سورية

سلو: نمارس سياسة ضبط النفس ولن ننجر إلى مواجهات مع تركيا في عفرين … «قوات سورية الديمقراطية» ترحب بالعمل مع الجيش السوري في تحرير الرقة

| جانبلات شكاي

أعلن الناطق الرسمي باسم «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) العميد طلال سلو أن «قسد» تقبل مشاركة الجيش العربي السوري في عملية تحرير الرقة، على خلاف الجيش التركي، باعتبار أن الأول جيش وطني والثاني يمثل الداعم الأول للإرهاب ولتنظيم داعش.
وكشف سلو أن عملية إطباق الحصار على مدينة الرقة سيتم إنجازها في غضون 15 يوماً على الأكثر لتبدأ بعدها عملية تحرير المدينة، مشيراً إلى أن «قسد» تمارس «سياسة ضبط النفس» دائماً ولن تنجر إلى معارك جانبية رغم الاستفزازات التركية المتكررة بما فيها عمليات القصف الأخيرة على عدد من قرى ريف عفرين.
وبحسب مواقع كردية فإن الجيش التركي استهدف منذ صباح الأمس وبعشرات قذائف المدفعية والدبابات كلاً من قرى: ملا خليل، دير بلوط، وفرفرك، وقره بابا، وأنقله، وخليل، بمحيط مدينة عفرين القريبة من الحدود السورية التركية ما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى.
وقال سلو في تصريح هاتفي لـ«الوطن»: «إن الموضوع ليس بالجديد فتركيا ومنذ اللحظة الأولى لتشكيل «قسد» قامت باستهدافنا وواصلت عمليات جرف المزارع وأشجار الزيتون على المناطق الحدودية في عفرين، وسقط لنا الكثير من الشهداء جراء اعتداءاتهم».
وتابع: «يحاولون دائماً جرنا إلى صراع جانبي للتخفيف من حملتنا باتجاه داعش، ونحن على قناعة بأن أي طلقة نوجهها إلى غير داعش تصب في مصلحة هذا التنظيم الإرهابي»، وأوضح أن «قوات سورية الديمقراطية لطالما طالبت بعلاقات حسن جوار مع تركيا ولكنهم للأسف ظلوا يضعوننا في خانة الإرهاب، وهذا عار من الصحة، لأن هناك ستين دولة متحالفة معنا للقضاء على الإرهاب، وبالتالي فإنه من المؤكد أن هذه الدول ليست على خطأ، وإنما تركيا هي الداعمة الأولى للإرهاب، وما تزال تدعم تنظيم داعش الإرهابي وتقوم بذلك عبر مثل هذه الاستفزازات الحدودية». وإن كان يتوقع أن تتطور عمليات القصف التركية الحالية إلى اشتباكات بين «قسد» والجيش التركي، نفى ذلك وقال: «إن قواتنا ملتزمة دائماً بسياسة ضبط النفس ولا نرد على مثل الاعتداءات ولن ندخل في أي صراع جانبي قد يحرف مسيرتنا في القضاء على الإرهاب».
وإن كان التحرك التركي مرده الإعلان عن وصول قوات روسية إلى عفرين وافتتاح مركز لمراقبة وقف إطلاق النار هناك، عاد سلو وأكد أن «الانتهاكات التركية ليست بالجديدة وهم دخلوا سابقاً لمسافة 300 متر داخل الأراضي السورية»، مشيراً إلى أن «وجود الطرفين الروسي والأميركي يشكل عامل ضغط على تركيا، ولقد تُرك المجال لأهلنا في عفرين من أجل التنسيق مع الطرف الروسي لكبح جماح تركيا وعدم السماح لهم باستهداف مناطقنا على اعتبار أن روسيا دولة عظمى ووجودها على الأرض سيخلق توازناً استراتيجياً خاصاً لقواتنا في تلك المناطق مع تركيا».
ونفى سلو ما تم التداول به خلال اليومين الماضيين على بعض وسائل الإعلام الكردية عن وصول عناصر من قوات البيشمركة العراقية التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني، للمشاركة في عملية تحرير الرقة، وقال: «إن ذلك لم يحصل حتى الآن على اعتبار أن أي قرار استراتيجي بهذا المستوى يجب أن تتخذه القيادة العامة لـ«قسد»، ونحن لم نعقد هذا الاجتماع ولم نناقش الموضوع والأمر يبدو أنه لا يتعدى أخباراً غير صحيحة يتم التداول بها عبر بعض وسائل الإعلام».
وعن مدى اقتراب موعد إعلان معركة الرقة قال سلو: «إن قواتنا اقتربت بشكل كبير من الرقة وخلال اليومين الماضيين سيطرنا على بلدة «الكرامة» التي تبعد 16 كيلو متراً شرق الرقة، كما سيطرنا على محطة ضخ «المحمدية» التي تبعد كيلو مترين إلى الغرب من «الكرامة» باتجاه الرقة، وعلى المحور الشمالي فإن قواتنا لا تبعد سوى خمسة أو ستة كيلو مترات عن الرقة، وبالتالي فإن عزل المدينة عن ريفها يسير بشكل جيد، ومتوقع أن ننجز الأمر خلال أيام لتبدأ بعدها عملية تحرير المدينة».
وعن إمكان قيام تنسيق مستقبلي لطرد داعش من الرقة بين «قسد» التي تحاصر المدينة من الضفة الشرقية لنهر الفرات، والجيش العربي السوري الذي يقترب بدوره من الضفة الغربية، قال سلو: «إن الجيش السوري مازال بعيداً عن الرقة وهو يحاصر حالياً بلدة «دير حافر» التي تبعد عن الرقة نحو 110 كيلو مترات، أما قواتنا فأقرب منهم بكثير ونحن ما بين 10 و15 يوماً سنكون على حدود مدينة الرقة».
وأضاف: «فيما يتعلق بالتنسيق مع الجيش السوري، لدينا حالياً حلف إستراتيجي مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على داعش، وفي حال قررت الولايات المتحدة الأميركية وقوات التحالف الدولي السماح لقوات النظام بالمشاركة في تحرير الرقة، فإن القيادة العامة لـ«قسد» ستجتمع لبحث موضوع إشراك طرف ثالث في المعركة».
وتابع: «نقول دائماً إن أبناء الوطن السوري هم من لهم الحق في تحرير مناطقهم، والجيش السوري هو جزء أساسي من الوطن السوري ويحق له ما لا يحق لغيره، وأنا هنا أشير لتركيا».
وقال: «إن التحالف الدولي هو الداعم الأساسي لكل حملاتنا وهناك اتفاق بيننا أنه لا يدخل طرف جديد إلا بموافقتنا، وعندما أرادت تركيا الدخول كطرف ثالث في معركة الرقة، عرض التحالف الدولي الأمر علينا، وهم كانوا متقبلين للفكرة، ولكننا نحن رفضناها، أما في حالة الجيش السوري، فإذا ما عرض التحالف الدولي علينا مشاركته في تحرير الرقة فإننا نعتبر هذا الجيش جهة وطنية، وبالتأكيد ستكون هناك موافقة من قواتنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن