عربي ودولي

الإدارة الأميركية تستأنف قرار تعليق مرسوم الهجرة الجديد … خلافات في وجهات النظر خلال لقاء ترامب وميركل حول «التبادل الحر» و«الهجرة»

فيما بدا واضحاً التوتر والخلافات خصوصاً في شأن ملفي التبادل الحر والهجرة خلال لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في البيت الأبيض، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي أنها استأنفت قرار قاض فدرالي في ولاية ميريلاند علق جزئيا تنفيذ مرسوم الهجرة الجديد الذي يمنع مؤقتاً اللاجئين ومواطني ست دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة.
وقدم الاستئناف أمام محكمة غرينبلت الفدرالية في ميريلاند. ويفترض أن تعالج الملف الآن محكمة الاستئناف الفدرالية في ريتشموند بولاية فرجينيا.
وكان القاضي تيودور شوانغ علق صباح الخميس جزئيا تنفيذ المرسوم الذي يمنع إعطاء تأشيرات إلى مواطني سورية واليمن وإيران والصومال وليبيا والسودان إذ رأى أن المرسوم الجديد «هو تجسيد لحظر دخول المسلمين الذي كان يتم التخطيط له منذ زمن طويل».
وكان قاض فدرالي آخر في هاواي علق أيضاً الأربعاء تطبيق المرسوم الذي وقعه ترامب في السادس من آذار قبل بدء تطبيقه الخميس. واعتبر القاضي ديريك واتسون في قراره أن «المرسوم صدر بهدف استهداف ديانة معينة».
وأوضح الناطق باسم البيت الأبيض شون سبنسر الخميس أن إدارة الرئيس ترامب تسعى للحصول على «توضيحات» بشأن قرار القاضي في هاواي، قبل استئناف القرار.
وقال القاضيان إنهما استندا إلى تصريحات سابقة لترامب ومستشاريه.
وبما أن القرارين صدرا عن قاضيين فدراليين، فهما يطبقان على كل الأراضي الأميركية.
وكان ترامب أكد أن مرسومه الجديد ليست به ثغرات قانونية بعد أن شطب منه العناصر الأكثر إثارة للجدل في المرسوم الأول والتي أثارت شعوراً بالاستياء في الولايات المتحدة. واستثنى المرسوم الجديد العراق من المنع. وانتقد ترامب القضاء معتبراً أنه «مسيس». كما تحدث عن «استغلال للسلطة غير مسبوق» وعن «كبح» لسياسته يؤدي إلى أن تبدو الولايات المتحدة «ضعيفة».
من جهة أخرى استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في البيت الأبيض، لكن التوتر كان جليّاً والخلافات واضحة وخصوصاً في شأن ملفي التبادل الحر والهجرة.
ورغم إشارتهما إلى اجتماع مثمر، أكد الزعيمان خلال مؤتمر صحفي مشترك قصير مواقفهما.
وقال ترامب: «لست انعزالياً، أنا مع التبادل الحر لكن تبادلنا الحر أدى إلى كثير من الأمور السيئة»، فيما بدا أنه رد على ميركل التي تحذر باستمرار من النزعة الحمائية.
وشدد على قناعته بأن واشنطن كانت الخاسر الكبير من الاتفاقات التجارية في العقود الماضية، مؤكداً رغبته في التفاوض على اتفاقات لا تؤدي إلى «غلق مصانع» في الولايات المتحدة.
ومع أن الانتقادات الأميركية للفائض التجاري الألماني ليست جديدة، فإن إدارة ترامب اعتمدت لهجة أكثر عدوانية من سابقاتها في هذا الصدد. وبعد أن أشار مازحاً إلى أن «المفاوضين الألمان» قاموا لفترة طويلة بـ«عمل أفضل» من نظرائهم الأميركيين، أكد ترامب أن هذا العهد قد ولى. وأقرت ميركل بأن من الأفضل التحادث مباشرة بدلا من التخاطب عبر الإعلام، لكنها لم تخف وجود نقاط خلاف عدة.
ودعت إلى استئناف المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر عبر الأطلسي التي بدأت في 2013، مؤكدة أنه ستكون له فائدة كبيرة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقالت: «أعتقد أن العولمة يجب أن تصاغ بروح منفتحة» في وقت يتمحور تحرك الإدارة الأميركية الجديدة حول شعار «أميركا أولاً».
وحرصت ميركل الشخصية المركزية في الاتحاد الأوروبي والساعية لولاية رابعة في بلادها، على الإشادة بالاندماج الأوروبي مؤكدة أن «نجاح الألمان» مرتبط بشكل وثيق بالاتحاد الأوروبي.
وقالت: «هذا أمر أنا مقتنعة به إلى حد كبير» أمام ترامب الذي كان أشاد في الأشهر الأخيرة ببريكست «رائع» وتوقع ضاحكاً أن تخرج دول أخرى قريباً من الاتحاد الأوروبي. ومع حرص الزعيمين على تفادي الانتقادات المباشرة، فإن اختلاف وجهتي نظرهما كان صارخاً في ملف الهجرة.
وقال ترامب: إن الهجرة «امتياز وليست حقاً». وأضاف أثناء المؤتمر الصحفي الذي استمر أقل من نصف ساعة إن «أمن مواطنينا يجب أن تكون له دائماً الأولوية».
وكان ترامب وصف في منتصف كانون الثاني قرار ميركل فتح أبواب بلادها لمئات آلاف طالبي اللجوء في 2015 و2016 بأنه «كارثي». في المقابل انتقدت ميركل في شكل مباشر مرسوم ترامب حول الهجرة.
وفيما يتعلق بالحلف الأطلسي، كرر ترامب «دعمه القوي» للمنظمة، لكنه ألحّ على ضرورة أن يدفع الحلفاء الأوروبيون «حصتهم العادلة في مجال الدفاع». كما قال الرئيس الأميركي: إن ألمانيا مدينة لحلف شمال الأطلسي «بمبالغ طائلة» وإن على برلين أن تدفع للولايات المتحدة المزيد للدفاع عنها.
وأكدت ميركل أن ألمانيا ستزيد نفقاتها. وقالت «نتعهد اليوم بهدف 2 بالمئة (من الناتج الإجمالي) حتى 2024». وفي ختام المؤتمر الصحفي، حاول ترامب المزاح من دون تفاعل من ميركل، قائلاً إنه في مجال التنصت من جانب الإدارة الأميركية السابقة فإن لديه ربما «قاسماً مشتركاً» مع المستشارة الألمانية.
وكان ترامب اتهم في سلسلة تغريدات، سلفه باراك أوباما بالتنصت عليه.
وكان المستشار السابق لوكالة الأمن القومي الأميركية ادوارد سنودن كشف في 2013 أن هاتف ميركل الجوال كان موضع تنصت الوكالة الأميركية.
وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن