن نعتمد رياضة جديدة وبقية ألعابنا أو معظمها تشكو الضيق والاختناقات فلا شك أنها مفارقة غريبة وعجيبة.
لسنا ضد تطوير رياضتنا وتحديث ألعابها وتناميها، ولسنا ضد التوسع في نطاق ألعابنا الرياضية ولاسيما الأولمبية منها، ولكن عندما نعتمد رياضة مثل البيسبول في بلدنا فهذا يعني أن أمور بقية ألعابنا بخير، وأننا قادرون على توفير وتأمين مستلزماتها ومتطلباتها وأقلها الملاعب الخاصة بهذه اللعبة.
فهل نحن قادرون؟! وهل انتهت الأزمة والاختناقات المالية التي خلفتها ولم نخرج منها وقد أثرت في معظم ألعابنا الرياضية وتسببت في الكثير من حالات التقشف والتنشف؟!
منتخبات تسافر وتشارك في بطولات إقليمية وقارية من دون معسكرات خارجية والسبب عدم توافر المال.
ومنتخبات تلغى مشاركاتها الدولية بداعي ضغط النفقات.
وبطولات للفئات العمرية تقام بطريقة مضغوطة لدرجة تفرض على الفريق لعب مباراتين يومياً لضغط النفقات.
والآن تأتينا البيسبول كي تنضم إلى ألعابنا الرياضية لتفتح باب السؤال والتساؤل:
هل أصبحنا في بحبوحة كي نصرف على لعبة جديدة؟!
وهل بات يتوافر لدينا المال الكافي لإعداد ملاعب لها، وإن توافر المال المطلوب فلماذا لم نحوله لصيانة الملاعب التي بات منظرها وواقعها مؤلماً، وبالوقت ذاته فإن صالاتنا ومعظم منشآتنا بحاجة إلى الصيانة الكبيرة والعميقة؟!
وهل أصبحت ألعاب القوة التي تعتبر المصدر الأساسي لتحقيق الميداليات البراقة في المجال الدولي بحالة كفاية؟!
دعونا منطقيين ولنفكر بواقعية، ولنكفِ ألعابنا الموجودة ونؤهل منشآتنا المتعبة، بدلاً من البحث عن منافذ جديد للنفقات، فالأزمة لم تنته بعد، وعملاً بمبدأ (عصفور باليد أفضل من عشرة على الشجرة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن