سورية

مسؤولون بالاستخبارات الأميركية يؤكدون أن الجهود منصبة لاصطياد البغدادي بالترافق مع تقدم «حماية الشعب»

 وكالات : 

ركزت الولايات المتحدة مؤخراً جهودها على مدينة الرقة، العاصمة المعلنة لتنظيم داعش، من أجل اصطياد أمير التنظيم المتطرف أبي بكر البغدادي، وغيره من كبار القادة في التنظيم.
ووفقاً لمسؤولين أميركيين، فإن نظرية انتشرت بين وكالات الاستخبارات الأميركية مفادها أن «البغدادي ما زال في مدينة الرقة، ولكنه يختبئ بين السكان المدنيين، لعلمه بـ«قواعد الاشتباك» الأميركية التي تمنع استهداف المدنيين».
وتراقب واشنطن تحركات تنظيم داعش في مدينة الرقة بعدما باتت وحدات حماية الشعب على بعد 50 كيلو متراً شمال المدينة عقب سيطرتها على قرية عين عيسى، الشيء الذي قد يزعزع قيادة التنظيم ويضطرها إلى إعادة التمركز في منطقة أخرى. وتُواصل القوات الأميركية الخاصة تكثيف المساعدة لوحدات حماية الشعب من أجل التقدم نحو الرقة.
ونقلت شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار عن مسؤول أميركي كبير، قوله: «معلومات المخابرات الأميركية تجعلنا نعتقد أن البغدادي على قيد الحياة وفي كامل سيطرته»، مضيفاً: إن لدى الولايات المتحدة معلومات استخبارية من مصادر متنوعة تؤكد هذا الرأي. ورفض تأكيد المعلومات التي تحدثت عن اختراق واشنطن لاتصالات داعش أينما تمكنت، وفقاً لمسؤولين أميركيين آخرين.
ووصف المسؤول البغدادي بأنه يشبه «(زعيم تنظيم القاعدة) أيمن الظواهري أكثر من (الزعيم التاريخي للقاعدة) أسامة بن لادن»، مشيراً إلى أن البغدادي يشارك في عمليات يومية، ويدرك جيداً كيف يبقى بعيداً عن الأنظار. وكما هي الحال مع البغدادي، يُعتقد أن الولايات المتحدة ما زالت غير قادرة على تحديد موقع الظواهري، على الرغم من شكوكها بأنه موجود في مقر عملياته التقليدي بباكستان.
أما بن لادن فقد كان بعيداً عن العمليات اليومية، لذلك تمكنت الولايات المتحدة من تحديد موقع مخبئه وترقبه لفترة طويلة قبل شن الغارة عليه.
وعلى الرغم من تصاعد حدة القتال في محافظة الرقة، فإن وجهة النظر الأميركية لم تتغير، ولا يزال المسؤولون الأميركيون يعتقدون أن البغدادي وكبار قادة داعش ما زالوا في مدينة الرقة، ويعملون على التواري عن الأنظار حتى لا تتحدد مواقعهم. فلو تم اكتشاف وجود البغدادي أو أحد قادة داعش في أحد المباني المدنية، فإن الولايات المتحدة ستواجه مضاعفات محتملة في تعريض المدنيين للخطر في حال قرروا قصف الموقع لتدميره.
وقد حددت الولايات المتحدة سلسلة من المباني في وسط مدينة الرقة، تعتقد أنها تؤوي مقر عمليات داعش، ولكنها لم تتمكن من قصفها بسبب المدنيين في المنطقة.
ويواصل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، استخدام الأقمار الصناعية لمراقبة وجود أي علامات لمواكب حربية يمكن تتبعها بطائرة من دون طيار مزودة بصواريخ هيلفاير، السلاح الأمثل لاستهداف العربات المتحركة.
ولا تؤكد الولايات المتحدة أو تنفي أن يكون البغدادي قد تحرك من موقعه في الرقة، ولكن التقييم العام لحركته يقترح أنه يفعل ذلك بفهم شامل لكيفية البقاء بعيداً عن مرمى الولايات المتحدة.
ومع اقتراب وحدات حماية الشعب، لاحظت المخابرات الأميركية تعزيزات في جبهة دفاع داعش على الجانب الشمالي من الرقة. ووفقاً لأحد المسؤولين الأميركيين، يشمل الدفاع جميع معدات معركة داعش التقليدية كالخنادق، والسواتر، وآلات متفجرة مرتجلة، وعوائق.
وتعتقد الولايات المتحدة أن وحدات حماية الشعب تسيطر على معظم الحدود من العراق غرباً إلى مدنية عين العرب بمحافظة حلب على الحدود مع تركيا. ولذلك يظن بعض المسؤولين الأميركيين أن تقدم داعش نحو عين العرب في الأيام الأخيرة هو محاولة لتحويل مسار القتال من الرقة إلى الشمال.
واعتبر مسؤولون أميركيون أن الجهود التي بذلها داعش لاستعادة عين العرب «ليست مفاجئة»، نظراً لأن وحدات حماية الشعب قد قطعت الكثير من طرق وصول داعش إلى الحدود التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن