سورية

طالب بتمثيل واسع للمعارضة وإشراك الأكراد … لافروف: ضرورة تضافر الجهود للتقدم على مسارات جنيف الأربعة

| وكالات

شددت روسيا على ضرورة تضافر الجهود لتحقيق تقدم على المسارات الأربعة المحددة في جدول أعمال الجولة الخامسة من مباحثات جنيف السورية السورية التي ستنطلق اليوم، وطالبت بتمثيل واسع للمعارضة السورية في هذه المباحثات، وإشراك الأكراد في عملية المفاوضات السورية في جنيف، معتبرة أن تصعيد الأعمال الإرهابية في سورية يهدف إلى تقويض جنيف كما حصل في اجتماع أستانا الأخير.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية الكونغو الديمقراطية ليونارد أوكيتودنو في موسكو أمس، حسب وكالة «سانا» للأنباء: «لا شك بأن محاولات الإرهابيين تصعيد عملياتهم في سورية والتي تحصد أرواح المدنيين تهدف لإحباط وتقويض محادثات جنيف كما حصل أثناء اجتماع أستانا الأخير عندما كان الرعاة الخارجيون للفصائل المسلحة يفعلون كل ما بوسعهم للحيلولة دون وصول المعارضة إلى الاجتماع تحت ذريعة وقوع خروقات لنظام وقف الأعمال القتالية».
وتواصل وحدات من الجيش والقوات المسلحة تصديها لمحاولات تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والميليشيات المسلحة المتحالفة معه التسلل إلى بعض النقاط على الأطراف الشرقية لمدينة دمشق وعلى اتجاه صوران وخطاب بريف حماة الشمالي وأوقعت في صفوفهم عشرات القتلى وكبدتهم خسائر كبيرة في العتاد.
وأشار لافروف إلى أن اجتماعات أستانا كانت مكرسة لعمل آلية مراقبة الالتزام بوقف الأعمال القتالية، مبيناً «أن أي أحد يهتم في الحفاظ على هذا النظام بجدية عليه تنفيذ الإجراءات والقرارات المتفق عليها».
وعن الجولة المقبلة من محادثات جنيف قال لافروف: «أعتقد أن جميع من وجهت إليهم دعوة لحضور محادثات جنيف سيحضرون وستجري مباحثات بناءة في جنيف بحضور جميع القوى السورية ونحن ندعم جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا لإقامة الحوار المباشر».
وحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» قال لافروف في المؤتمر الصحفي: إنه بحث مع دي ميستورا في موسكو تحضير الجولة الجديدة من المفاوضات السورية التي ستبدأ في جنيف الخميس وضرورة تأمين تمثيل واسع للمعارضة السورية في هذه المفاوضات. وأكد أنه «من الضروري تأمين مشاركة ليس فقط مجموعتي موسكو والقاهرة، بل وكذلك مجموعتي أستانا وحميميم. ومن المهم جداً إيجاد حل لإشراك الأكراد في مفاوضات جنيف».
وقال: إن موسكو ستواصل البحث عن سبيل لقضية مشاركة الأكراد في مفاوضات جنيف، بما في ذلك من خلال المفاوضات في أستانا، مؤكداً في الوقت ذاته أن إشراك الأكراد في المفاوضات يمثل إحدى المهمات الرئيسية للمبعوث الأممي.
وأضاف لافروف: إن موسكو تحترم موقف دمشق التي قررت عدم استقبال المبعوث الأممي، إلا أنه أشار إلى ضرورة الحوار. وأوضح أنه يمكن إيجاد عيوب في عمل أي مسؤول دولي مكلف تسوية أزمة معقدة جداً.
من جهة أخرى، قال لافروف تعليقاً على سؤال حول توجيه إسرائيل ضربات لسورية، إن هناك اتفاقاً بين روسيا وإسرائيل بشأن تعامل عسكريي البلدين في سورية، مؤكداً أن موسكو ستقيم تنفيذ هذا الاتفاق بالأفعال وليس بالأقوال. وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد التزام تل أبيب بهذا الاتفاق خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو قبل أيام.
وخلال لقائه دى ميستورا في موسكو أكد لافروف وفق «سانا» ضرورة تثبيت التقدم الذي تحقق في الجولة الأخيرة من الحوار السوري السوري في جنيف.
وقال: «تمكنا من تحقيق تقدم هش في عملية تسوية الأزمة في سورية» مشيراً إلى أهمية تعزيز الاتفاق على السلات الأربع التي ركز عليها حوار جنيف ومن بينها مسألة مكافحة الإرهاب خلال الجولة القادمة منه.
وأضاف: إن «مجموع هذه الجوانب يشكل المتطلبات الأساسية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
ويؤكد القرار 2254 الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع في الـ18 من كانون الأول عام 2015 أن السوريين هم من يحددون مستقبل بلادهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية.
بدوره أكد دي ميستورا ضرورة دعم الجهود السياسية لتسوية الأزمة في سورية موضحاً أن زيارته إلى موسكو تصب في دعم تلك المساعي.
من جانبه أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن لقاء لافروف مع دي ميستورا «كان ناجحاً» وجرى فيه التأكيد «فعلاً» على جدول أعمال المحادثات السورية السورية في جنيف.
وقال بوغدانوف في تصريح للصحفيين: «كان النقاش مع دي ميستورا وفريقه جيداً إذ إن تحديد جدول أعمال المحادثات المقبلة في جنيف هو أمر مهم حيث يتضمن أربعة مجالات رئيسية».
وأضاف: «بالطبع لا أحد لديه توقعات عالية ولكن موسكو تعول على عقد اجتماع بناء في جنيف ولا مجال لغير ذلك وإذا كانت جميع مجموعات المعارضة الرئيسية ووفد الجمهورية العربية السورية أكدوا مشاركتهم في هذه المحادثات فهم على الأرجح مصممون على القيام بعمل بناء».
وأعرب بوغدانوف عن أمله في أن يحصل المزيد من التقدم وأن يتحرك المؤشر بشكل عام في الاتجاه الصحيح مشيراً إلى أن المحادثات «ستناقش مسائل التسوية السياسية وقضايا تقديم المساعدة الإنسانية للسكان وإزالة الألغام وإعادة إعمار البلاد».
وشدد بوغدانوف على ضرورة التحرك في وقت واحد بمناقشة جميع المسائل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن