قضايا وآراء

هجمات «جبهة النصرة الإرهابية» مكملة للغارة الإسرائيلية

| صياح عزام 

الأحداث الأخيرة البارزة وهي هجمات جبهة النصرة الإرهابية والفصائل المسلحة الأخرى المتحالفة معها على محيط دمشق الشرقي، حي جوبر وجنوب القابون، والغارة العدوانية الإسرائيلية على الأراضي السورية في تدمر والرد السوري القوي عليها؛ هذان الحدثان البارزان جاءا متزامنين، وهذا التزامن ليس مصادفة، بل يؤكد بما لا يقبل الشك العلاقة العضوية الثابتة القائمة بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها جبهة النصرة وداعش وما ينضوي تحت لوائهما من التنظيمات الأخرى التي تحاول عبثاً أن تسوق لنفسها على أنها (معارضة معتدلة ومدافعة عن الشعب السوري).
والجديد هنا، هو الإيعاز لهذه التنظيمات الإرهابية من رعاتها ومشغليها القيام بهجمات جوبر الأخيرة بحيث تكمل العدوان الإسرائيلي من منطلق العلاقة العضوية القائمة بين الأصيل (أي كيان إسرائيل) والوكيل والأدوات الرخيصة من التنظيمات الإرهابية التي يطلق عليها معارضة ومن يقوم بدعمها.
إذاً، لا أحد يتابع بدقة وموضوعية لما يجري على الساحة السورية، يمكن أن تفوته حالة الترابط والتكامل وتبادل الأدوار بين الأصيل والوكيل والأدوات. لاشك بأن الأسباب التي دفعت جبهة النصرة لشن هذا العدوان على حي جوبر، كثيرة منها كما أرادت النصرة ورعاتها وممولوها، ضرب عصفورين بحجر واحد وهما: الأول: سرقة نتائج ودلالات الرد الصاروخي للجيش السوري على الطيران الحربي لإسرائيل، وما آثاره من اهتمام عربي ودولي وثقة وأمل لدى قطاعات عريضة من الشعب العربي، في مشاهدة تحول مهم لطالما انتظرته وتمنته، وشعرت بأن هناك من يدافع عن كرامة هذه الأمة وشرفها، ويرفض الخنوع والصمت اللذين هما بمنزلة صك مفتوح لأعداء الأمة العربية للنيل منها، والمساس بثوابتها ومقدراتها وهويتها القومية الجامعة، أما الهدف الثاني، فهو محاولة امتلاك أوراق قوية في الميدان يمكن صرفها في السياسة، أي في مفاوضات جنيف التي بدأت يوم الخميس 23/3/2017 وفي مفاوضات أستانا السابقة واللاحقة، ولكن هيهات أن تتحقق لهم هذه الأهداف، فالجيش العربي السوري لقّن إسرائيل درساً قاسياً، عندما أسقط طائرة إسرائيلية وأصاب أخرى، ولاحقاً أسقط طائرة استطلاع صهيونية في القنيطرة، إضافة إلى أنه تصدى لهجمات جوبر وأنهى وجودها في النقاط التي كانت فيها شمال جوبر وكبّد جبهة النصرة وحلفاءها مئات القتلى، إلى جانب الخسائر الجسيمة في المعدات والأسلحة.
ولكن الأمر الذي لفت الأنظار، وأثار الضحك والسخرية في الوقت نفسه، هو ما جاء من تصريحات على لسان متحدثين من المعارضات السورية- كما تسمَّى- بأن الهجوم الإرهابي الذي شنته جبهة النصرة الإرهابية على محيط دمشق الشرقي ولاسيما من جوبر، هو هجوم شنّه ما يُسمى «الجيش الحر»، وذلك في محاولة مفضوحة ومكشوفة لإخفاء علاقة هذه المعارضات المزيفة لـ«جبهة النصرة وداعش» بحكم انتمائهما الواحد، وللدفاع عن هذه الجبهة أي «جبهة النصرة» المصنّفة إرهابية من «مجلس الأمن» وتسويقها على أنها معارضة معتدلة وهو ما يتنافى مع قرار مجلس الأمن ومع النتائج والاتفاقات المعلنة في اجتماعي أستانا الأول والثاني أيضاً.
والسؤال الجوهري والمهم هنا: ما الصفات التي سيفاوض بها هؤلاء المعارضون في جولة جنيف التي بدأت في 23/3/2017 بعد أن بانت عورتهم، وانكشفت عمالتهم للسعودية وقطر وتركيا وإسرائيل، وبعد محاولاتهم المفضوحة لتبييض صفحة جبهة النصرة الإرهابية ومن يتحالف معها؟
معروف للجميع أن الجيش السوري نجح في استعادة جميع المواقع التي تسلل إليها مجرمو جبهة النصرة وفيلق الشام وغيرهما في شمال جوبر، ومثلما نجح في الرد على الغارات العدوانية الإسرائيلية، من المؤكد أن هذا النجاح ستتبعه نجاحات في جنيف، تُعري من تلطخت أياديهم القذرة بدماء السوريين ومن يدافعون عنهم في الرياض والدوحة وأنقرة وإسرائيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن