الجيش يفشل هجوماً عنيفاً لـ«النصرة» وحليفاتها من حي جوبر.. ويشن هجوماً معاكساً

أفشل الجيش العربي السوري هجوماً عنيفاً شنته «جهة النصرة» وحليفاتها من الميليشيات المسلحة من حي جوبر شرق العاصمة تجاه مواقعه، وشن الجيش هجوماً معاكساً تمكن خلاله من استعادة العديد من المواقع كان مقاتلو «النصرة» وحلفاؤها تسللوا إليها. وحال الجيش من دون تحقيق هدف الإرهابيين من الهجوم المتمثل بوصل حي جوبر بحي القابون الذي يضييق الجيش الخناق عليه.
واستيقظ سكان دمشق أمس في ساعات الفجر الأولى على أصوات انفجارات عنيفة من شرق العاصمة سمع دويها في وسط دمشق ومحيطها، في حين شهدت الحواجز المنتشرة في المدينة تدقيقاً مكثفاً في السيارات التي تريد الوصول إلى وسط العاصمة، ليتبين لاحقاً أن التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المتحصنة في حي جوبر تشن هجوماً على مواقع الجيش في القسم الذي يسيطر عليه من الحي.
وبحسب «شبكة شام» الإخبارية المعارضة فإن من سمتهم «ثوار الغوطة الشرقية» أعلنوا عن معركة أطلقوا عليها «يا عباد اللـه اثبتوا» وتهدف للسيطرة على عدة نقاط في محيط حي جوبر، في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر «جبهة النصرة» الإرهابية أحد أبرز مكوناتها، وميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» وميليشيا «فيلق الرحمن» هي التنظيمات والميليشيات التي تشارك في الهجوم.
وبدأ الهجوم بسيارتين مفخختين يقودهما عنصران من «تحرير الشام» وحاولا الوصول إلى نقاط الجيش إلا أن الأخير تمكن من تفجيرهما قبل وصولهما إلى هدفها ليتبع ذلك هجوم من الانغماسيين الإرهابيين، واندلاع معارك عنيفة بين الجيش العربي السوري والإرهابيين استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة والمدفعية وقذائف الهاون والصاروخية، بالترافق مع استهداف سلاح الجو لمواقع الإرهابيين.
واستبسلت وحدات الجيش بالتصدي للإرهابيين الذين تسللوا عبر شبكة أنفاق إلى عدد من الأبنية السكنية والنقاط العسكرية وأوقعت بينهم قتلى ومصابين.
وتحدثت مواقع معارضة ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في بداية المعركة عن سيطرة الإرهابيين على معامل الغزل والنسيج والحلو والسادكوب والشركة الخماسية ورحبة المرسيدس وشركة الكهرباء، في حين تحدث مدير المرصد عن سيطرة الإرهابيين على أجزاء من كراج العباسيين القديم، مشيراً إلى أنه في حال ثبت الإرهابيين سيطرتهم على الكراج، فإنهم سيقتربون بشكل أكبر من قبل مدينة دمشق، إضافة لاقترابها من وصل مناطق سيطرة الإرهابيين في حيي جوبر والقابون ببعضهما، والانتقال عبر حيي القابون وجوبر لكون أن المنطقة الفاصلة ستقع في حال تثبيت السيطرة، تحت مرمى نيران الإرهابيين، علماً أن الجيش يحاصر الإرهابيين في داخل حي القابون بعد السيطرة الكاملة على مزارع الحي.
وذكر المرصد عن أن ما لا يقل عن 35 غارة نفذتها الطائرات الحربية، على أحياء شرق العاصمة، مستهدفة بـ5 منها مناطق في حي القابون، بينما نفذت الـ30 الأخرى على حي جوبر.
وترافقت المعارك مع إطلاق النصرة وحليفاتها وبكثافة قذائف سقطت على مناطق في العاصمة دمشق، مستهدفة مناطق بين شارع حلب ومنطقة القصاع، ومحيط مشفى العباسيين وساحة جورج خوري، ومحيط شارع برنية بحي ركن الدين، وحي القصور، وبساتين العدوي ومنطقة العباسيين وكراجها وشارع فارس الخوري ومنطقة التجارة وباب توما، بالترافق مع حالة حذر في التنقل من قبل المواطنين شهدتها المنطقة المحيطة بحي جوبر، التي شهدت انتشاراً كثيفاً لعناصر الجيش والأمن بسلاحهم الفردي توخياً للحذر من أي طارئ، على حين شددت الحواجز المنتشرة في العاصمة من إجراءاتها الأمنية.
في المقابل، قالت وكالة «سانا» للأنباء «تصدت وحدات من الجيش والقوات المسلحة لهجوم إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التكفيرية التابعة له على عدد من النقاط العسكرية والأبنية السكنية في أطراف حي جوبر شرق دمشق».
وأفاد مصدر عسكري في تصريح نقلته «سانا»، بأن وحدات الجيش «أحبطت محاولات تسلل المجموعات الإرهابية من جوبر باتجاه بعض النقاط العسكرية في محيط معمل كراش وتمكنت من عزل المجموعات المتسللة وتطويقها وتكبيدها خسائر كبيرة».
ولفت المصدر إلى أن اشتباكات وحدات الجيش مع المجموعات الإرهابية «مستمرة للقضاء على ما تبقى من فلولها المحاصرة».
وأكدت «سانا»، أن جميع الشائعات والأكاذيب التي تتناقلها وسائل الإعلام الشريكة في جريمة سفك دم السوريين حول سيطرة التنظيمات الإرهابية على كراجات العباسيين غير صحيحة.
وفي وقت سابق كانت الوكالة ذكرت، أن وحدات من الجيش اشتبكت مع مجموعات إرهابية تسللت فجر الأحد إلى محيط عدد من النقاط العسكرية والأبنية السكنية على محور معمل كراش- شركة الغزل والنسيج- حي جوبر ودمرت لها سيارتين مفخختين قبل وصولهما إلى النقاط العسكرية.
ولفتت إلى أن وحدات من الجيش اشتبكت مع إرهابيين تسللوا عبر شبكة من الأنفاق في المنطقة وأوقعت بينهم العديد من القتلى والمصابين.
وأفادت بأن أصوات الانفجارات في أقصى الأطراف الشرقية لمدينة دمشق ناجمة عن عمليات الجيش العربي السوري ضد مواقع التنظيمات الإرهابية التكفيرية في حي جوبر والقابون.
وعلمت «الوطن» أن جامعة دمشق قامت بإلغاء الدوام يوم أمس في كلية الزراعة حفاظاً على سلامة الطلاب.
من جانبها ذكرت صفحة «الإعلام الحربي المركزي» على موقع «فيسبوك» أن الجيش العربي السوري استعاد مبنى شركة الكهرباء في حي جوبر ويواصل هجومه لاستعادة الشركة الخماسية ورحبة المرسيدس.
وأضافت الصفحة: «يواصل الجيش السوري تصديه لهجوم «جبهة النصرة» والمتحالفين معها على جبهة جوبر – برزة شرق دمشق، ويتمكن من إحراز تقدم على محور «السيرونيكس» (جنوب القابون) باتجاه «رحبة المرسيدس» واستعادة عدد من الأبنية التي اقترب منها المسلحون.