الأولى

هكذا خدعت جبهة النصرة وليد جنبلاط

| عبد اللـه علي

علمت «الوطن» من مصدر خاص أن القائد الميداني الذي أمر بارتكاب مجزرتي صوران وكوكب بريف حماة الشمالي في شهر تموز من العام الماضي هو القيادي في جبهة النصرة سفينة التونسي (أبو عبد الرحمن) الذي سبق له ارتكاب مجزرة «قلب لوزة» في قرى جبل السماق بريف إدلب منتصف عام 2015 ووعدت «النصرة» بمحاكمته استجابة لمطالب النائب وليد جنبلاط ولوثيقة وجهاء المنطقة.
وكانت ميليشيا «جند الأقصى»، المتهمة بمبايعة داعش، قامت بذبح بعض المواطنين في صوران وكوكب وفصل رؤوسهم عن أجسادهم بعد ساعات من سيطرتها على البلدتين المذكورتين، وقامت بنشر صور ومقاطع فيديو تظهر بعض عمليات الذبح وبعض الرؤوس المفصولة في مشاهد تذكر بإصدارات تنظيم داعش الدموية.
وقبل ذلك كان النائب اللبناني رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط قد صرّح بأنه «لا يعتبر جبهة النصرة إرهابية، بل هي جزء من المواطنين السوريين» وشدد على أنها «ليست عدواً»، وعلى خلفية هذا الموقف تبادل الطرفان التحيات وعبارات الغزل، حتى إن أبا ماريا القحطاني، وكان حينها يشغل منصب عضو مجلس الشورى في «النصرة»، خص جنبلاط بتحية كبيرة بسبب موقفه المتفهم «لجهاد النصرة».
ولم يتغير موقف جنبلاط السابق من «النصرة» حتى بعد وقوع مجزرة قلب لوزة، وسقوط عشرات المواطنين الدروز ضحايا لهذا «الجهاد» المتفهَّم جنبلاطياً، بل إنه كاد آنذاك أن يبرر المجزرة من خلال تصنيفه لها على أنها «حدث فردي» في إشارة إلى أنها لا تمثل سياسة ونهج جبهة النصرة.
ووعدت النصرة في بيان لها بمحاسبة جميع المسؤولين عما وصفته بـ«الخطأ غير المبرر» في «قلب لوزة» بعد اتصالات كثيرة أجراها جنبلاط مع قيادات من المعارضة السورية في الأردن وتركيا.
وعلمت «الوطن» أنه بعد صدور بيانها قامت «النصرة» بتهريب «أميرها» التونسي لمنع محاكمته، وذلك من خلال إرساله إلى فصيل «جند الأقصى» ضمن مجموعة من «القادة الميدانيين» كانت ملتزمة بإرسالهم لتدريب عناصر «الأقصى» بناء على اتفاق مسبق بينهما، وذلك قبل أن تسوء العلاقة بين الطرفين مطلع العام الحالي وما تلا ذلك من تفكيك «جند الأقصى» بشكل نهائي.
ونقل المصدر عن المدعو سفينة نفسه تأكيده في أكثر من مناسبة أن عدم محاكمته على مجزرته بحق «الدروز» يعود إلى سبب بسيط، هو أن جبهة النصرة قد دفعت فدية القتلى في مجزرة قلب لوزة من «حرّ مالها»، مشدداً على «أن قيادياً في «الحزب التقدمي الاشتراكي» هو من استلم مبلغ الفدية «عبر وسيط سوري»!
(التفاصيل ص2)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن