قضايا وآراء

العدوان الإسرائيلي والرد السوري

| ميسون يوسف 

عندما بدأ العدوان على سورية منذ ست سنوات استهدف الإرهابيون والمرتزقة مباشرة وبتعليمات إسرائيلية منظومة الدفاع الجوي السوري التي كانت تشكل هاجساً لإسرائيل يمنعها من التفكير باختراق السماء السورية والعدوان عليها. وقد تساءل الكثيرون يومها عن علاقة «الثورة وطلب الحرية المزعوم، « بمنظومة الدفاع الجوي وكان واضحاً أن الاستهداف يكشف حقيقة ما يسمى زوراً «ثورة» وأنه عدوان أجنبي بيد محلية إقليمية أو أجنبية…. وبعد الاستهداف ذاك روجت إسرائيل القول بأن سورية جردت من قوة دفاعها الجوي وباتت السماء السورية مفتوحة للعدوان الإسرائيلي يستبيحه متى شاء.
وبعد أن أقنعت إسرائيل نفسها واطمأنت وفقاً لتصورها بأن أحداً لن يهدد أو يعترض طيرانها في السماء السورية اعتمدت سياسة العدوان المقنع الذي كانت تحاول فيه أن تقدم الإسناد الميداني والمعنوي للإرهابيين في كل مرة يشعر عملاؤها بحراجة الموقف أو يتكبدون خسارة تودي بمعنوياتهم فيأتي الطيران الإسرائيلي ويعطيهم جرعة من دعم خدمة للإستراتيجية الإسرائيلية في إطالة أمد العدوان على سورية.
ولكن وفي خضم أحداث مرحلة الانتصارات السورية التي أرقت إسرائيل وأقرانها في منظومة العدوان شهدت السماء السورية ما أجهض كل التصور الإسرائيلي ففي الوقت الذي ظنت إسرائيل بأنها تستطيع أن تقدم الدعم للإرهابيين في عمق سورية وأن تضغط على الجيش العربي السوري ليوقف زحفه التطهيري شرقاً كانت الصدمة الزلزال الذي هز إسرائيل، كانت صواريخ س 200 السورية في الانتظار تطلق على الطائرات الإسرائيلية التي استعملت الأجواء اللبنانية من الغرب واخترقت الحدود السورية متجهة إلى قصف مركز عسكري سوري يشكل أحد مراكز الإسناد الخلفية للقوى التي حررت تدمر، وإذا بصواريخ سورية المنطلقة بقرار سوري والمشغلة بيد سورية والمدافعة عن الأرض والسماء السورية تتجه إلى طائرات العدوان الإسرائيلي فتصيبها وتسقط منظومة الأوهام والأحلام الإسرائيلية والزعم بأن سورية بعد الحرب باتت واهنة وسماؤها مستباحة. لكن صورايخ سورية رسمت في مسارها عبارة قلبت المشهد وأسقطت ما ظنت إسرائيل أنها صنعته بعدوانها…. صواريخ كتبت برؤوسها العبارة المقدسة: «سورية قوية وتبقى قوية».
إن سورية القوية بقيادتها وبجيشها بشعبها وبحلفائها، كانت وتبقى منيعة الجانب لن ينال منها عدوان مهما عربد أصحابه، وإن سورية ماضية في الدفاع عن نفسها وبكل ثقة وعنفوان، دفاع في كل الاتجاهات وعلى كل الصعد، وبهذا الفهم للقوة تقاطع بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الذي فضح هزيمة العدوان الجوي الإسرائيلي وأكد إصابة نصف الطائرات التي اعتدت (واحدة أسقطت والثانية أصيبت) تقاطع البيان هذا مع رسالة وزارة الخارجية السورية إلى الأمم المتحدة لتتحمل مسؤولياتها في مواجهة كيان يستمر بالعدوان وانتهاك سيادة الدول المستقلة.
إن الرد السوري على العدوان الإسرائيلي ورغم أنه كان مسبوقاً قبل أشهر بإسقاط طائرة إسرائيلية اعتدت على سماء الجولان، فإن هذا الرد اليوم له معان وأبعاد مختلفة ويؤكد اقتداراً سورياً ظن العدو أنه تآكل… ويؤكد قراراً سورياً لقيادة واثقة من قدرتها على المواجهة حماية للوطن، أنه رد أسقط الأحلام الإسرائيلية وفرض قواعد اشتباك جديدة لم تكن إسرائيل تتوقع أن سورية ستلزمها بها وبهذا الشكل… ولهذا كان الاضطراب الإسرائيلي والارتباك الذي قل أن شهدته إسرائيل في أعقاب عدوان ارتكبته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن